حكاية من وادى الملح
هذه مسرحية شعرية كتبها الشاعر الراحل محمد مهران السيد «1972 ــ 2000» واختار العنوان «حكاية من وادى الملح» لتوحى إلى مكان شكوى الفلاح الفصيح، الفرعونى الذى
انفجر به الحال فلم يجد سوى وأن يرفع شكواه إلى الأعلى فى محاولة ألا يتدخل الوسطاء بتبديل الشكوى أو تزييفها أو حرقها، وهكذا ظلت هذه التيمة هى الشكل السائد بين الحاكم والمحكوم منذ الفراعنة وحتى يومنا هذا، فمن الصعب أن يصل صوت المواطن الحقيقى إلى أكبر رأس فى البلد دون تحريف أو تدوير، ولعل هذه القضية كانت الشغل الشاغل لمهران السيد فهو رجل ناصرى مناضل تتسم أعماله بالقرب من البسطاء والمهمشين، والمسرحية كتبها مهران عام 1975، ونفذت بأكثر من رؤية.. وكنت أندهش من مساحة العطاء الدرامى الذى يمنح المخرجين هذا التنوع والثراء، حتى شاهدتها مؤخراً من إخراج المبدع محمود عطية فى مهرجان الإقليم بمدينة بنها، إنتاج فرقة إمبابة المسرحية التابعة لمديرية ثقافة الجيزة.. وعرفت كيف تمكن عطية من تطويع الموروث الشعبى الكامن فى مسرحية ليكون معاصراً وقد اكتست الأحداث برؤية درامية عميقة حولت الاستعراضات إلى شكل أوبرالى ضخم.. ساهم فيه ديكور واع نابض بالحياة والأمل لفنان مجدى ونس الذى دمج بين التراث والمعاصر فى بساطة وحيوية، ساهمت فى إشعال استعراضات ممدوح صالح المضيئة والزاخرة بكل معانى الأمل وترقب غد أفضل.. وكانت موسيقى وألحان محمد الجبالى بارعة فى تجسيد معانى النص الملهمة التى تفوقت بعمق فى إحياء روح الإعزاز
[email protected]