أبناء الصمت
ذاكرة حديدية.. التصقت بها صورة الطبيب المختص عندما أجرى لها اختبار السمع الدورى فى أحد فصول مراكز تأهيل الصم والبكم، رأت الدهشة فى عينيه مختلطة بالفرحة والمفاجأة.. يا جماعة البنت سليمة.. إيه اللى جابها هنا؟ ردت المساعدة.. يا دكتور.. أبواها صم وبكم وكذلك أخوتها الثلاثة هتتكلم وتسمع ازاي؟ فى هذه المرة تحدث صارخاً فى غضب بقولك البنت بتسمع كويس.. دى دخلت غلط كان عمرها وقتها 8 سنوات تقريباً, فُرض عليها الصمت فرضاً, تسمع الأصوات لكنها لا تميزها ولا تفهم ما المقصود بها، شيماء كانت واحدة من عشرات من أبناء الصم والبكم يدخلون عالم الصمت قسراً فقط لأن الأسرة كذلك، بالمصادفة اكتشفت الدكتور حسن قدرة الطفلة على السمع، لكن ذلك لم يعن وقتها أن باستطاعتها الكلام، استلزم الأمر سنوات طويلة لتعلم المهارات اللغوية والتخاطب.
شيماء الآن طبيبة شابة تخصصت فى طب الأطفال لكنها من ناحية أخرى أصبحت خبيرة إشارة درجة أولى أدخلت الحياة إلى أسرتها فى أبهى صورها، صحيح هم لا يسمعونها، ربما لا يقدرون حجم التحول الذى أحدثه طبيب الماضى فى حياة شيماء لكنها وكما قالت وضعت يدها على قضية غاية فى الخطورة وهى اعتبار الأطفال الصغار «صم وبكم» لمجرد وجود الإعاقة فى الأسرة.
الدكتورة شيماء تقول فى حماس شديد: يجب توعية الآباء والأمهات بضرورة إجراء اختبارات دقيقة لأى طفل يولد فى ظل هذه الظروف، فهناك نوعان