افضحوا سياسيي الصدفة واعزلوا سيادة اللواء
منذ عام 1992 ومراكز الأبحاث ومراكز التفكير العالمي، ومؤتمرات وندوات المؤسسات العاملة في موضوع الأمن والدفاع عن العالم - ويحضرها مصريون بالطبع - تؤكد أن الحروب المقبلة
التي قد تكون مصر طرفاً فيها - سيكون ضمنها بشكل أكثر احتمالاً من غيره حرباً بسبب المياه - ليس فقط بسبب ما تستحوذ عليه العديد من دول العالم - خارج حوض النيل - باستئجارها أراضي ومساحات شاسعة في دول الحوض لزراعة محاصيلها الأساسية، بل أيضاً بسبب الخلافات التي ستنشأ - طوعاً أو كرهاً - بين الدول المعنية حول حصص دول المنبع والممر والمصب.
من بين المؤتمرات التي تؤكد كل عامين علي الفرضية السابقة - مؤتمر باكس أمريكانا - الذي كان يعقد دورياً في برلين، ويحضره أهم الأدمغة الاستراتيجية في العالم، ما يعني أنها فرضية تحتاج من أولي الأمر لدينا - في العهد الجديد - أن يولوها الاهتمام الكافي، ليس فقط علي الصعيد الدولي، وتنشيط حركتنا في أفريقيا، بل أيضاً داخلياً عبر وقف الهدر المستمر من القاعدة إلي القمة في مياه الشرب، قد نضطر لدفع آلاف الشهداء في غضون سنوات، من أجل ضمان استمرار تدفق شريان الحياة في مصر.
دفعني لكتابة ما كتبت ما رأيته بعيني، من قيام بعض بوابي حي المعادي يومياً بين السادسة والسابعة صباحاً بفتح خراطيم مياه الشرب عن آخرها من أجل غسل وتنظيف سيارات السادة البهوات، الذين لا يقبلون بأقل من إهدار آلاف اللتيرات يومياً علي سياراتهم لكي تليق بأوضاعهم وحيثياتهم.
سألت أحد البوابين: سيارة من تلك التي
أين سيادة رئيس الوزراء والوزراء المعنيين والمحافظين مما يحدث يومياً من إهدار متعمد وإضرار بالمال العام؟.. وبماذا نفسر صمتهم هذا عن تلك الجريمة التي تمارس يومياً - أنفسرها بالجهل مما يحدث أو العمي عن رؤية نتائجه - أم نعتبرها تواطؤاً منهم بسبب سريان ما قيل عن الإهدار اليومي المتعمد عليهم أنفسهم؟