رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مغامرة غاب عنها الحس التاريخي!

دهشة أصابتني حين تقدم رئيس حزب (المفروض أنه حزب معارض) ببعض طلبات المعارضة إلي قطب كبير بالحزب الحاكم، والرد العبقري من الأخير بأن هذه المطالب هي بالضبط ما يطلبه الحزب الحاكم! وتحيرت هل هذا الرد استخفاف بالمطالب أم بمقدم المطالب أم هي قناعة منه بوجاهة وحتمية المطالب.

وتحيرت أكثر حينما قررت المعارضة خوض الانتخابات بدون ضمانات اللهم إلا ضمانة قولية بنزاهة سبق تكرارها ولم تغن شيئاً.

 

وكان ما كان لأن »ريما« لم ولن تغير عاداتها القديمة وبدأت الانتخابات وانتهت كما بدأت ولا جديد.. ولكن الجديد الذي أصابني بخوف حينما استمعت إلي خطابي مجلس الشعب وما تلاهما من مقالات الأهرام الثلاثة.

هذا الإحساس بالخوف ليس من فراغ ولكنه ينبع من فهم عميق بالتاريخ وما أدراك ما التاريخ. أمامنا الآن طرف شُبه له أنه انتصر فأصبح قادراً باطشا ساخرا من طرف هو أيضا شُبه له أنه أصبح عاجزاً منكسراً.

طرف تخيل أنه أصبح سيدا فوق الجميع، وأنها دانت له، وتتداعي أحداث التاريخ في مخيلتي شرقا وغربا قديمة وحديثة فلا أري إلا خللا جسيما في التوازن أصاب حياتنا السياسية، خللا ينذر بعواقب غير حميدة والعياذ بالله. التفرد بالقوة غير مأمون وتأباه السماء وإذا تحقق في لحظة من الزمان سرعان ما ينهار، وهذه حقيقة كونية حوتها أضابير التاريخ فكيف غابت عن البعض منا، إنها آفة عدم قراءة التاريخ واستقراء دروسه.

كانت - للأسف - مغامرة غير محسوبة غاب عنها الحس التاريخي، أو محسوبة من طرف طامح للقوة وطامع في السلطة نظر أمامه ولم يتبين أنه إنما ينظر في مرآة عكست صورته فقط وغاب عنه أن زمن المرايا قد وَليّ وكان لزاما عليه أن يري صورته في عيون الناس.

خوفي ليس عليه، فقد طمع واختار ولكن خوفي ووجعي علي شعب طال عليه المشوار. والسؤال الآن.. هل قال أحدهم »تم« إذا كان ذلك كذلك فترقب

زوال.

هوامش

- قال لي صديق إن حادث الإسكندرية البشع هو نتيجة حتمية لما حدث في الانتخابات، فلم أرد ولكني بدأت أفكر في قوله محاولا الربط بين الحدثين حتي وصلت أخيراً إلي قناعة احتفظ بها لنفسي.

- وأنا أقدم هذا المقال للجريدة كانت أحداث تونس توشك علي الانتهاء، وقد أري ويري غيري أن الظروف التي أدت إلي هذه الثورة هناك تتطابق مع ظروفنا (فقر، بطالة، ظلم، تزوير وفساد وأمراض) ولكن العجب العجاب جاء في تصريح رئيس حزب معارض حيث علق رافضا هذا التشابه: »إيه جاب ده لده«.

وأعتقد أنه قال ذلك بصفته النيابية بالتعيين في مجلس الشوري.

- ما حدث في تونس لم يكن وراءه أي تنظيم حزبي أو جماعات محظورة أو غير محظورة أو حتي قوي خارجية متربصة أو منظمات العمل الأهلي.. وهذا هو عبقرية الحدث.

- التصرف البرجماتي لحكومات الغرب وأمريكا في رفض استقبال حكام المنطقة حين تلفظهم شعوبهم هو تصرف حكيم يتسق مع مصالحهم ويتسق مع وظيفة الحاكم كعميل أو أراجوز وكان أكبر درس ما حدث مع شاه إيران يوما ما.

- من أطرف الأمور أن الحكام في المنطقة لن يتغيروا ولن يستوعبوا الدروس لأنهم في النهاية يقفون أمام المرايا ولا يرون إلا أنفسهم وصبيانهم من حولهم.