قلوبهم كالحجارة
لم يمنحوني الحياة لينتزعوها منى.. أراد الله لي البقاء فلماذا يعجلون بآخرتى. أنا إنسان.. مثلكم تماماً «إيه يعني قزم» أنا مش عار ولا عيب ولا حرام، جاءت كلماتها كيد تمتد لقشة وسط محيط لا تريد أن تغرق من ظلم من حولها «ظلمهم وظلامهم».. عمرها 25 عاماً أن ربع قرن عاشتها في عزلة تامة عن الناس.. لم تخرج لمدرسة.. لم تلعب في الشارع.. لم تخرج مع أمها لتشترى فستان العيد.. منذ سنوات أصبحت فتاة كأى فتاة عاشت مراهقتها بين الجدران الأربعة.. خنقوا بإيديهم شبابها.. لم تجرؤ حتى علي الأحلام.. قالت: نفسي أحب.. وأتحب..
وأتجوز زى باقي البنات.. كله ممنوع.. منذ أن تفتحت عيناي علي الدنيا وأنا محبوسة في قفص، خجل أبي وأمني منى.. لا يريدون أن يراني أحد.. خشية أن يعيروا بي تصورتي.. يعزلونني حتي عن إخواتى كأنه مرض معد.. من أين أتوا بكل هذه القسوة.. كان نفسي أبوس إيد بابا وأشتري لماما هدية في عيد الأم.. لكن بصراحة قلوبهم كالحجارة أو أشد قسوة.. الوحيدة التي تشعر بي هي ابنة خالتى التي تقاربني في السن علمتني القراءة والكتابة واشترت لي القصص.. وتأتي لتجلس معي في
اطمئنى.. أنا «القزمة» التي اعتبرتى شكلي خطيئة وعاراً.. أشفق عليك ولا ألومك.. لكني لن أسامحك وأعتقد أن الله لن يغفر لك قتلى ووأدى ومازال بقلبى نبض حياة.