رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أوباما يكتب: الشراكة التى نحتاجها

فى الذكرى السنوية العاشرة للهجمات الإرهابية التى وقعت فى ١١ سبتمبر ٢٠٠١ نتذكر أن ما حدث لم يكن هجوما على الولايات المتحدة فقط، وإنما كان هجوما على العالم وعلى الإنسانية وعلى الآمال التى نتشاطرها.

نتذكر أن بين ما يقرب من الـ ٣ آلاف شخص من الأبرياء الذين فقدناهم فى ذلك اليوم، كان مئات المواطنين من أكثر من ٩٠ بلدا. كانوا رجالا ونساء وشبانا وكبارا فى السن من كل الأجناس والأديان. وإننا فى هذه الذكرى المهيبة ننضم إلى أسرهم ودولهم فى تكريم ذكراهم.
نذكر بامتنان وعرفان كيف التحم العالم وأصبح كتلة واحدة قبل ١٠ سنوات. ووقفت مدن بكاملها فى أرجاء العالم دون حراك فى لحظات من الصمت. وأدى الناس صلواتهم فى الكنائس والمساجد والمعابد وغيرها من أماكن العبادة. وأما أولئك الذين هم منا فى الولايات المتحدة فلن ينسوا كيف وقف الناس فى كل ركن من أركان العالم متضامنين معنا ساهرين حاملين الشموع وسط أكداس الزهور التى وضعت أمام سفاراتنا.
نتذكر أننا فى الأسابيع التى تلت ١١ سبتمبر كنا نتصرف كأسرة دولية واحدة. وعملنا كجزء من ائتلاف واسع على طرد «القاعدة» من معسكراتها للتدريب فى أفغانستان، وأطحنا بطالبان، وأتحنا للشعب الأفغانى فرصة العيش حرا من الإرهاب. إلا أن السنين التى تلت كانت عسيرة وانفرطت روح الشراكة العالمية التى أحسسنا بها فى أعقاب ١١ سبتمبر.
ولقد عملت بصفتى رئيسا على تجديد التعاون العالمى الذى نحتاج إليه للتصدى الكامل للتحديات العالمية التى نواجهها. وبرهنا كمجتمع دولى على أن الإرهابيين ليسوا ندا، لشدة مقاومة مواطنينا وصلابتهم وقدرتهم على التكيف. وأوضحت بجلاء أن الولايات المتحدة ليست، ولن تكون أبدا، فى حرب مع الإسلام. والصحيح هو أننا وحلفاءنا وشركاءنا متحدون ضد القاعدة التى هاجمت عشرات البلدان، وقتلت عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء، وغالبيتهم الساحقة من المسلمين. وفى هذا الأسبوع نتذكر كل ضحايا القاعدة، والشجاعة          والقدرة على التكيف اللتين ثابرت عليهما أسرهم ومواطنوهم امتدادا من الشرق الأوسط إلى أوروبا فأفريقيا ثم آسيا.

 

وبعملنا معا عطلنا مؤامرات القاعدة وتخلصنا من أسامة بن لادن والكثيرين من قادته، ودفعنا القاعدة على طريق الهزيمة.

وفى غضون ذلك دللت الشعوب فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن أضمن سبيل إلى العدل والكرامة هو القوة المعنوية للاعنف، وليس الإرهاب الأهوج والعنف. فمن الواضح أن المتطرفين العنيفين قد تخلفوا وراء الركب وأن المستقبل ملك لأولئك الراغبين فى العمار وليس فى الخراب.
إن للدول والشعوب الساعية إلى مستقبل يسوده السلام والرخاء شريكا فى الولايات المتحدة. فإننا رغم ما نجابه من تحديات اقتصادية فى وطننا، ستواصل الولايات المتحدة القيام بدور قيادى فريد فى العالم. وإننا إذ نسحب ما تبقى من قواتنا فى العراق وننقل المسؤولية فى أفغانستان سوف نساند العراقيين والأفغان فى جهودهم لتوفير الأمن وتمهيد الفرص للشعبين. وسوف نقف فى العالم العربى وفى خارجه دفاعا عن الكرامة والحقوق العالمية لكل أبناء الإنسانية.
وفى أرجاء العالم سنواصل مزاولة العمل الشاق فى السعى إلى السلام وتعزيز التنمية التى تنتشل الناس من الفقر.
وجددنا فى الوقت ذاته إلزام أنفسنا بالتمسك بقيمنا والوفاء بها فى وطننا. فالولايات المتحدة، كأمة من المهاجرين، ترحب بالناس من كل بلد وأن الذين هاجمونا يوم ١١ سبتمبر إنما أرادوا أن يدقوا إسفينا بين الولايات المتحدة والعالم. وقد فشلوا، فنحن فى هذه الذكرى العاشرة متحدون مع أصدقائنا وشركائنا فى تذكر كل الذين خسرناهم فى هذا الكفاح. وها نحن فى ذكراهم نجدد تأكيد روح الشراكة والاحترام المتبادل اللذين نحتاج إليهما لإقامة عالم يعيش فيه كل الناس بكرامة وحرية وسلام.