أحن إلى رائحة أمى
أشتاق إليها حتي البكاء يشتد بي الحنين إلي حضنها إلي طيبة قلبها أشتاق إلي رائحتها أحن إليها أبحث عنها في كل الأمكنة بيني وبينها بلاد هي في أقاصي الصعيد وأنا مع زوجي وأولادي في بلاد باردة ليس فيها دفء أمي.. كبرت تسربت بضع شعرات بيض
إلي رأسي أنجبت ولداً وبنتا رغم ذلك اكتشفت أن البعد عنها موت لي سنوات الغربة لم تكسرها أنياب الاعتياد أجدني بين نارين هل أضحي بمركزي العلمى والأدبي كأستاذة جامعية أشرف بلادي في الخارج وأعاون زوجي علي صنع مستقبل أفضل لأولادنا أم أعود أرتمي في أحضانها وأقبل يديها وقدميها لست مستعدة أبداً لتلقي تلك المكالمة التي تهاجمني كالكابوس لا أريد أن يتكرر نفس السيناريو الكئيب المعتاد أريد أن أعوضها عن سنوات الشقاء أتذكر كيف تحملت المسئولية بعد وفاة أبي الفلاح الفقير وكنت قد أصبت بشلل الأطفال فكانت تحملني علي ضآلة جسدها لتذهب بي إلي المدرسة ثم تعود لتطهو الطعام لإخوتي الخمسة وتأتي تحملني مرة أخري إلي البيت وكانت قد ورثت عن أبيها قطعة أرض صغيرة نأكل منها فهانت عليها وباعتها لاستكمال تعليمي في جامعة أسيوط تكريماً لي
هذه الكلمات جاءتني من الدكتورة أماني فريد أستاذ طب الأطفال لتوصي كل الأبناء وصية تقول فيها: «لا تنتظروا رحيل أمهاتكم لتقولوا لهم.. شكراً».