رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

يا ريتني ما كنت فرحت!!

أجمل شيء يحدث لصحفي يتعامل مع هموم الناس أن تأتيه استجابة من مسئول علي شكوي مواطن أو صرخة من صاحب حق «طلع عينه» دون أن يسمعه أحد والحقيقة أن بعض المسئولين يسعدهم جدا أن يسمعوا أنين المظلومين وينتشون لبكاء الضعفاء الذين أقنعهم المسئول

أنه هو صاحب الحق والفضل عليهم «يعني السيد المواطن يشحت» حقه من الباشا صاحب الأمر والنهي وكمان يتوجع قلبه من الدعاء لكل صغير وكبير في أي مصلحة ويا سلام لو كان المواطن عارفا «بسكة الجرائد والبرامج ومن نشطاء الشكاوي عن طريق هذه الوسائل نجد موظفين من مكتب المسئول أو المسئول نفسه يرد ويحمل البشري بحل المشكلة وإزالة الشكوي فيفرح كل من الشاكي ومن أوصل له شكوته. أقول هذا بعد أن رأيت بنفسي دموع المحبطين واليائسين الذين توصلوا في النهاية لقاعدة جعلوها منهجا للتعامل مع «حوائط صد أحلام الناس الغلابة» وهي أن الشكوي لغير الله مذلة قولا وعملا. وهذا ما اقتنعت به فاطمة الشابة الكفيفة التي طرقت كل الأبواب للحصول علي فرصة عمل شريفة تربي بها طفلتها التي لم يتعد عمرها السنوات الخمس وكل ذنب فاطمة أنها تعففت عن مشاركة أمها الفقيرة واخوتها المكفوفين أيضا في معاش والدهم المتوفي الذي لا يزيد علي الخمسمائة جنيه فاطمة التي اختارت أن تعبر إعاقتها ومأساتها مع زوجها الذي تركها وهرب بعد أن حاصرته الديون. عندما جاءتني الأم الشابة وعرضت مشكلتها جاءني. بمجرد النشر صوت مسئول من القوي العاملة يطلب فيه بيانات فاطمة بالتفصيل ووسيلة اتصال بها مؤكدا أن المشكلة تم حلها ففرحت وأخبرتها وبعد أيام أكدت لي أن موظفين جاءوها واجروا ما يشبه البحث عن حالتها, وقلت: «يا فرج الله» فرحتي كانت

تفوق فرحة صاحبة المشكلة ومرت الاسابيع والشهور وانا أتابع فاطمة وهي لم تكف عن الاتصال بي كنت انتظر كلمة «باركيلي انا اشتغلت» لكنها يأست قبل أن أيأس فالسيد المسئول في انتظار أن يجد لها الفرصة المناسبة وصرت أنا وهي والمسئول في انتظار «جودو» يعني في انتظار من لا يأتي كما في الرواية الروسية الشهيرة «مثل فاطمة حالات عديدة يعد المسئولون بحل مشكلاتهم ولا يحدث أتذكر منهم عم محمد مصطفي الذي كان يصارع السرطان وكانت أيامه في الدنيا معدودة كما أخبره الأطباء ولم تمكنه اعاقته من قبل أن يؤمن أربعة من الأبناء ووعدت وزارة التضامن بمساعدته «وهات يا أبحاث علي حالة الرجل دون تقديم مساعدة حقيقية له. رجل آخر طاعن في السن انقطع معاشه ووعدت التضامن بسرعة إعادته له لكنه انتظر شهورا دون جدوي، هؤلاء المواطنون أصحاب حقوق وليسوا متسولين او طالبي احسان لكن رحلة المعاناة في سبيل نيل حقوقهم تحيلهم الي حطام بشر. أتذكر الآن دموع عم محمد وصرخات العجوز أما فاطمة فقد حطم اليأس قلبها وقالت لي بصوت كسير: «يا خسارة يا ريتني ما كنت فرحت»!!