عـيب
كانت تراقب الموقف باهتمام بالغ من خلف شرفة حجرتها وإذا بها تصرخ «حرام عليكوا كفاية انتم ماتربتوش» ارتدت اسدالها ولفت الطرحة فوق رأسها علي عجل وطوت سلالم البيت القديم بسرعة مستعينة بعكاز خشبي قديم صنعه لها أخوها خصيصا بعدما فقدت ساقها في حادث منذ خمسة أعوام تقريبا هي دائما هكذا تنفعل بسرعة لمواقف لا تخصها «واحنا مالنا بالي بيحصل في الشارع، قالت شقيقتها الكبري التي تركت زوجها منذ عامين رافضة زواجه بأخري بحجة انه «نفسه في العيال» وهي لا تنجب. احتلت مكان اختها بالشرفة تحاول ان تمنع «خناقة» كالعادة الموقف يشتعل في الشارع.
ايه الحكاية؟
العيال بيجروا ورا «الولد الاخرس» وهو مسكين بيصرخ كمان شوية امه تيجي والدنيا تولع.. للأسف الولاد مش صغيرين لكن لم يقل أحد لهم «عيب كده» اختي عانت كثيرا معهم من قبل كانت اذا جلست بجوار المطعم تنتظر تجهيز طلبها يخطف الأولاد «العكاز ويجرون به ويضربون بعضهم البعض فتصرخ اختي بشكل هيستيري لدرجة أن الاولاد أطلقوا عليها المجنونة أم عكاز».. هذا بعض من تفاصيل قصة قصيرة مؤلمة جدا حدثت وتحدث كثيرا خاصة في الأحياء الشعبية الفقيرة فيها يصبح المعاق ليس فقط شخصاً مختلفاً بل مثار سخرية أو استهزاء واحيان يخاف منه الأطفال فيعتبرونه وحشا ويتعاملون مع صراخ الأصم كأنه بداية لهجمة شرسة أما الأسوأ حظا هو الذي يعاني من أي إعاقة فكرية يتحول فجأة في نظرهم لوحش وعدو. هذا ماجناه المجتمع والاعلام والدراما في حق ذوي الاحتياجات الخاصة كثير من الأعمال الفنية تسىء للمعاق وكل ذوي