رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليتها كانت.. هنا

أمسكت يده اليسرى بالريموت كنترول، أغلق التليفزيون فى عنف شديد ثم ألقاه أرضاً.. سمعت أمه.. أسرعت وهى تضع يدها على قلبها «استر يارب» هى اعتادت على عصبيته، ما زال على حاله منذ 10 سنوات لم يتقبل الواقع الجديد بعد، يكره فقده ليده اليمنى حتى وإن كانت إصابة عمل ثم تعويضه عنها ببضعة آلاف من الجنيهات.. بكى بصوت مسموع كعادته.. لكن على غير عادته ارتمى فى حضن أمه فى ضعف شديد..لماذا أنا؟

الأم تربت على كتفه وتقبل رأسه التى غاصت فى أحضانها، استغفر ربنا يا محمود.. اللهم لا اعتراض.. قضا أخف من قضا يا ابنى.. ماتقوليليش أحسن ما كنت تروح فيها.. ياريتنى كنت مت!
لم تفتح فمها.. هى تعلم أن حزنه وغضبه بلا حدود.. فقط ظلت تضمه وتقرأ له القرآن وتدعو له بالهداية.
فجأة مسح دموعه وقال لها: شفتى عملوا إيه فى الناس يا ماما دبحوهم؟ ورموهم فى البحر.. وبعتولنا صورهم علشان نندبح زيهم..
ربنا ينتقم منهم الكفرة اللى ماعندهومش رحمة، نظر إليها وقد بدت على ملامحه الحسرة والغضب: لو كنت سليم.. كنت رحت الجيش وعرفت إزاى أرد عليهم.. اللى فى الجيش

بياخد حقهم وأنا محروم من الحق ده.. كل زمايلى بيأدوا الخدمة.. إلا أنا.
قالت الأم: هناك شباب يدعون الإعاقة بل يصنعونها للتهرب من هذا الواجب.
رد الشاب فى حماس شديد: أى رجولة تلك.. الخدمة فى الجيش أمل لواحد زيى، كنت قد قرأت عن أبناء الشهيد الذى وجدوا رفاته أثناء حفر قناة السويس الجديدة وهو من ذوى الاحتياجات الخاصة، بكى عندما رأى رفات أبيه وقال إنه يتمنى أن يصبح شهيداً مثله لولا إعاقته، من الممكن أن يخدم بعض أصحاب الاحتياجات الخاصة بلدهم ويكونوا جنوداً من خير أجناد الأرض بالشكل الذى يتناسب مع قدراتهم.. نظر الشاب المفعم بحب مصر إلى نصف ذراعه اليمنى وضعها أمامه بجانب اليسرى فبدا واضحاً افتقاده لشىء ثمين قال: ليتها كانت هنا.