عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عـيب



كانت تراقب الموقف باهتمام بالغ من خلف شرفة حجرتها وإذا بها تصرخ «حرام عليكوا كفاية انتم ماتربتوش» ارتدت اسدالها ولفت الطرحة فوق رأسها علي عجل وطوت سلالم البيت القديم بسرعة مستعينة بعكاز خشبي قديم صنعه لها أخوها خصيصا بعدما فقدت ساقها في حادث منذ خمسة أعوام تقريبا هي دائما هكذا تنفعل بسرعة لمواقف لا تخصها «واحنا مالنا بالي بيحصل في الشارع، قالت شقيقتها الكبري التي تركت زوجها منذ عامين رافضة زواجه بأخري بحجة انه «نفسه في العيال» وهي لا تنجب. احتلت مكان اختها بالشرفة تحاول ان تمنع «خناقة» كالعادة الموقف يشتعل في الشارع.

ايه الحكاية؟
العيال بيجروا ورا «الولد الاخرس» وهو مسكين بيصرخ كمان شوية امه تيجي والدنيا تولع.. للأسف الولاد مش صغيرين لكن لم يقل أحد لهم «عيب كده» اختي عانت كثيرا معهم من قبل كانت اذا جلست بجوار المطعم تنتظر تجهيز طلبها يخطف الأولاد «العكاز ويجرون به ويضربون بعضهم البعض فتصرخ اختي بشكل هيستيري لدرجة أن الاولاد أطلقوا عليها المجنونة أم عكاز».. هذا بعض من تفاصيل قصة قصيرة مؤلمة جدا حدثت وتحدث كثيرا خاصة في الأحياء الشعبية الفقيرة فيها يصبح المعاق ليس فقط شخصاً مختلفاً بل مثار سخرية أو استهزاء واحيان يخاف منه الأطفال فيعتبرونه وحشا ويتعاملون مع صراخ الأصم كأنه بداية لهجمة شرسة أما الأسوأ حظا هو الذي يعاني من أي إعاقة فكرية يتحول فجأة في نظرهم لوحش وعدو. هذا ماجناه المجتمع والاعلام والدراما في حق ذوي الاحتياجات الخاصة كثير من الأعمال الفنية تسىء للمعاق وكل ذوي

الاحتياجات الخاصة يشكون من تشويه صورتهم في الدراما ولكن هذا لا يمنع وجود أعمال تراعي البعد التربوي والنفسي وكانها تؤدي رسالة من أهمها فيلم «اليتيمتان» لفاتن حمامة وثريا حلمي وفاخر فاخر حيث إن بطلة الفيلم كفيفة تفقد بصرها بسبب وضع النشادر في عينيها والبطل يستعيض بساق خشبية عن ساقه التي فقدها في حادث والبطلة تستغلها أم البطل في التسول وبائع الجرائد البطل المسكين يساعدها في العثور علي أختها وعندما يعود للفتاة بصرها بعد اجراء جراحة ناجحة يحاول البطل إخفاء نفسه عنها خشية أن تعرف حقيقة اعاقته لكنها تتعرف عليه باحساسها وتتمسك بحبها له القصة في منتهي الروعة والانسانية وهي مأخوذة عن رواية «الولدان الشريدان» لـ «بيير كورسيل» لكن كان هناك فريق عمل مصري واع استطاع أن يخدم قضية ذوي الاحتياجات الخاصة فنبه إلي الأخطاء والحوادث التي تؤدي للاعاقات واستغلال العصابات في التسول والأهم من ذلك أن الاعاقة لم تكن أبداً من دواعي الخجل وعيب علي أي مجتمع أن يسخر أصحاؤه من معاقيه.