هيكل أكثر شباباً من كثيرين

تابعت في أكثر من موقع مجموعة من الانتقادات اللاذعة الساخرة حول قادة مؤتمر اخبار اليوم وكان من بينهم محمد حسنين هيكل ود. كمال الجنزوري ود. علي لطفي وعمرو موسى وغيرهم.. وقد وصفتهم الكاتبة شيماء جلهوم بجريدة الوطن بمجموعة الـ 330 سنة، وتهكمت أن هؤلاء هم الذين يخططون لمستقبل مصر

بل استحضرت رأياً للخبير الاقتصادي الدكتور صلاح جودة جاء في فحواه أن هذه الوجوه هي التي فشلت في ادارة مصر على مدار 33 سنة.. وبالطبع لست هنا موكلاً للدفاع عن هذه القامات، ولكن فقط أدافع عن رموز وطنية من حقنا أن نحتفي بها وبدورها على مدار سنوات، فقضية الشباب قضية مغلوطة وزئبقية من الصعب الامساك بها وتحديد ملامحها، لأن الحقيقة التي لا تحتاج الى براهين أن محمد حسنين هيكل أكثر شباباً من كل رؤساء التحرير الحاليين والسابقين.. وهل كان الروائي نجيب محفوظ شيخاً في آخر أوراق قرأناها له؟
أنا شخصياً كتبت عنه «الأديب الشاب نجيب محفوظ» بعد صدور كتابه المهم «أصداء السيرة الذاتية» التي كتبها في أواخر أيامه.. وأفكار الدكتور عبد العزيز حجازي التي طرحها في ندوة عن مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير.. هى أفكار شابة بكل المقاييس وتصلح للارتقاء والنمو.. والجنزوري أدار حكومة مصر في قمة الشبابية وهو في عامه الثمانين.. ومن الصعب وصف انجازاته بأنها في

خانة الشيخوخة.. ومن يمكنه أن ينكر أن الدكتور أحمد عكاشة أكثر شباباً من مئات الشباب من أطباء وعلماء الطب النفسي في مصر والعالم، وهكذا الأمثلة لا تنتهي ويمكن استحضار آخر مقالات الراحل مصطفى أمين لنجد أنها تفوح بالشباب والفتوة والدعوة الصريحة لمستقبل أفضل.
وليس هذا الكلام يعني أن العكس صحيح.. أو أنها دعوة موجهة ضد شباب مصر.. ولكني أشير الى كارثة بدأت تغزو المجتمع المصري هى كارثة عزل فئات من المجتمع وهي آفة خبيثة أهدافها لا يعرفها من يروج لها وربما تفاقمت بعد زوبعة التوريث في عهد مبارك.. حيث فوجئنا برجال سلطة عواجيز يقابلهم رجال سلطة من الشباب.
وكان كلا الطرفين يتصارع في شراسة واتسمت جوقة الشباب بإغداق المال بأسلوب عجيب في أغلب المؤسسات بالدولة.. حتى وصل الأمر الى هدم المعبد على من فيه وخرج الفريقان خاسرين ومعها رأس الدولة والوريث ولا عزاء للمؤامرات.

[email protected]