رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وجدى زين الدين يكتب: كيف نهزم مخططات الشر؟

وجدى زين الدين
وجدى زين الدين

الذين يتصورون أن المخططات ضد مصر قد انتهت مخطئون، فالحقيقة المرة التى يجب أن يعرفها الجميع أنه مازالت الأخطار تحيط بالبلاد بشكل أبشع وأخطر مما كان قبل ثورة 30 يونيه، وأن هناك تربصاً شديداً بالوطن من خلال مخططات جديدة، الهدف منها هو إسقاط الدولة المصرية بجميع مؤسساتها، لإشاعة الفوضى والاضطراب، وإعادة ترسيم المنطقة العربية من جديد بحدود جديدة وجغرافيا جديدة، ومصر هى الدولة العربية الوحيدة التى تقف عقبة أمام هذه المخططات الشيطانية التى يمارسها «أهل الشر».. صحيح أن ثورة 30 يونيه أصابت الغرب وأمريكا بخيبة أمل شديدة، وأجبرت الدنيا كلها على الاعتراف بقدرة وعزيمة المواطن المصرى، إلا أن ذلك لم يجعل أصحاب هذه المخططات يقفون عاجزين دون إعادة محاولات التضليل طبقاً لما هو مرسوم مرة بل مرات، فلا تزال الأخطار قائمة.

مخطط ترسيم حدود المنطقة العربية الموضوع منذ عام 1975 لايزال قائماً وبدأت تجدده الدول الغربية، خاصة بريطانيا بالاشتراك مع الولايات المتحدة وبدأت العيون تفتح على مصر، بهدف إسقاطها، وتتكالب هذه الدول حالياً على الوطن بهدف إغراقه فى الفوضى العارمة، والسعى بكل السبل لأن تكون مصر دولة عاجزة هشة ضعيفة لا تقوى على فعل شىء حتى يسهل سقوطها، ورغم سقوط سوريا وليبيا واليمن والعراق، إلا أن مخطط إعادة ترسيم الحدود الجديد الذى تريده هذه المخططات لا يمكنها من فعل ذلك ما دامت مصر تقف على قدميها، فلابد من تركيعها حتى يضمنوا تنفيذ هذه المخططات الشيطانية.

الآن بدأت تتجدد هذه المخططات من خلال حرب جديدة يطلق عليها «الحرب بالوكالة»، بمعنى أن التجربة المؤلمة التى تمت بغزو العراق لن تتكرر مرة أخرى، وإنما هناك من يقوم بهذه الحرب ضد الأمة العربية، خاصة مصر، دون أن تراق نقطة دم لغربى أو أمريكى، ويقوم بهذه الحرب أهل المنطقة نفسها من خلال وسائل جديدة غير تقليدية، وهو بالفعل ما رأيناه فى سوريا وليبيا واليمن باشتعال الحرب الأهلية بين نعرات ومذاهب طائفية وقبلية مختلفة، وسقوط هذه الدول الثلاث حقق للغرب ما يريده ويصبو إليه دون تكلفة بشرية أو مادية.

يبقى الدور على مصر الأبية المحروسة بإذن الله تعالى حتى يتم استكمال المخطط الذى تم إفشاله فى ثورة 30 يونيه، ويتجدد مخطط السعى لإسقاط مصر من خلال نشر الشائعات وإصابة الناس باليأس والإحباط، وقتل الأمل لديهم فى غدٍ أفضل.. فالآن تركز المخططات على شيوع كل شىء «محبط» فى محاولة للإصابة بالعجز الذى يتبعه بالضرورة الصراخ.

وفى ظل هذا الوضع المتردى الذى ترسمه تلك المخططات الشيطانية، تتم إهانة كل رموز البلاد السياسية والاجتماعية والثقافية، وهذه هى الخطوة الثانية فى المخطط الجديد، وهى أن تشتبك كل المؤسسات بعضها مع بعض، وإطلاق العنان للسخرية من أى «رمز» فى البلاد، وكسر شوكة كل من له هيبة.. إهانة الرموز كارثة حقيقية فى إطار الحرب المعلنة بالوكالة ضد مصر الآن، بل إن هناك محترفين ممولين فى هذا الأمر يتقاضون من الخارج أموالاً لتسهيل

مهمة الفوضى المطلوبة فى هذا الشأن.. ويتبع ذلك بالضرورة اشتباك عنيف داخل كل مؤسسة فى البلاد، ومنع أى تماسك.

الأمر الرابع والمهم فى هذا الشأن هو ضرب تماسك الجبهة الداخلية بالبلاد، من خلال التطاحن فى السوشيال ميديا وزرع روح التشكيك بين الجميع، وبدلاً من أن ينتفض الإعلام لدرء هذه المخاطر، يتوه فى خلافات سطحية، ليساعد على هدم المجتمع ومؤسساته، هذه هى الخطة الآن التى يتم تدشينها ضد مصر، والتى نجملها فى زرع اليأس والإحباط وقتل الأمل وإهانة الرموز واشتباك الإعلام بعضه مع بعض، وتكسير الجبهة الداخلية، بذلك تسود الفوضى والاضطراب ويتطاحن المواطنون فيما بينهم، وبعدها يخرج الناس.

وبمناسبة إهانة الرموز نذكر المواطنين بما حدث مع محمد على باشا عندما أسس لمصر الحديثة، فقد تكالبت عليه أوروبا عندما نهض بالبلاد، النهضة التى لا تخفى على أحد، ولأول مرة بريطانيا تضع يدها فى يد فرنسا من أجل القضاء على هذا الرمز فى المنطقة العربية، وكانت معاهدة لندن القاصمة لظهر مصر، وكذلك الحال حدث مع الرئيس الراحل عبدالناصر فقد تكالبت عليه الدنيا كلها بهدف إسقاط الدولة المصرية، وكذلك الرئيس الراحل أنور السادات الذى انتهى الأمر بمقتله، والآن المخططات قائمة ضد الدولة المصرية الجديدة صاحبة المشروع الوطنى الذى يقوده الرئيس عبدالفتاح السيسى.. ورغم أن مصر تسير بخطى سياسية متزنة من أجل إعادة بناء الدولة التى تم تخريبها على أيدى أهل الشر، إلا أن الغرب وأمريكا يتبعان سياسة الاصطياد فى الماء العكر، طبقاً للمخططات المرسومة التى تسعى إلى إسقاط الدولة المصرية.

وشملت المخططات الشيطانية أيضاً محوراً خامساً وهو محاولة تجنيد شباب مصرى يتوجه إلى دول المخططات لتلقى تدريبات بهدف التغيير تحت مسميات كثيرة، ويطلق عليه «مخطط التغيير السلمى واللا عنف» وآخرون يسيرون فى طريق تشويه الرموز السياسية بالبلاد.

يبقى كيف نهزم هذا المخطط الشيطانى؟ نهزمه بزيادة الوعى وتماسك الجبهة الداخلية، والحذر من الشائعات، وعدم إهانة رموز البلاد، وعدم الانجراف وراء انحرافات السوشيال ميديا.