رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حسين منصور يكتب: الوفد وسيد قطب

على الرغم من ضآلة المعلومات المتاحة حول بدايات سيد قطب السياسية، فإن الإشارات الطفيفة الواردة فى بعض الدراسات والسير تجزم أن الرجل كان شخصية مشوهة سياسيا.

لم يكن سيد قطب منحازا للديمقراطية أو الحريات وإنما نبعت معظم مواقفه من انتهازية عمياء تشايع أفرادا ومصالح ما بعيدا عن القيم الحسنة.
يذكر كثير من المؤرخين والكتاب أن صاحب ايديولوجيا «الحاكمية» بدأ حياته عضوا بحزب الوفد، ثم انقلب عليه قبل أن ينخرط فى حركات وتيارات فاشية.
والواضح أنه خرج بالفعل عام 1937 متأثرا بانشقاق احمد ماهر ومعه عباس العقاد، وكان «قطب» وقتها تلميذا نجيبا للعقاد ويشارك بانتظام فى صالوناته الأدبية.
فى عام 1937 كان الوفد قد دخل معركته الدستورية  ضد الملك التى لعب فيها على ماهر رئيس الديوان الملكى دورا فى إشعالها، خاصة أن النحاس باشا كان قد رفض أن يتم تنصيب الملك فاروق  فى حفل دينى وأصر علي أن يكون قسمه امام البرلمان.
فى ذلك الوقت انضم «قطب» الى السعديين، ولم يشارك فى أى من الحركات الوطنية الداعية الى التمصير وكتب فى «الأساس» بعيدا عن قضايا الحركة الوطنية الملتهبة، ثم هجر السعديين بعد اغتيال أحمد ماهر باشا.
واستمر الرجل الأشهر فى تاريخ الاسلام السياسى بعيدا عن القضايا الوطنية الملحة كمواجهة الاحتلال والاستقلال وتحقيق العدالة الاجتماعية، وانضم الى جماعة الاخوان المسلمين بعد بعثة تعليمية فى الولايات المتحدة. والملفت أن سيد قطب غالى فى مساندة وتأييد انقلاب يوليو عام 1952، بل وعمل كمستشار لهم وكان ممن لعب دورا واضحا فى اختيار على ماهر رئيسا للوزراء هو وصلاح شادى .
والملفت أيضا أن سيد قطب كان من اوائل من اطلقوا مصطلح «الحركة

المباركة» على انقلاب يوليو ومن يراجع مقالاته فى ذلك الوقت يندهش من كم التأييد للنظام الجديد، وكم التحريض على كل من يحمل فكرا متباينا . وكان من المحزن أن «قطب» أيد اعدام خميس والبقرى فى اغسطس 1952 رغم علمه يقينا بأن اعدامهما كان ظلما متعمدا لإرهاب أى معارض للحكم.
ولم يكتف الرجل بمقالات التهليل الصاخبة لضباط يوليو وانما استخدم قلمه فى تجريح وتخوين معظم الساسة الوطنيين مع التركيز على الوفد وقياداته التى كانت محل شعبية ومحبة المصريين.
ومثل كل من يؤيد الطغاة والمستبدين انقلب الـ«يوليو»ويون على «قطب» نفسه وحاكموه فى أول خلاف بينهم وبين الاخوان المسلمين، وطبقوا عليه الإقصاء والاضطهاد الذى كان يطالب به تجاه المخالفين،  ثم كانت النهاية المأساوية فى تنظيم 1965 عندما تم الحكم بإعدامه.
وكتابات سيد قطب فى الغالب ركيكة، ليس لها منهج واضح، وأشبه بخواطر غير مرتبة، تستبعد قيم الخير والجمال والعدل من الانسانية وتقتصر على نظرة الدين بتعصب شديد. ولولا إعدام الرجل ما اهتم أحد بتلك الافكار والأطروحات التى اعتبرت بعد ذلك منهاجا لجماعات العنف السياسى تحت لافتة الإسلام.