رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وانطلق مدفع «الثانوية العامة»

بوابة الوفد الإلكترونية

أعد الملف: رحمة محمود - محمود إسماعيل- اشراف: نادية صبحى

 

650 ألف طالب وأسرهم على باب الرجاء فى رمضان!

حرارة الجو والمراجعة النهائية ومباريات كأس العالم.. تحديات تواجه الطالب الصائم

 

مع انطلاق مدفع إفطار رمضان ترتفع الأيادى بالدعاء.. تتضرع إلى العلى القدير أن يكلل عناء عام كامل بالنجاح.

650 ألف يد على باب الرجاء بين الطموح والأمل، والخوف والترقب.. أنفاس «محبوسة» فى قفص أحاديث يومية عن الامتحانات وما بعدها..

وبينما ترتفع أصوات أدوات المائدة استعداداً للإفطار أو السحور، تنشط دعوات الأمهات «الصابرات» للأبناء «الغرقى» فى أجواء الرهبة، فهو الاختبار الأول فى الحياة والذى سيحدد المستقبل العلمى ويحدد ملامحه.. شهور طويلة مضت.. عام شديد الحضور يلملم أوراقه ويرحل «صاخباً» كما حل صاخباً.. والثانوية العامة فى رمضان قد تبعث برسالة طمأنينة للقلوب المتعلقة بذكر الله.. عسى أن تهدأ وتطمئن، فالله لا يضيع أجر من يحسن عملاً، لكن تظل حالة الطوارئ السمة الأساسية فى بيوت تعيش أجواء رمضان مصحوبة بالامتحان الأكبر فى عمر الطالب وأسرته.

سهر الليالى.. الصيام.. المذاكرة.. الحيرة بين تكثيف العبادات وتكثيف المراجعات.. تحدى مغريات دراما التليفزيون.. ومباريات كأس العالم.. عزومات الأهل والأقارب التى خالفت عادة الأعوام السابقة، وخلت منها بيوت بها ثانوية عامة، عزلة إجبارية، لا يعيشها «الممتحن» وحده.. بل أفراد عائلته أيضاً وأحياناً «العمارة السكنية» كلها والتى تحاول الحفاظ على الهدوء غير المعتاد فى مثل هذه الأيام.. احتراماً وتشجيعاً لحالة الثانوية العامة. هذه الأجواء الاستثنائية قد يكون لها أثر عكسى وتخلق رهبة تسبب ألماً نفسياً للطالب وأحياناً قد تصيبه بالاكتئاب.

«الوفد» فى هذا الملف تعيش أجواء بيوت الثانوية العامة فى رمضان وتقدم روشتة وإرشادات دينية ونفسية وأساليب التغذية السليمة لطلاب الثانوية العامة بعيداً عن الإجراءات الاستثنائية المثيرة للقلق والتوتر وبعيداً عن المنبهات ووسائل «اليقظة الجبرية» وانتكاساتها وتبحث مع الخبراء والمختصين سبل العبور بالثانوية العامة إلى بر النجاح.

 

دفعت البعض للاكتئاب والانتحار .. كابوس فى كل أسرة

 

تشكل الثانوية العامة كابوساً لجميع الطلاب وأولياء الأمور، فالاستعداد لها يكون من بداية العام الدراسى، وكأن هناك معركة حربية يتم حشد جميع القوات والمعدات للتجهيز لها، للانتصار على هذا العدو.

جو القلق الذى تعيشه الأسر المصرية يعد السبب الرئيسى فى توتر الطلاب أثناء أدائهم الامتحانات، حيث كشفت دراسة أعدتها الأمانة العامة للصحة النفسية لمسح قومى بين طلاب المدارس الثانوية، عن معاناة 29.28% من الطلاب من أعراض نفسية ما بين القلق والتوتر والتلعثم فى الكلام وأعراض الاكتئاب وعدم الرضا عن الشكل والخجل الاجتماعى وأعراض الوسواس القهرى، وأن هناك 21.7% منهم يفكرون فى الانتحار.

وحسب الدراسة المذكورة سالفاً، فإن جزءاً من الطلاب يتابع مع أطباء نفسيين و3% منهم يتابع مع الاخصائى الاجتماعى بالمدرسة، ورغم الحديث من قبل وزراء التعليم السابقين عن تطوير التعليم، وقيامهم ببعض المحاولات ظناً منهم أنها ستجدى نفعاً وتصلح ما أفسده النظام التعليمى خلال السنوات السابقة.

كان آخر هذه المحاولات ما أعلنه الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم الفنى، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، وافق على نظام التعليم الجديد الذى سيبدأ فى سبتمبر المقبل 2018، والذى يعتمد على إعطاء دورات تدريبية للطالبات فى المرحلة الثانوية، لتوعيتهن وتثقيفهن على كيفية نمو العقل البشرى، فضلاً عن دراسة العلوم الانسانية لكل من طلاب القسم العلمى والأدبى.

ورغم ما تم الإعلان عنه، والحديث المتواصل عن تعديل نظام الثانوية العامة، سواء بجعلها عاماً أو عامين أو ثلاثة، ظلت رحلة معاناة الطلاب مستمرة بين التعب النفسى والإرهاق الجسدى من ناحيه أخرى.

وقد حذر العديد من الأطباء النفسيين، ووجهوا انتقادات لاذعة لامتحانات الثانوية العامة بوضعها الحالى؛ لأنها تزيد معدل حالات اكتئاب للطلاب؛ بسبب الدروس الخصوصية والمصروفات والمناهج الصعبة والامتحانات، ما يجعل الطالب يشعر بالاكئتاب والتعب النفسى طول فترة الدراسة، وأحياناً يصل الأمر إلى انتحارهم.

ومع أن محاولات الإصلاح السابقة للنظام التعليمى، كان هدفها تخفيف أجواء الفزع والرعب على الطلاب من الامتحانات وإعطاء فرصة لتحسين المجموع باعتماد نظام الدرجات التراكمى لسنوات الدراسة، ولكن كانت النتائج سلبية بعكس ما كان متوقعاً، حيث امتدت حالة الفزع والقلق من عام إلى عامين عقب تحويل المرحلة الثانوية لمرحلتين.

وصرح مسئولون بشركات إنتاج الدواء فى مصر، بأن نسبة تسويق الأدوية المهدئة التى تعالج حالات الاكتئاب تزيد بشكل كبير فى فترات دخول المدارس والامتحانات، وهو ما قد يعنى دخول مرضى جدد فى تعداد مرضى الاكتئاب أو قيام مرضى فعليين بزيادة جرعات الدواء فى هذه الفترة.

وللتأكيد على هذا الأمر، قال الدكتور أحمد عبدالله، مدرس الطب النفسى فى جامعة الزقازيق فى تصريحات سابقة، إن شركات الأدوية تزيد إنتاجها بنسبة 30% فى الفترات التى تشهد لحظات ضغوط نفسية، وأن هذه الظاهرة تتكرر فى أوقات الأزمات الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية وأيضاً خلال فترات امتحانات الطلاب.

ورأى كمال مغيث، الخبير التربوى، أن النظام التعليمى فى مصر لم يشهد أى تطور طيلة السنوات السابقة، بل كل المحاولات السابقة مجرد كلام وأحاديث إعلامية ليست جادة، مشيراً إلى أنه لكى نذكر وجود أى تطوير لا بد أن تكون هناك خطة ويتم عرضها على الشعب المصرى للموافقة عليها وتنفيذها على الفور.

وأشار إلى أن النظام التعليمى لا بد أن يهتم بالفرد وتنميته ثقافياً وفكرياً وليس إعطاء مجموعة من الكتب لحفظها ووضع ما قرأه فى الامتحان، لا بد أن يكون التعليم هدفه تنمية مهارات التلميذ وقدراته على التفكير والإبداع، وإلا سيكون حاملاً شهادة دراسية ولا يدرك شيئاً.

ومن جانبه، قال د. جمال فرويز، هناك العديد من الحلول لتغلب الطلاب على الأرق والحالة النفسية السيئة التى تصيبهم إبان فترة الامتحان، مشيراً إلى أنه عليهم حل امتحانات سابقة بشكل مكثف لكسر حدة الخوف من الامتحانات، وعدم المراجعة المكثفة ليلة الامتحان؛ لأن الطالب إذا لم يكن مستوعباً للمنهج من بداية العام فلن يستفيد من مراجعة ليلة الامتحان.

ونصح أولياء الأمور بتهيئة الجو المناسب للطلاب وتوفير الأكل الصحى لهم الذى لا يسبب أى أرق أو تعب خلال فترة الامتحانات، بالإضافة إلى توفير جو هادئ وخالٍ من المشاكل التى قد تؤثر على نفسية الطالب. كما أن مذاكرة المنهج كاملاً ليلة الامتحان تشتت الطالب.

وتابع: «النوم الجيد قبل الامتحان مفيد للطلاب ويجعلهم قادرين على الإجابات بشكل أفضل، على عكس الطلبة الذين يذاكرون طوال الليل وينامون لمدة 3 ساعات فقط، وهذا يؤثر سلباً على إجاباتهم، ناصحاً الطلاب بضرورة تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب للامتحان، ولابد أن تحتوى وجبة الإفطار على عصائر لأن السكريات تنشط العقل».

وتابع: المفاهيم الخاصة لدى مجتمعنا السبب الرئيسى فى تدهور الحالة النفسية للطلاب، ومنها أن الثانوية العامة هى السنة الدراسية التى تحدد مستقبل الطالب، وهى المرحلة الفاصلة، فضلاً عن أن الإعلام يتحمل جانباً من الضغوط التى يقع الطالب تحت طائلتها، من خلال الاهتمام بتصوير الطلبة وآلامهم عقب الامتحانات الصعبة، وردود أفعالهم.

 

فى بيتنا «طوارئ»

 

الشهر الأخير قبل امتحانات الثانوية العامة لا يقل ضغطاً عن باقى العام، ويتساوى فى ذلك خوف الطلبة وأولياء أمورهم فمعظم من لديهم أبناء فى المرحلة الثانوية، يعيشون حالة طوارئ حقيقية، وتشهد البيوت هذه الفترة حالة استثنائية سواء من توفير سبل الراحة أو تدبير المصاريف للشهر الأخير من الامتحانات، ويضاعف من تلك الحالة تزامن شهر رمضان الكريم مع امتحانات الثانوية العامة، ويخوض هذا العام امتحانات الثانوية العامة قرابة 650 ألف طالب وطالبة طبقًاً لوزارة التربية والتعليم، ولجأت الأسر «المصرية» لتدبير وتوفير المصاريف الخاصة بميزانية شهر رمضان من أجل عيون مراجعات الثانوية العامة وترصد «الوفد» فى هذا الملف استعدادات الطلبة وأولياء أمورهم للشهر الأخير والحاسم قبل بدء امتحانات الثانوية العامة والتى ستنطلق بدءاً من 3 يونيو وتستمر حتى أول يوليو.

حسن شاهين، طالب بالثانوية العامة قال: «بدأت حجز المراجعات مبكرًا لأن هناك مدرسين يكتمل العدد لديهم سريعاً نظراً لإقبال الطلبة الكبير عليهم وهؤلاء المدرسون يحققون شهرتهم عن طريق توقعات أسلوب وشكل امتحان الثانوية العامة وقمت بحجز مادة التاريخ والفلسفة بدفع مبلغ مقدماً وهو 130 جنيهاً وجئت لتسديد باقى المبلغ وهو 90 جنيهاً نظير تسجيلى للمراجعات».

 وعن تصادف الامتحانات مع شهر رمضان تابع حديثه أن هذا العام كان مليئاً بالصعوبات الدراسية والجدل الكثير حول تغيير نظام التعليم والمناهج شتت أحياناً تركيز بعض الطلاب خاصة فى ظل اقتراب موعد الامتحانات قائلاً «رمضان والامتحانات مفيش خوف لكن القلق من تأثير إجازة عيد الفطر والتى ستكون أسبوعاً وكمان المونديال هنتابع ماتشات مصر أساسى لكن المسلسلات هتابع محمد رمضان».

«مصر هتلعب أخيراً فى كاس العالم طبعاً هتابعه بس مش كله هتفرج على مباريات مصر والبرازيل وهنظم مذاكرتى مع ماتشات المونديال اما المسلسلات مش هتابعها ورمضان شهر جميل لكنه بيخلص بسرعة جداً والامتحانات السنة دى أتمنى تكون كويسة فى مستوى الطالب المتوسط» بهذه الكلمات وصف يوسف عماد طالب بالثانوية العامة الشهر الأخير من الثانوية العامة للطلبة، وعن استعداده لفترة الامتحان أكد أنه وكثيراً من زملائه يلجأون إلى الإكثار من المنبهات وخاصة «النسكافيه» وإطالة فترة ساعات المذاكرة «السهر» الخاصة بهم لمحاولة المراجعة على جميع جوانب المنهج الدراسى؛ نظراً إلى ضيق الوقت فى شهر الامتحانات فبين كل مادة وغيرها 3 أيام على الأكثر.

وفى منطقة بولاق الدكرور يقف معتز طالب بالصف الثالث الثانوى لحجز المراجعات النهائيات للشهر الأخير فى مادة «الرياضيات واللغة الإنجليزية» قبل امتحانات الثانوية العامة وقام بدفع مبلغ حجز المراجعة حيث أعلن «مركز....... التعليمى» عن بدء الحجز للمراجعات قبل بدء ماراثون امتحانات الثانوية العامة فى جميع المواد، وأفصح معتز عن سر تواجده لحجز المراجعة النهائية قائلاً: «جيت عشان احجز بسرعة المراجعات وفاضل شهر وخلاص بدأنا العد التنازلى للامتحانات والمدرسين بيجهزوا محاضرات المراجعة النهائية للشهر الاخير ودى بيلم فيها المنهج كله بشكل مراجعة سريعة قبل الامتحان وكل الطلبة بتحجزها حتى المتفوقين للتأكيد على المعلومة».

وتابع معتز حديثه، أن الثانوية العامة مختلفة هذا العام حيث ستجمع شهر رمضان والصيام نهاراً والمسلسلات ليلاً وتزامن كأس العالم وصعود مصر ولذلك فهو يرى أن هذه السنة صعبة جداً على الطلبة متمنياً حسن الحظ والتوفيق فى الامتحانات قائلاً بابتسامة «هنعمل إية مسلسلات وماتشات وصيام ومذاكرة كله مع بعض ربنا يستر».

تنظر سلوى إلى ساعة الهاتف المحمول؛ حيث تقف أمام أحد مراكز الدروس الخصوصية بمنطقة إمبابة، فى انتظار إحدى صديقاتها لبدء حجز المراجعات النهائية معاً خاصة أنهم اختاروا نفس الشُعبة وهى الأدبى وفى يدها أوراق قامت بطيها «ملزمة» ثم قامت بالتقليب والنظر داخلها لمراجعة بعض المعلومات وما إن وصلت رفيقتها انطلقتا وصعدتا إلى «السنتر» لحجز المراجعة النهائية لمواد اللغة العربية والجغرافيا وعلم النفس، وبعد حجز المراجعات ودفع مبلغ المراجعة عبرت سلوى عن دهشتها من ارتفاع ثمن المراجعة النهائية للمواد «فمادة علم النفس 4 محاضرات يبلغ سعر المراجعة النهائية بها 140 جنيهاً واللغة العربية 160 جنيهاً، الأسعار غالية اوى ولكن مجبرين نحضرها لأنها تشمل كل جوانب المنهج وكمان الوقت ضيق بين كل امتحان والتانى وربنا معانا لأن الضغط فى آخر شهر كبير أوى وكمان رمضان جاى مع الامتحانات ولكن أملنا كبير وربنا هيكون معانا».

 

وكيل وزارة الأوقاف: ليست عذراً للإفطار

 

أجازت دار الإفتاء المصرية الإفطار لطلبة الثانوية أثناء الامتحانات إذا حدث ضرر، وتسبب الصيام فى مرض الطالب، وقال الشيخ شوقى عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف، من الواجب تربية أبنائنا على الفضائل وعن فضائل الشهر الكريم ودرجة الثواب المضاعفة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه».

وأضاف «عبداللطيف» لـ«الوفد»، ليعلم جميع طلابنا فى المرحلة الثانوية أن معظم انتصارات المسلمين كانت فى شهر رمضان مثل غزوة بدر وانتصار حرب 6 أكتوبر وغيرهما، فالصيام تدريب روحى وتدريب بدنى ويعطى للطلبة صفاء ذهنياً، ولذلك لا يوجد رخصة لإفطار الطلبة بسبب الامتحانات وتراخيص الإفطار فى رمضان متعددة لكن ليس منها المذاكرة أو الامتحان، فالحالة الوحيدة التى تصلح للطالب أن يفطر بها هى وصوله لحالة مرضية مثل فقر الدم، وهذا صعب لأنه لا يمكن أن يصل جميع الطلاب إلى هذه الحالة ويجب ألا نفتح الباب على مصراعيه فى موضوع رخصة الإفطار.

وتابع «شوقى» حديثه «لجوء الطلبة للإكثار من العبادات مثل التزامهم بالحرص على صلاة التراويح وختمة القرآن الكريم والإكثار من النوافل فى شهر رمضان أمر جيد فى حالة الاستطاعة ووجود توافر من الوقت لدى الطالب فلا مانع من زيادة التقرب إلى المولى سبحانه وتعالى وكما أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم، ولكن فى حالة عدم الاستطاعة وضيق الوقت فالأولوية للعلم بعد تأدية الفرائض فأبرز مثال على ذلك صلاة التراويح فمن أداها يثاب عليها ومن تركها لا يعاقب لأن الإسلام دين الرحمة والعلم من أعلى الدرجات التى حث رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام (من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) ولذلك لا حرج على بعض الطلبة فى عدم تأدية النوافل فى شهر رمضان الكريم من أجل المذاكرة وتحصيل أعلى الدرجات العلمية.

 

خبراء تغذية: لا تكثروا من السهر.. والسكر

 

وعن النظام الغذائى لطلبة الثانوية العامة فى شهر ما قبل الامتحانات، أكد مجدى نزيه، خبير التغذية، لا يوجد طعام مُخصص للثانوية العامة وكل ما يشاع أن هناك أنواعاً من الطعام مخصصاً للامتحانات وفترتها غير صحيح نهائيًا، ولكن هناك الالتزام بنظام غذائى شامل ويحتوى على جميع العناصر الغذائية، ويجب أن تحتوى الوجبة الغذائية على ثلاثة عناصر رئيسية وهى عناصر تعطى الطاقة مثل الخبز والمعجنات والأرز، بالإضافة إلى عناصر تمد خلايا الجسم بالبروتينات بدءاً من الأسماك وجميع أنواع اللحوم والدجاج مروراً بالبيض، والعنصر الأخير فى الوجبة الغذائية ما يعرف بطبق المناعة أى السلطة وتحتوى على الخضروات مكونة من 5 ألوان (أنواع) وهذه العناصر التى يجب توفرها جميعاً فى الوجبة الغذائية للطلبة فى جميع الأوقات.

وأضاف «نزيه»، فيما يخص لجوء بعض طلبة شهادة الثانوية العامة إلى المشروبات التى تحتوى على الكافيين مثل القهوة والنسكافيه طالب بعدم الإكثار فى تناولها والالتزام بمواعيد النوم فى مواعيدها وعدم السهر، وعن النظام الغذائى السليم فى شهر رمضان خاصة فى ظل تزامن الشهر الكريم مع امتحانات الثانوية، تابع خبير التغذية، أن النظام الصحى فى رمضان غير موجود؛ نظراً إلى الصيام، ولذلك يجب على الطلاب أن يتبعوا نفس النظام الغذائى فى الأيام العادية مع عدم الإكثار من تناول السكريات والدهون والإكثار من الفواكه والعصائر الطازجة وتأخير السحور.

وفى هذا السياق، قالت مها رادميس، استشارى التغذية، إن طلبة الثانوية العامة معظمهم يعانى ضغطاً عصبياً ومع تصادف الشهر الكريم وطول ساعات الصيام والتى تصل إلى 16 ساعة يومياً، ونبدأ بوجبة السحور؛ نظراً إلى أهميتها الكبيرة مقارنة بوجبة الإفطار، وننصح بتناول الفول والزبادى والبيض من أجل البروتينات ومد الجسم بالطاقة والابتعاد عن السكريات، أما فى وجبة الإفطار فأهم شىء تناوله هو كوب من «التمر باللبن» وتناول الشوربة والخضراوات وطبق السلطة عنصر أساسى وتناول البروتينات والأسماك.

وأضافت «رادميس»، أنصح دائماً بالسير «المشي» بعد الإفطار بساعتين للمساعدة فى هضم الطعام والإقلال من كميات الأكل فى وجبة الإفطار حتى لا يحدث خمول للطالب وعدم السهر وتناول الكافيين بكميات

قليلة بحد أقصى 2 كوب فهوة يومياً حتى لا يحدث تشتت للانتباه والتعب وهو من أهم أعراض تناول المنبهات بكثرة.

 

خبير نفسى:أفضل وقت للمراجعة.. بعد السحور

 

ومن جانبه، أعطى الدكتور محمد هانى، استشارى الصحة النفسية، روشتة علاجية يتبعها الطلاب للتخلص من التوتر والقلق الذى يشعر به الطلاب خلال شهر رمضان، خاصةً أن وقت الصيام يتزامن مع بدء امتحانات الثانوية العامة، ما يزداد الضغط النفسى والتوتر لدى الطلاب، خوفاً من تأثير الصيام على المذاكرة والاستيعاب.

وقال د. هانى: «الصيام يؤثر على جهد وطاقة الطالب، خاصةً أن المذاكرة تتطلب مجهوداً ذهنياً، الطالب لا يكون قادراً على بذله وقت الصيام، بل يشعر بالخمول والكسل، وقلة القدرة على التركيز، لذلك لا بد من اختيار الوقت المناسب للمذاكرة وعادةً يكون خلال الفترة من بعد الفطار حتى قبل السحور.

وأضاف: ينصح بألا ينام الطالب عقب تناول وجبة السحور مباشرة، إذ يجب أن يكون الفارق بين ميعاد السحور والنوم 60 دقيقة على الأقل حتى يتسنى للمعدة هضم الطعام، ويعتبر هو الوقت الأفضل لمراجعة ما تمت مذاكرته سابقاً قبل النوم.

ونصح «هانى» الأسرة بعدة أمور يحتاجها الطلاب، منها توفير المناخ للطلاب، التقليل من الزيارات العائلية والاجتماعية، وتقديم السند والدعم والمتابعة المستمرة للأولاد، تنظيم مواعيد النوم، وتوفير الهدوء، عمل جدول لتنظيم الدراسة، اختيار الأوقات المناسبة التى عادة تكون بعد الإفطار.

وتابع حديثه، ردود أفعال أولياء الأمور تمثل ضغطاً كبيراً فى تلك المرحلة على الطالب، والدليل على ذلك لجوء عدد ليس بالقليل إلى الأطباء النفسيين لمعاناتهم من القلق والتوتر، ويضطر الأطباء إلى اللجوء للأدوية لمعالجة المشكلة؛ حيث إن كثيراً من الطلبة يقل أداؤهم فى الامتحانات بسبب زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، ما يؤدى إلى صعوبة التركيز وتذكر الإجابات والحل بطريقة عشوائية وبأفكار غير مرتبة.

واستطرد حديثه، هناك بعض الأكلات التى تساعد الطلاب على زيادة التركيز، منها تناول طبق من سلطة الفاكهة الصيفية؛ حيث يساعد على إفراز هرمونات تساعد على التركيز والاستيعاب، مع تناول حفنة من المكسرات الطبيعية كاللوز أو الكاجو أو الزبيب أو جوز الهند تعتبر مفيدة جداً وتساعد على التركيز وتقليل التوتر عند الطلاب.

 

هم أيضاً يخوضون امتحانات .. أولياء الأمور فى «محنة»

 

أولياء الأمور هم أيضاً فى امتحانات.. صحيح ليس بها مذاكرة أو لجان لكنه اختبار لإدارة البيت فى ظروف استثنائية جداً سواء من ناحية الضغط «المادى» وتضاعف ميزانية الإنفاق بسبب تكثيف المراجعات وميزانية رمضان التى هى أصلاً إضافية على دخل الأسرة المعتاد، لكن الاختبار الأهم هو توفير الأجواء الملائمة لإتاحة بيئة مناسبة وضامنة للتحصيل والنجاح، والأهم من ذلك التعامل مع طالب يشعر أنه على حافة الخطر.

وفى الشهر الأخير قبل امتحانات الثانوية العامة لا يقل ضغط وخوف الطلبة من الامتحان عن أولياء أمورهم فمعظم من لديهم أبناء فى المرحلة الثانوية، يعيشون حالة طوارئ سواء من أجل توفير سبل الراحة لأبنائهم أو تدبير المصاريف للشهر الأخير من الامتحانات، ولكن الأمر هذا العام مختلف بسبب تزامن شهر رمضان الكريم مع امتحانات الثانوية العامة، ولذلك لجأت بعض الأسر فى تدبير وتوفير المصاريف الخاصة بميزانية شهر رمضان من أجل عيون مراجعات الثانوية العامة.

قالت نهى يوسف، ربة منزل، تنتظر إحدى بناتها أمام أحد مراكز الدروس الخصوصية إن الشهر الأخير شهد طوارئ فى كل بيت وتقليل الجلوس على الإنترنت ووسائل الترفيه بسبب امتحانات الثانوية أما عن تدبير مصروف ذلك الشهر العصيب والذى سيكون بمثابة مصاريف مضاعفة بسبب المراجعات النهائية، ومن المعروف أن شهر رمضان له ميزانية خاصة ولكن الثانوية العامة ومراجعاتها ودروسها لها الأولوية فى كل شيء قائلاً: «مستقبل بنتى أهم من أى حاجة».

وأكدت سناء حسن موظفة، أنها أعدت ميزانية الثانوية العامة قبل بدء العام الدراسى نظراً لأن لديها ابناً فى الصف الثالث الثانوى ويبلغ ميزانية الشهر للدروس فقط حوالى 650 جنيهاً شهرياً على حد قولها ولكن فى المراجعات النهائية المدرسون قاموا باستغلال قرب وصول موعد الامتحان وقاموا بتحديد أسعار مبالغ فيها، فقد طلب منها ابنها حجز ثمن مراجعة الفيزياء واللغة الفرنسية بمبلغ 320 جنيهاً للمراجعات النهائية فقط، وبالنسبة لشهر رمضان المبارك وتزامنه مع امتحانات الثانوية تابعت سناء حديثها: «المصاريف هتدبر واكتفينا بأنواع قليلة من الياميش زى البلح والتمر والزبيب وجوز الهند وبعض المستلزمات هذا العام كنا نشتريها فى رمضان عشان الثانوية، وأتمنى يكون كله بفايدة وولادنا كلهم ينجحوا فى الشهر الكريم».

وقالت زينب، ربة بيت. لا أستطيع  إغلاق التليفزيون كما كانت تفعل أمهاتنا، فهناك النت والموبايل وأساساً هذا الجيل صعب التعامل معه بهذا الأسلوب، ولابد أن يشعر بالمسئولية من تلقاء نفسه وألا ينشغل إلا بمستقبله لكن كل ما أملكه أن أمنع العزومات وزيارات الأهل والأقارب المتبادلة كما تعودنا فى مثل هذا الوقت، وذلك على أمل أن يركز ابنى فى مذاكرته التى سيتوقف عليها مستقبله.

 

دراسات ترصد تحديات التعليم فى مصر ..جذور الأزمة تبدأ من «الابتدائية»

 

لا شك أن قضية الثانوية العامة هى جزء من قضية التعليم فى مصر ككل، والتى تعتبر أهم التحديات التى تواجه أى نظام وأى حكومة على اختلافها، الأمر الذى جعل من السنة الأخيرة فى التعليم المدرسى بمثابة «كارثة» تنتظرها كل أسرة، وليست مجرد مرحلة تأهيلية للتعليم الجامعى، دراسات وأبحاث عديدة أكدت أن أبعاد قضية التعليم متشابكة وتبدأ من التعليم الأساسى وتتعلق بالكيان المدرسى، وتأهيل المدرسين للعملية التعليمية.

رغم الأطروحات التى تظهر بين الحين والآخر، للتطوير المنظومة التعيلمية، إلا أن كثافة الطلاب مقارنة بالمدارس المتوفرة لهم خلق حالة من فقدان الأمل فى أى محاولة للخروج من عنق الزجاجة والتقدم والالتحاق بركاب الدول المتقدمة.

ووفقاً لدراسة أعدها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء (2015) بعنوان «التعليم الأساسى فى مصر»، تزايد أعداد الطلاب بدرجة كبيرة تفوق قدرة المدرسين على التعامل مع هذا الكم الكبير، حيث ارتفعت أعداد المدارس بالتعليم الأساسى خلال عام 2013/2014 بنسبة 13.5% ليبلغ 28.5 ألف مدرسة مقابل 25.1 ألف مدرسة عام 2004ـ 2005، متوقعة أن يرتفع عددها إلى 34.2 ألف مدرسة عام 2024/2025، كما أشار الجهاز أيضاً إلى ارتفاع أعداد الفصول بمدارس التعليم الأساسى من 277.4 ألف فصل عام 2024/2025 إلى 338.9 ألف فصل عام 2013/2014 بما نسبته 22.2%، متوقعًا ارتفاع عددها إلى 407.5 ألف فصل عام 2024/2025.

وارتفاع أعداد التلاميذ بمرحلة التعليم الأساسى من 11.5 مليون تلميذ عام 2004/2005 إلى 14.2 مليون تلميذ عام 2013/2014 بنسبة 23.5%، لافتًا إلى أنه من المتوقع ارتفاع عددهم إلى 17.1 مليون تلميذ عام 2024/2025.

كذلك أظهر التقرير ارتفاع أعداد المعلمين بالتعليـم الأساسى إلى 636.9 ألف معلم خلال الفترة المذكورة مقابل 542.4 ألف معلم خلال فترة المقارنة بنسبة 17.5%، متوقعًا ارتفاع عددهم إلى 765.5 ألف معلم عام 2024/2025، مشيرًا إلى أن متوسط كثافة الفصول بمرحلة التعليم الابتدائى بلغت 42.8 تلميذ/ فصل عام 2013/2014 على مستوى الجمهورية، لترتفع إلى 48 تلميذًا لكل فصل تقريبًا فى محافظات: الجيزة، القليوبية، كفر الشيخ، بينما تنخفض فى محافظة جنوب سيناء لتبلغ 19.7 تلميذ لكل فصل.

وبلغ متوسط كثافة الفصول بمرحلة التعليم الإعدادى نحو 40.3 تلميذ لكل فصل عام 2013/2014 على مستوى الجمهورية، ترتفع لحوالى 44.8 و43.7 تلميذ لكل فصل فى محافظتى الجيزة والقليوبية، بينما تنخفض فى محافظتى الوادى الجديد وجنوب سيناء إلى 21.3 و21.8 تلميذ لكل فصل.

وأشار بحث أعده مركز البديل للدراسات السياسية والاسترايتجية بعنوان «نحو صياغة استراتيجية عاجلة لتطوير التعليم المصرى»، إلى أن التحديات التى تواجه المنظومة التعليمية فى مصر، تضم تحديات داخلية، من أهمها: الإنفاق على التعليم، والزيادة السكانية، وجودة التعليم، وتكوين رأس المال المعرفى، والمدرسة كمجتمع تعلم.

وقالت الدراسة إن التحديات تشمل أيضاً غياب الأهداف التعليمية الحقيقية، خاصةً فيما فيما يتعلق بوجود فلسفة اجتماعية تربوية ثابتة ومعبرة عن توجهات المجتمع المصرى الاقتصادية والثقافية والدينية والسياسية وتطلعاته التى تحقق أهداف المجتمع، وتبنى على أساسها البرامج والخطط والمناهج التعليمية لجميع المراحل فى إطار من التنسيق والتكامل.

ومن التحديات أيضاً افتقار عدد كبير من القرى المصرية للتعليم الأساسى يعنى باختصار تردى العملية التعليمية، فمن ناحية سنجد ارتفاعًا فى كثافة الفصول بالمدارس الموجودة فى القرية المجاورة أو فى المدينة المجاورة نتيجة إقبال التلاميذ عليها لعدم وجود مدرسة فى قراهم، ومن ناحية أخرى لا يقوم المعلمون بدورهم المنشود من العملية التعليمية نتيجة ازدحام الفصول وتكدسها بالتلاميذ، الأمر الذى يحول دون تواصل المعلم مع تلاميذه، وهنا تصبح العملية التعليمية من جانب واحد، ويغيب عنها التفاعل بين المعلم وتلميذه.

وأكدت الدراسة أن حوالى 10 آلاف و297 قرية مصرية تمثل حوالى 24.5% من إجمالى القرى والتوابع فى مصر محرومة من مدارس التعليم الأساسى، و35.9% من إجمالى المدارس تزيد فيها كثافات الطلاب على الأعداد المقررة، وحوالى 14.2% من المدارس الحكومية تعمل بنظام الفترات، وتحتاج مصر إلى 232 ألف فصل دراسى جديد بتكلفة 51 مليارًا و167 مليون جنيه.

وقالت الدراسة إن تراجع التحصيل الدراسى والعلمى، وانعدام لغة الحوار وفقدان الاتصال المباشر بين المعلم وتلاميذه، وعدم قدرة المعلم على التفاعل مع تلاميذه داخل الفصل، يخلق أجيالاً من طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية الأميين الذين لا يجيدون القراءة والكتابة وهم فى سن متقدمة، أى إنهم حصلوا على الشهادة الابتدائية دون أن تمحى أميتهن.

وأوضحت الدراسة أنه رغم مضاعفة ميزانية الأبنية التعليمية إلى 2 مليار جنيه، فضلاً عن تخفيض 30% من تكلفة المبنى المدرسى، بالإضافة إلى زيادة الميزانية المقررة لبناء أكبر عدد من المدارس فى الأماكن المحرومة، فضلاً عن التوسع فى بناء مدارس الفصل الواحد والصديقة للفتيات فى الأماكن التى لا تحتاج إلى مدارس كبيرة، إلا أن هناك عجزًا كبيرًا فى المدارس، فى وقت تنفق فيه الأسر المصرية نحو 16.7% من إجمالى إنفاقها السنوى على التعليم، وتشكل الدروس الخصوصية نحو 42% من إجمالى إنفاق الأسر المصرية على التعليم، وتخصص مصر للتعليم ما يقرب من 82.5 مليار جنيه (نحو 11.9 مليار دولار) من ميزانيتها البالغة 364 مليار جنيه (نحو52٫7 مليار دولار) ما يمثل 11,9% من حجم مصروفات الموازنة العامة أو 4% من إجمالى الناتج الداخلى، وفقًا للميزانية العامة لعام 2013/2014.