يا ريتني ما كنت فرحت!!
أجمل شيء يحدث لصحفي يتعامل مع هموم الناس أن تأتيه استجابة من مسئول علي شكوي مواطن أو صرخة من صاحب حق «طلع عينه» دون أن يسمعه أحد والحقيقة أن بعض المسئولين يسعدهم جدا أن يسمعوا أنين المظلومين وينتشون لبكاء الضعفاء الذين أقنعهم المسئول
أنه هو صاحب الحق والفضل عليهم «يعني السيد المواطن يشحت» حقه من الباشا صاحب الأمر والنهي وكمان يتوجع قلبه من الدعاء لكل صغير وكبير في أي مصلحة ويا سلام لو كان المواطن عارفا «بسكة الجرائد والبرامج ومن نشطاء الشكاوي عن طريق هذه الوسائل نجد موظفين من مكتب المسئول أو المسئول نفسه يرد ويحمل البشري بحل المشكلة وإزالة الشكوي فيفرح كل من الشاكي ومن أوصل له شكوته. أقول هذا بعد أن رأيت بنفسي دموع المحبطين واليائسين الذين توصلوا في النهاية لقاعدة جعلوها منهجا للتعامل مع «حوائط صد أحلام الناس الغلابة» وهي أن الشكوي لغير الله مذلة قولا وعملا. وهذا ما اقتنعت به فاطمة الشابة الكفيفة التي طرقت كل الأبواب للحصول علي فرصة عمل شريفة تربي بها طفلتها التي لم يتعد عمرها السنوات الخمس وكل ذنب فاطمة أنها تعففت عن مشاركة أمها الفقيرة واخوتها المكفوفين أيضا في معاش والدهم المتوفي الذي لا يزيد علي الخمسمائة جنيه فاطمة التي اختارت أن تعبر إعاقتها ومأساتها مع زوجها الذي تركها وهرب بعد أن حاصرته الديون. عندما جاءتني الأم الشابة وعرضت مشكلتها جاءني. بمجرد النشر صوت مسئول من القوي العاملة يطلب فيه بيانات فاطمة بالتفصيل ووسيلة اتصال بها مؤكدا أن المشكلة تم حلها ففرحت وأخبرتها وبعد أيام أكدت لي أن موظفين جاءوها واجروا ما يشبه البحث عن حالتها, وقلت: «يا فرج الله» فرحتي كانت