عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رجعت الشتوية

لم تعر اهتماماً لنصائح أمها، بعدم النزول في ذلك اليوم.. تكاثفت سحب محملة بما قد يحيل الدنيا حولها إلي اشتباكات عاصفة بين أمطار تتوعد بإخفاء تفاصيل الشوارع ورياح تنافس في برودتها قلب من جرح قلبها.

أوقفت سيارتها «المجهزة» في نفس المكان الذي اعتادت الوقوف فيه منذ عامين، أشارت إلي أحد المارة ليساعدها في إخراج كرسيها المتحرك الذي وضعته في الخلف.. لم تجد مكاناً مناسباً لتصعد به فوق رصيف كورنيش الإسكندرية الرائع، لكن الرجل أشار إلي آخر وحملا الكرسي وصعدا بها.. ونظرات أعينهما تقول: «إيه اللي خرجها في الجو ده؟!».. تحملت اللوم والدهشة من نظرات قليلين كانوا يسابقون بعضهم البعض للحاق بالميكروباص هرباً من ثورة الشاطئ التي اعتادت أن تخضع كل من بالشارع فيفرون من أمام أمواجه العاتية.. فيما استقرت بكرسيها في مواجهة البحر.. إذ زرفت دمعة ساخنة انزلقت فوق خدها.. البرد كان شديداً كأنها لم تعهده بكل هذه القسوة.. رفعت رأسها إلي السماء وهي تتمتم: «أستغفر الله العظيم.. سامحني يا

رب»، بدأت تمطر.. تعانقت قطراته مع دموعها.. فيما غاصت ذاكرتها إلي الشتاء الماضي.
هنا وفي نفس المكان وضع النهاية الحزينة لمشروع زواجهما، قال له جملة واحدة: مش هينفع يا مني.. أهلي رافضين بقوة.. قالولي إزاي تتجوز واحدة مش قادرة تخدم نفسها».. كان كلامه صادماً ومفاجئاً.. كان يعلم بظروفها جيداً.. طالما بث فيها روح الأمل والتفاؤل وأن إعاقتها لم تنقصها شيء بل زادتها حسناً في نظره، هي التي أصرت علي إكمال مسيرتها العلمية وحصلت علي الماجستير في الآداب.. كما أنها تعمل في إحدي شركات القطاع الخاص.. استطاعت بمثابرتها ودأبها أن تصبح عنصراً فاعلاً في أسرتها ولم ترض بأن تصبح عبئاً علي أحد.