رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

قلوبهم كالحجارة

لم يمنحوني الحياة لينتزعوها منى.. أراد الله لي البقاء فلماذا يعجلون بآخرتى. أنا إنسان.. مثلكم تماماً «إيه يعني قزم» أنا مش عار ولا عيب ولا حرام، جاءت كلماتها كيد تمتد لقشة وسط محيط لا تريد أن تغرق من ظلم من حولها «ظلمهم وظلامهم».. عمرها 25 عاماً أن ربع قرن عاشتها في عزلة تامة عن الناس.. لم تخرج لمدرسة.. لم تلعب في الشارع.. لم تخرج مع أمها لتشترى فستان العيد.. منذ سنوات أصبحت فتاة كأى فتاة عاشت مراهقتها بين الجدران الأربعة.. خنقوا بإيديهم شبابها.. لم تجرؤ حتى علي الأحلام.. قالت: نفسي أحب.. وأتحب..

وأتجوز زى باقي البنات.. كله ممنوع.. منذ أن تفتحت عيناي علي الدنيا وأنا محبوسة في قفص، خجل أبي وأمني منى.. لا يريدون أن يراني أحد.. خشية أن يعيروا بي تصورتي.. يعزلونني حتي عن إخواتى كأنه مرض معد.. من أين أتوا بكل هذه القسوة.. كان نفسي أبوس إيد بابا وأشتري لماما هدية في عيد الأم.. لكن بصراحة قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة.. الوحيدة التي تشعر بي هي ابنة خالتى التي تقاربني في السن علمتني القراءة والكتابة واشترت لي القصص.. وتأتي لتجلس معي في

حجرتي نشاهد التليفزيون أو نسمع الموسيقي.. هي نافذتي علي العالم، علمتني كيف أتواصل مع الآخرين عن طريق الكمبيوتر.. و«عملتلي حساب علي الفيس بوك» شفت الدنيا ولكن من خلف شاشة أعيش عالماً افتراضياً فيه من خيالى الكثير.. كما نظرت في عين أمى.. أشعر برغبة رهيبة في أن أصرخ في وجهها لم فعلت هذا بى.. ألست ابنتك مثل أختى الصغرى.. لقد حرمتني حتي من حضور فرح أخى.. «كنت عاوزة ألبس وأفرح وأرقص».. حبستني كالقطة، بل «كالكلب الضال».. أشعر بأنك تخافين مني يا أمى.. ربما لأنك تعلمين حجم الجرم الذي ارتكبتيه في حقى.
اطمئنى.. أنا «القزمة» التي اعتبرتى شكلي خطيئة وعاراً.. أشفق عليك ولا ألومك.. لكني لن أسامحك وأعتقد أن الله لن يغفر لك قتلى ووأدى ومازال بقلبى نبض حياة.