عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

د. هانى سرى الدين يكتب : القطار السريع وانطلاقة جديدة نحو المستقبل

أنا مع كل مشروع تنموى جديد. أقف مفتخرا بكل إضافة للإنجازات الكبرى، وأسعد بكل دفعة لتشجيع الاستثمار وتنمية الاقتصاد.

إن أى تغير فى وجه مصر الحضارى هو دليل نجاح وتقدم، وأى إنجاز يجارى التكنولوجيا الحديثة يصب فى مصلحة الأجيال القادمة.

أكتب ذلك، وأنا أتابع باهتمام مشروع القطار الكهربائى السريع الذى سيربط بين مدينة العلمين الجديدة، والعين السخنة، وسيمر فى العاصمة الإدارية، وأومن أن مشروعات الطرق عموما هى التمهيد الأفضل لحركة التنمية والعمران، وهى البداية الحقيقية لجذب الاستثمارات وتشجيع المشروعات الجديدة.

وطبقا لما هو معلن، فإن خط القطار الكهربائى سيمتد بطول 460 كيلو مترا وسيربط بين 15 محطة مختلفة وسيمثل نقلة حضارية وتكنولوجية هامة للصناعة والاستثمار والاقتصاد.

ومهما كانت التحفظات والتعليقات على المشروع، فإن التاريخ علمنا أن أى إنجاز يفيد الناس، يبقى فى الوجدان أثرا حضاريا عظيما.

ومع تكرار التعليق الزائف للمثبطين والقائل بأن هناك أولويات تستدعى الإنفاق عليها أجدى من مد خط قطار فائق السرعة بين شرق وغرب مصر، وأن مبلغ الـ360 مليار جنيه، تكلفة المشروع، هو مبلغ كبير للغاية وتدبيره وإنفاقه يستلزم دراسات وبحوثا ومتابعات، فإن علينا أن نتذكر أن كل مشروع تنموى كبير جرى تنفيذه فى السنوات الأخيرة واجه كثيرا من التحفظات والتعليقات المحبطة، وأنه لو تم التريث والتوافق مع كل تحفظ لما تم إنجاز شىء.

إننى أتفهم أن هناك رؤى عديدة للمتحفظين تنطلق من أرضية وطنية، ونحن نثمنها ونقدرها. وبالطبع فإن هناك قطاعات مهمة تحتاج لإنفاق واستثمار حكومى ضخم، مثل الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية، لكن من قال إن هذه القطاعات مهملة من الدولة؟ ومن قال إنه لا يمكن تحقيق إنجازات موازية فى كافة مجالات التنمية فى وقت واحد! ما يمنع أن نسير فى تطوير حركة النقل، ونعمل فى تطوير الكهرباء والطاقة وباقى المجالات معا؟ ألم يشهد قطاع الرعاية الصحية تقدما كبيرا مع تنفيذ مشروع مئة مليون صحة؟ ألم تنجح مصر فى إيقاف تفشى الوباء الكبدى بعد عقود من عصفه بأرواح وأجساد المصريين؟ ألم تبدأ مصر مشروعا عظيما لتطوير التعليم منهجا وكوادر

ونظما حاكمة؟ ألم يشهد نظام الرعاية الاجتماعية فى البلاد أكبر توسع لها فى تاريخها؟

بالطبع، فإن ما تحقق لا يجعلنا نقنع ونطالب وندعو إلى المزيد من الكد والعمل والمثابرة لعمل مشروعات أكبر وأكثر شمولا، لكننا من موقع اهتمام بالعدالة والإنصاف نرى أن مصر تغيرت وتطورت وانطلقت فى طريق إنجازات عصرية عظيمة.

وفى تصورى، فإن مشروع القطار السريع سيمثل انطلاقة حقيقية لنشر العمران فى مناطق صحراوية عديدة من مصر، وتشجيع عملى على الاستثمار فى تلك المناطق، فضلا عن ربط حضارى عظيم بين الشرق والغرب. لقد كان المعتاد فى مشروعات النقل التى جرت أن يتم الربط أفقيا من العاصمة والدلتا إلى الوجه القبلى جنوبا، لكن المشروع الجديد يمثل خطوة غير مسبوقة فى الربط الرأسى، وهو دليل عملى على أن لدينا باحثين ومفكرين ودارسين ينظرون إلى المستقبل.

إن علينا أن نتجاوز عن فكرة التشكيك فى كل مشروع حضارى، والسعى لإنجاح أى إضافة تساهم فى خدمة البشر، وأن نتعلم الدرس الأهم من التاريخ بأن كافة المشروعات العظيمة التى أسست، حتى خلال حقبة الاستعمار ظلت تدر النفع والخير على المصريين أجيالا بعد أخرى.

إن تطوير نقل البضائع والركاب يمثل شريان حياة جديدا، ويعنى تطويرا عمرانيا مستمرا، ويؤدى إلى تطوير التجارة الداخلية، ويشجع الاستثمار الداخلى، ويقلل من الهجرات الجماعية، والأهم يحد من حوادث الطرق وفقد الأرواح.

وسلامٌ على الأمة المصرية.