ثقافة النجاح
إذا أردنا تقييم أداء إدارة المطافئ فى مكافحة الحرائق، فإنه لا يكفى أن نقول أن عربات الإطفاء تهرع إلى مكان الحريق (أى تذهب مسرعة جدا)، بل الأهم من ذلك هو أن يكون هناك زمنا بالدقائق من لحظة الإبلاغ عى الحريق حتى لحظة تعامل رجال الإطفاء معه (وليس فقط لحظة وصولهم لمكان الحريق والبدء فى البحث عن مصدر مياه الإطفاء). فى الدول المتقدمة جدا على مستوى العالم فى جودة الخدمات الحكومية التى تقدمها لمواطنيها، ومنها دبى بدولة الإمارات الشقيقة يتم مسبقا وضع مؤشرات أداء لمكافحة الحريق، وهى كالآتى:
المؤشر الأول:
يتم الرد على البلاغات التليفونية للحرائق عند الرنة الثالثة على الأكثر، يعنى فى أقل من عشرة ثوان.
المؤشر الثانى:
6-10 دقائق على الأكثر هى الفترة الزمنية المستهدفة من لحظة الإبلاغ بالحريق حتى لحظة تعامل رجال الإطفاء معه، لإن الحريق ليس لديه مشاعر إنسانية بحيث يتأخر فى الانتشار لحين وصول عربات الإطفاء، مراعاة منه لظروف ازدحام الطرق.
هذا هو مجرد مثال لكيفية التقييم الموضوعى لأحد الأجهزة الحكومية. أما كيف يمكننا تحقيق ذلك لكل الأجهزة الحكومية فهو موضوع كبير ومتكامل ويمكن تحقيقه بشرط أن نغير بشكل جذرى أسلوبنا فى العمل الحكومى. يوجد فارق بين النجاح وبين الفشل، فهل نضمن تحقيق النجاح؟ أم نرضى بالفشل إذا كان له مبررات وأعذار وجيهة وكفيلة أن تبعد عنا أى لوم؟
تقييم أداء الأجهزة الحكومية يجب أن يتم لجهة العمل أو فريق العمل، وليس لفرد يرأس تلك الجهة، وذلك على عكس ما تعودنا عليه بأن نقول الوزير الفلانى أو المحافظ الفلانى أداؤه ناجح.
تقييم الأداء لأحد الأجهزة الحكومية أو أحد الوحدات الحكومية، يجب أن يتم بقياس ما تم تحقيقه بالمقارنة مع المستهدف تحقيقه، أى أنه
نفس المبدأ ينطبق على تقييم الأداء للمؤسسات سواء الحكومية أو الغير حكومية، حيث أنك لن تستطيع تقييم الأداء بصورة سليمة دون أن تعرف ما هى نتائج ومؤشرات الأداء المستهدفة مسبقا.
بالنسبة للوزارات والأجهزة الحكومية يجب أن تكون هناك مؤشرات ونتائج أداء مستهدفة مسبقا ومعلنة على الجميع وأولهم المواطنين المستفيدين من تلك الخدمات.
نريد أن نتحول إلى ثقافة الأداء المتميز وتحقيق النجاح دائما وليس تحقيق الفشل بمبررات وجيهة تمنع مساءلة المسئولين.
--
بقلم: مهندس/ محمود صادق
استشارى نظم إدارة الجودة والأداء المتميز