رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طـائرة الوزير

فى المقال السابق تناولنا أداء أجهزة مكافحة الحرائق كمثال لنوضح أن قياس وتقييم النجاح يعتمد على مدى الوصول إلى نتائج تحقق مؤشرات الأداء الموضوعة مسبقا. أما كيفية ضمان تحقيق تلك النتائج المستهدفة فقد أوضحنا أنه موضوع كبير ومتكامل ويتطلب منا أن نغير بشكل جذرى أسلوبنا فى العمل الحكومى. سنحاول إلقاء الضوء على بعض الأساليب والأدوات التى يمكنها أن تساعدنا على تحقيق النجاح والتميز فى أى مؤسسة سواء حكومية أو غير حكومية.

فى البداية أود أن أقول الوزراء فى مصر غلابة. دعنا نعتبر أن الوزير مثل الطيار المقاتل المطلوب منه أن يقود طائرة لينفذ بنجاح مهمة قتالية مطلوبة. فى حالة الطيار المقاتل سيجد طائرته جاهزة أمامه ليقلع بها وينفذ المهمة. أما فى حالة الوزير فإنه للأسف لن يجد طائرة جاهزة ليقلع بها، وسيجد نفسه أمام خيارين: إما ان يحاول أن يصنع طائرته بنفسه ويتأخر كثيرا جدا عن بدء تنفيذ المهام المطلوبة منه (ولن يسمح له أحد بذلك)، أو يبدأ فى تنفيذ المهمة مستخدما الوسائل الأخرى المتاحة والتى لا تضمن له النجاح، مثل التوك توك وغيره. لذلك فإنه من الضرورى أن نصنع للوزير طائرته أو نساعده فى تصنيعها حتى نضمن له ولنا النجاح فى تحقيق أهدافنا.
بقى الآن أن نفك طلاسم الفقرة السابقة ونوضح ما هى طائرة الوزير التى تضمن له تنفيذ مهامه بنجاح، وأيضا ما هو توك توك الوزير. طائرة الوزير هى وجود نظام وأساليب عمل فى وزارته تستوفى المعايير العالمية للنجاح والتميز فى الأداء، ويتم تطبيقها بفاعلية فى مختلف أجهزة الوزارة. إن تلك المعايير المتفق عليها عالميا معروفه ومتاحة للجميع، وقد اتفق خبراء الإدارة والجودة فى جميع أنحاء العالم أن تطبيقها يؤدى بالضرورة إلى تحقيق النجاح والتميز فى الأداء وثبت ذلك بالتجربة العملية. وسنعتبر أن تلك المعايير العالمية هى مكونات طائرة النجاح التى سيقلع بها الوزير وسنحاول التعرف عليها بعد أن نوضح ما هو توك توك الوزير.
توك توك الوزير هو كل الممارسات القيادية والإدارية التى لا يجد الوزير المغلوب على أمره سواها ليستخدمها، مثل الجولات الميدانية للتوجه لمواقع المشكلات ليثبت أمام الجميع أنه على دراية بالمشكلات ، ومثل محاولات حل تلك المشكلات بالقطعة مثل مرور الوزير على مدرسة ما

ليكشف بنفسه تزويغ مدير هذه المدرسة بالذات ومش مهم يكتشف تزويغ مديرين باقى المدارس وعددهم أكثر من 46 ألف مدير مدرسة حكومية، ومثل المحافظ الذى يفاجئ أحد المستشفيات بمحافظته ليعرف من الأطباء الأدوية التى بها نقص ويأخذ بنفسه بيانا بها لتوفيرها ومش مهم باقى المستشفيات بالمحافظة، وغير ذلك من الممارسات التى أطلق عليها أسلوب التوك توك.
نعود مرة أخرى للتعرف باختصار على مكونات طائرة النجاح أو المعايير العالمية لتحقيق النجاح والتميز فى الأداء، ونؤكد من البداية أن مكونات الطائرة ليست فقط المعايير، ولكن أيضا تطبيق تلك المعايير بفاعلية. أحد أهم تلك المكونات هو وجود نظام يوضح كيفية قيادة هذه المؤسسة الحكومية بحيث يضمن أن القيادة تخطط للمستقبل وتضع رؤية وتؤمن مستقبل الوزارة، وضمان التزام العاملين بالنزاهة والشفافية، وتوحيد جهود العاملين سعيًا للوصول إلى الأهداف الرئيسية، وتشجيع العاملين على الابتكار والتطوير، وتشجيع تكافؤ الفرص بين العاملين. مكون آخر من مكونات طائرة الوزير (معيار آخر من معايير النجاح والتميز فى الأداء) هو وجود نظام يوضح كيفية وضع استراتيجيات الوزارة لتحقيق الرؤية المستهدفة.  كما يوجد مكونات أخرى لطائرة الوزير.
بأمانة تامة وبوضوح شديد بدون تلك المعايير لا ضمان أن تحقق الأجهزة الحكومية أى نجاح ملموس ومستدام دون أن تطبق تلك المعايير أى دون أن توفر مكونات طائرة النجاح للوزير، وهذا يستلزم أن تقتنع قيادة الدولة بهذا المفهوم وتتبنى تطبيقه بفاعلية فى كل الوزارات والأجهزة الحكومية.
بقلم: مهندس/ محمود صادق
استشارى نظم إدارة الجودة والأداء المتميز