رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بكرة نشوف!

هو يعتبر أخته ابنته وهي تعتبر أخاها أبا لها لا يفرق بينهما في العمر سوي سنوات ثلاث يفصلهما عن بعضهما أخ ثالث يختلف عنهما في شيء لا يحتسبانه جوهريا.. هو يري أنه لا ذنب له في أنه يري ولا ذنب لهما في أنهما كفيفان. الي هنا والأمر لا يعدو غريبا في شيء. لا هناك ما يستدعي الدهشة. أين الأب والأم في الحكاية؟ بكل بساطة كلاهما مشغول بمن

يري. بداية القصة عند الأخ الأكبر التلميذ بإحدي مدارس النور والأمل للمكفوفين عمره لا يتعدي ثلاثة عشر عاما أما أخته فأتمت عامها التاسع منذ أيام. بصراحة.. مش عاوز أظلم بابا وماما أكتر من كده وعلشان كدة مش عاوز أتكلم عنهم.. هكذا بدأ هاني حديثه معي قال: دائما ما كنت أعاتبهما بيني وبين نفسي خاصة أنني قد سمعت من الطبيب أنهما السبب في ولادتي أنا وأختي علي هذه الحالة، فابي ابن عم أمي وأبي وعمي كانا فاقدين للبصر. وسمعت أثناء مشاجرة لهما وأنا صغير أن جدينا حذراهما من هذا الزواج لكنهما أصرا ودفعت أنا ثمن قصة حبهما التي لا أري شيئا منها الآن ولم يكتفيا فانجبا أخي أسامة رغم أن احتمال ولادته كفيفا كان قويا لكن الحمد لله أنه لم يصبه من قصة حبهما نصيب وربما شجعهما ذلك علي إنجاب ليلي اختنا الصغري التي شاركتني عالمي المظلم أبي وأمي تعودا أن يحيلا كلا منا للآخر علي اعتبار انني «خبرة» في العمي فطلبا مني أن أعلمها كيف تتحرك داخل البيت وتقدير المسافات كنت كثيرا ما تتعثر وتبكي ولا تعرف كيف تلعب وأمي لم تشغل نفسها في أن تخلق لنا اشياء تمتعنا رغم ما ندركه من اهتمام مبالغ فيه بأخينا الذي يري فالتحق بمدارس «غالية جدا» ويمارس الرياضة التي يحبها وأسمع أبي يدلله ويذهب معه الي السينما والنادي، وسبق أن قلت له يا بابا فيه رياضة للمكفوفين وفيه كرة جرس وممكن أختي تغني صوتها حلو جدا يا ريت تسمعه، وكان يقول النادي بتاعنا مافيهوش الحاجات اللي بتقول عليها  ومر عام وراء

عام وكبرت انا واختي في عالمنا الخاص الذي اضطررنا للجوء اليه، الأمر بالنسبة لي سهل وممتع لكن اختي تعاني وتتعذب بتقولي نفسي أشوف الناس والحاجات اللي بأسمعها، نفسي أتحرك وأنا ألعب معها ألعابا تعتمد علي تمييز الأصوات وأحاول أن أتخيلها وعلي سبيل المثال هي تحب القطط جدا وكانت تعتقد انها كبيرة جدا عندما تسمع صوتها علي سلم المنزل طلبت من أمي أكثر من مرة ان تشتري لها قطة لتسليها وتلعب معها فرفضت بحجة انها يمكن ان تلوث البيت ونحن لا نري وقد نتأذي بالقاذورات لكنني لم أقتنع بكلامها وادخرت من مصروفي لمدة ثلاثة اشهر وساعدني صديق لي مبصر في شراء قطة أليفة وأهديتها لليلي في عيد ميلادها ورغم غضب أمي الا ان اختي فرحت بها جدا وكان اول شيء أفعله أن أمسكت بيديها وجعلتها تتحسس هديتها فوجدتها تضحك بشدة وتقول: «دي طلعت صغيرة جدا كنت فاكراها قدي» فضحكت وقلت لها منت صغيرة جدا اقتربت ليلي واحتضنتني وقالت لي أنا فرحانة جدا يا هاني وهنلعب معاها احنا الاتنين. ثم صمتت ليلي لدقائق وشعرت بأن الحزن يتسرب اليها فسألتها. فيه ايه تاني؟ القطة وجبناها. قالت بصراحة كان نفسي أشوفها حتي انت متقدرش توصفها لي لأنك كمان ما بتشوفش لم أتمالك نفسي ووجدتني ابكي بصراحة دي بقي ماقدرش أعمل فيها حاجة معلش يا ليلي. بكرة نشوف!!