رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صاحب ذهبية بطولة الجمهورية 2018.. قصة بطل تجاوز الإعاقة وكلام المحبطين

علي محمود
علي محمود

 بذراعيين مفتولتين، يخترق الماء بضربات منتظمة تماثل دقات عقارب الساعة، تشق بساط الماء فتُحدث تموجات صاخبة ترتد إلى جوانب حمام سباحة بنادي الشمس في تدريبات مكثفة تستمر لساعات صبيحة كل يوم تنتزع بطل الجمهورية في السباحة لذوي الهمم عن كرسيه المدولب إلى عباب الماء مطاردًا حلم "الذهب".

 يشق "علي محمود"، صاحب الميدالية الذهبية لبطولة الجمهورية 2018، عباب الماء بكلتا يديه، يزيح أوهام الخوف واليأس مع كل استدارة من ذراعيه، ويشحذ مهاراته على مدى ساعتين كل يوم، فيما يقاوم جسده النحيف برودة الجو بعزيمة فلاذية، متطلعًا لحلم أثير أضحى على مرمى البصر مع انتهاء فترة التمرينات اليومية التي يفرغ منها قبل أذان الظهر، لينطلق على حصانه المعدني قاصدًا تحصيل دروسه لإتمام مرحلة الثانوية، حاجزًا مقعدًا له في كلية "تجارة" التي تداعب خياله ليلًا ونهارًا.

 في جدول تدريب صارم، تنتزعه الماء من صخب حياة الدراسة المعتادة، فيغوص في عالم الأحلام تلاحقه أماني الاحتراف، والمشاركة في الألعاب البارالمبية المقبلة، يقاوم السباحة مع تيار اليأس الذي يحاول جرفه إلى عتمة اليأس، فالنجومية تنتظره عند خط النهاية، تلهب عزيمته موجات التصفيق الحادة التي تدوي بين المدرجات، فيما يشرف على الوصول إلى حافة حوض السباحة في كل بطولة، تذكره بمشاعر النصر وشغف الفوز الذي يغمره مع وقع صافرة الانطلاق.

 داخل منزل ينعم بدفء المحبة يشد أواصر الدعم أركانه، ترعرع "علي" وشب قويًا يهادن المصاعب بذراعين من فلاذ وقلب لا يخشى العواصف ولا تزعزعه آلام المرض، التي لم تهدأ سوى هذا العام، حيث خاض "محمود" في أواخر العام الماضي حلقة النهاية لسلسلة من العمليات الجراحية التي أجريت له على مدار سني عمره، يستكمل بها برنامجًا علاجيًا يتحدى إعاقة ولد بها.

 يلقي شباك حلمه في الماء

جامعًا الجوائز التي يماثل عددها أعوامه الـ19 بين تكريمات فردية وميداليات لبطولات ودية بين نوادي القوات المسلحة، وكأس مصر في السباحة الذي انتزعه العام الماضي لكن عينيه ظلت معلقة بالذهب الذي اقتنصه العام الماضي في بطولة الجمهورية، بعد 3 ميداليات بروزنزية نالها ببطولة الجمهورية في 2016 أضاف إليها ميداليتين برونزيتين وفضية من البطولة نفسها في 2017، وعلى رغم هذا لم تُطفئ الإنجازات المتوالية وهج عزمه لحصد المزيد، فمع كل ميدالية جديدة كان يطوي خطوة أخرى على طريق الوصول لحلمه، والانتقال للمشاركة بالمسابقات الدولية، وبطولة العالم لذوي القدرات الخاصة.

 على حافة الماء ينظر "علي" متطلعًا لانعكاس صورة البطل داخله، يستعيد ذكرى الرحلة الشاقة التي انتهت به إلى هنا بعد أن قادته المصادفة وتوجيهات طبيبته الخاصة الدكتورة "صفاء السباعي" إلى العلاج المائي، حيث وقف للمرة الأولى وجهًا لوجه أمامه خوفه الأكبر، فوبيا "الماء" قبل 10 سنوات فتحطمت هواجسه بعد أول تدريب يخوضه تحت إشراف الكابتن "مختار عليش"، أول مدرب علمه وتجاوز به رهبة البدايات، فأنار له درب الحلم، وشد على يده ليواصل السعي ناسيًا ما ألم به من إصابات، سابحًا بخياله نحو المستقبل.