رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

تنوعت الجراح

الرسالة الأولى- بقلم: م. حامد مشعل
تنوعت الجراح فلا اصطبار يواجهها ولا قلب يطيق
إن الحصاد المر للعهد البائد مازال يحاصرنا ويحاربنا ويطارنا مازلنا كل يوم بل كل لحظة نكتشف جراحات ونستمع إلى عذبات ونعيش مآسي؛ فجرائم هذا العهد البغيض امتدت من رغيف الخبز وحتى حرية الإنسان.

دروب الحزن مازالت تسير
في أحشائي وأوطاني وقلبي
جراحات تطيح بكل حر
وتصرخ تستجير ولا مجيب
وسجن الحر  في بلد غريب
كطعن السيف في جرح قديم
بعد أن عصفت سياسات النظام الغابر بكل مناحي حياتنا وبكامل مصادر أرزاقنا وتشتت شمل أوطاننا وعائلتنا واتجه كل منا باحثا عن نفسه وزوجه ؛ باحثا عن أمنهم وعيشهم فصرنانتخبط بين جدران الحياة نبحث عن لقمة العيش التي نتمنى أن تكون كريمة ولا نرضى سوى أن تكون حلالاً لنربى بها أولادنا على تقوى من الله ورضوان وضاقت بنا أرزاقنا في أوطننا.

لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها
******
ولكن أحلام الرجال تضيق


لم يكن لنا بد سوى البحث عن أوطان وأرزاق وأعمال خارج وطننا رغما عنا كمداً وسفراً وغربة بعيدا عن الأهل والأوطان.
فما كان من أحبابنا وإخواننا إلا أن سافروا إلى أوطان غريبة بعيدة وعجيبة تحت شروط الذل وتحت قوانين الكفالة (مرغم أخاك لا بطل).
وكان من نصيب أغلبهم أن دفعتهم الأقدار إلى السفر إلى بلاد نحبها .. نتمناها ؛ لما تحتويه من مقدسات وشعائر وذكريات الآباء والأجداد في مواسم الحج والعمرة ألا وهي بلاد الحرمين ؛ المملكة العربية السعودية وجاءت لحظات السفر  وودع كل منهم الأهل والخلان والأحباب لبدء مشوار الغربة والعمل بعد أن جمعوا المال اللازم لثمن تذاكر السفر ومقابل عقد العمل من جهات شتى فمنهم من باع ما يملك ومنهم من اقترض من القاصي والداني ومنهم من رهن أغلى ما يملك. على أمل الوفاء والسداد وفك الرهن بما سوف يدخره من هذا العمل وخرجوا من قراهم ومدنهم ووطنهم مستقبلين الغربة مستدبرين الأهل والخلان والزوجة والولد تحت قهر العوز وذل الحاجة والله المستعان.
وبعد أن حملتهم الأةقدار مع الطائرات إلى بلاد الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم للعمل الدنيوي والأخروي فلا مانع من حج أو عمرة بجانب الكسب الحلال.
وبعد أن استقر  بهم الحال في غربتهم في العمل لم تمضي سوى فترات قليلة حتى صدمتهم الأقدار صدمة شديدة فلقد ألقي القبض عليهم من قبل السلطات السعودية بلا سابق إنذار ولا تهمة ولا ذنب اقترفوه فهل يظن أحد أن من ترك الأهل والوطن لكسب الرزق سوف يرتكب شيئا  مخالفاً ولا سيما في بداية غربته هذا الغريب الكسير الوحيد.
إن الغريب له حق في غربته                              على المقيمين من الأوطان والسكن.
ولكنه الواقع الأليم أنه قد تم القبض عليهم وإيداعهم السجون السعودية بلا تهم ولا تحقيقات ولا محاكمات.
وانقطعت أخبار من خرجوا إلى بلاد الغربه عن ذويهم وعن أحبابهم يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر وبعد أن حار الأهل في البحث عنهم عن طريق وزار ة الخارجية المصرة تم إبلاغهم أنهم معتقلون في سجون السعودية وكانت تلك الفاجعة..  بالأمس خسرنا أولادنا وأزواجنا يوم فارقناهم لطلب الرزق واليوم نخسرهم هم أيضا خسران على خسران وحزن على حزن وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وظل هؤلاء الأهل وهؤلاء الأسرى المعتقلين في سنوات المخلوع بلا صوت سوى صوت الأنين.
فلقد أهدر هذا المخلوع كرامتنا وحريتنا وعزتنا فأصبحنا في بلادنا بلا كرامة فكيف ببلاد الغربة فهل نظن أنهم سوف يكونوا أكثر رأفة عن من لم يرأف به وطنه . إنها كرامة شعب أهدرها متجبر في أنحاء العالم وجعلنا بلا وطن يوم أن هجرناه لكسب العيش وبلا كرامة يوم أن سجننا من ليس له حق علينا .. شتات يعيشه هؤلاء الأهل وهؤلاء المعتقلين على مدى سنوات ولا أحد يجرؤ عل المطالبة أو حتى التحدث عن هذا الأمر إعلاميا فمن يتحدث معروف للجميع ألا وهناك من يقتل ويسرق ويخدع وويسجن باسم أمن الدولة والدولة والأمن منه براء. ويقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

لقد سجنا في بلادنا في سجن كبير وسجن أبنائنا في سجون الغربة فهل بقي من أصناف الذل صنف لم نذقه وهل غابت عن المصائب منا مصيبة.
وبعد أن من الله علينا بالثورة الطاهرة التي فتحت لكل مكروب باب خروج .. خرجنا نطالب بأبنائنا ,, بفلزات أكبادنا .. خرجنا نطالب يأبائنا وأحبابنا ونحن هنا نقدم لكم هذه الرسائل بين أيديكم وسوف تتوالى رسائلنا إليكم لنخبركم بجرحنا وآلامنا ومصابنا في أكثر من 50 مصريا معتقلين في سجون المملكة العربية السعودية منذ أكثر من 6 سنوات.
وإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله