عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حمار.. فضيلة المرشد!

انتظرت عشرة أيام كاملة لأقرأ خلالها تكذيباً للحوار الذي أجرته جريدة «الوطن» للمرشد السابق مهدى عاكف.. كنت علي ثقة أن هناك بعض المبالغات التي تأتي من قبيل الجذب الصحفى أو ما يسمى في المطبخ الإعلامى -بالتوابل- حيث جاء علي لسانه جملة عجيبة قال فيها:

من يطالب الآن بتعديل الدستور «حمار» لا يفهم(!!). وبرغم أنها ليست أول سابقة له، فقد سبق أن التصق به مصطلح صار من «لزماته أو لزومياته» وهوه «طظ في مصر» ولكنها قيلت قبل ثورة 25 يناير.. في أجواء التوتر والقلق واللامسئولية واللاثقة بين الحكومة والمعارضة. أما أن يقال بعد الثورة مثل هذه المغامرات اللفظية -من رجل مسئول قدوة- فهذا ما يثير الدهشة والريبة. ولا أعرف كيف يقبل رجل مثله مثل هذه الألفاظ غير المهذبة.. وأنا لست هنا بصدد ادعاء المثالية، ولكن فقط كنت أتمني أن يلتزم الكبار ببروتوكولاً أخلاقياً طالما أنهم في موقع الصدارة من مجتمع يحاول أن يتماسك ويكون له قيم مستعيداً تقاليده.. أما أن تطلق مثل هذه الألفاظ غير المسئولة فهو ما يعيد الذاكرة إلي غرور القادة الفاشيست، حيث لا ينسي التاريخ كلمة الميجور إيتان الإنجليزى الذي وصف ألمانيا قبيل الحرب العالمية الثانية بأنها الكلب الأجرب، ووصف روميل المعروف بثعلب الصحراء بالحذاء المثقوب، وغير ذلك من الألفاظ البذيئة التي أتعفف عن ذكرها!! المهم أننا أمام حالة لا يصح ألا نتركها لأنها تحمل أكثر من معنى. المعنى الأول أن كلمة هذا الرجل -مهدى عاكف- تنفى وتكذب رئاسة الجمهورية التي دعت الناس للاستفتاء علي الدستور وبعد نتائج هذا الاستفتاء يمكن إعادة النظر في بعض مواده من خلال مجلس الشورى. ونفى هذه الطمأنينة يعني أن المصداقية قد تحولت إلي خديعة كبرى. وأن الأكاذيب والوعود الزئبقية لن يكون لها مكان في زمن الإخوان.. وأما المعنى الثانى فهو أن

الذين يريدون تعديل الدستور ليسوا فصيلاً بسيطاً أو طائفة أو حزباً بعينه بل هم كتلة كبيرة في المجتمع تمتد إلي مساحة تشكل خريطة مصرية تضم رموزاً من النخب.. من بينهم علي الأقل الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح -نموذجاً- والمعنى الثالث هو تدمير أو علي الأقل طمس أو حتى تضبيب -وهذا أضعف الإيمان- لمجموعة مفاهيم مثل المواطنة وإرادة الشعب واحترام مبادئ الديمقراطية التي لا ترمى الآخر بأبشع الألفاظ، القضية تساوى صفراً يا فضيلة المرشد.. والدستور لا تباهى به أنت وجماعتك دستور طائفى مناقض لبعضه البعض مسطح خاو.. كثير من مواده تم فرضه إرضاء للبعض ضد الآخرين. ومواد أخرى تتحمل أكثر من معنى. وغير ذلك من السلبيات الرهيبة التي من شأنها إعلاء الرأسمالية الشرسة خاصة في التعليم والصحة وهي جناحا المجتمع المتحضر.. الدستور هابط وأمريكى الهوى.. وفي زمن الأكاذيب يخرج علي المجتمع أكثر من متحمس ليقول إنه أعظم دستور في العالم.. أكاذيب وأكاذيب من شأنها تضليل الناس ولا أعرف لمصلحة من ما يحدث؟!.. الدستور هابط وضد الغالبية.. ومن الحكمة أن نعيد قراءة التاريخ.. مصر في مأزق وليس من الصالح أن ننعزل عن بعضنا البعض. الدستور يكتب ليضم الناس تحت لوائه.. وليس ليفرقهم.
[email protected]