بكرة نشوف!
هو يعتبر أخته ابنته وهي تعتبر أخاها أبا لها لا يفرق بينهما في العمر سوي سنوات ثلاث يفصلهما عن بعضهما أخ ثالث يختلف عنهما في شيء لا يحتسبانه جوهريا.. هو يري أنه لا ذنب له في أنه يري ولا ذنب لهما في أنهما كفيفان. الي هنا والأمر لا يعدو غريبا في شيء. لا هناك ما يستدعي الدهشة. أين الأب والأم في الحكاية؟ بكل بساطة كلاهما مشغول بمن
يري. بداية القصة عند الأخ الأكبر التلميذ بإحدي مدارس النور والأمل للمكفوفين عمره لا يتعدي ثلاثة عشر عاما أما أخته فأتمت عامها التاسع منذ أيام. بصراحة.. مش عاوز أظلم بابا وماما أكتر من كده وعلشان كدة مش عاوز أتكلم عنهم.. هكذا بدأ هاني حديثه معي قال: دائما ما كنت أعاتبهما بيني وبين نفسي خاصة أنني قد سمعت من الطبيب أنهما السبب في ولادتي أنا وأختي علي هذه الحالة، فابي ابن عم أمي وأبي وعمي كانا فاقدين للبصر. وسمعت أثناء مشاجرة لهما وأنا صغير أن جدينا حذراهما من هذا الزواج لكنهما أصرا ودفعت أنا ثمن قصة حبهما التي لا أري شيئا منها الآن ولم يكتفيا فانجبا أخي أسامة رغم أن احتمال ولادته كفيفا كان قويا لكن الحمد لله أنه لم يصبه من قصة حبهما نصيب وربما شجعهما ذلك علي إنجاب ليلي اختنا الصغري التي شاركتني عالمي المظلم أبي وأمي تعودا أن يحيلا كلا منا للآخر علي اعتبار انني «خبرة» في العمي فطلبا مني أن أعلمها كيف تتحرك داخل البيت وتقدير المسافات كنت كثيرا ما تتعثر وتبكي ولا تعرف كيف تلعب وأمي لم تشغل نفسها في أن تخلق لنا اشياء تمتعنا رغم ما ندركه من اهتمام مبالغ فيه بأخينا الذي يري فالتحق بمدارس «غالية جدا» ويمارس الرياضة التي يحبها وأسمع أبي يدلله ويذهب معه الي السينما والنادي، وسبق أن قلت له يا بابا فيه رياضة للمكفوفين وفيه كرة جرس وممكن أختي تغني صوتها حلو جدا يا ريت تسمعه، وكان يقول النادي بتاعنا مافيهوش الحاجات اللي بتقول عليها ومر عام وراء