عالم بالأوقاف: ظاهرة التسول باتت تهدد النظرة الحانية للفقراء.. وصاحبها يعيش فقيرًا للأبد
حذر الدكتور أحمد عوض، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف، من ظاهرة التسول التي انتشرت في الشوارع المصرية، قائلًا إن الإسلام حارب هذه الظاهرة بطريقة لا هوادة فيها، مستشهدًا بقوله تعالى: "لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا ۗ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ".
اقرأ أيضًا.. القبض على 3 متهمين بخطف الأطفال واستخدامهم في أعمال التسول بالجيزة
عالج النبي ظاهرة التسول بالحس على العمل
وتابع خلال تقديم فقرة "حديث الروح"، المذاع عبر "القناة الأولى المصرية"، مساء الأربعاء، : "ما أكثر الإلحاف في زمننا هذا، يتفننون في التسول وسؤال الناس ودغدغة مشاعرهم واستجلاب عواطفهم ليأخذوا منهم أموالًا"، مستشهدًا بالحديث النبوي: "لا تَزالُ المسأَلةُ بأحدِكُم حتَّى يَلقى اللَّهَ وليسَت في وجهِهِ مُزعةُ لَحم"، مردفًا: "العقاب الإلهي يكون في الدنيا ويكون في الآخرة".
وأكمل: "يقول الرسول من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر"، منوهًا بأن الله، عز وجل، يجعلهم في فقر على الدوام، مشيرًا إلى أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، عالج هذه القضية، من خلال حديث: "( عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ فَقَالَ لَكَ فِي بَيْتِكَ شَيْءٌ قَالَ بَلَى حِلْسٌ نَلْبَسُ بَعْضَهُ وَنَبْسُطُ بَعْضَهُ وَقَدَحٌ نَشْرَبُ فِيهِ الْمَاءَ قَالَ ائْتِنِي بِهِمَا قَالَ فَأَتَاهُ بِهِمَا فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ قَالَ مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.. اذْهَبْ فَاحْتَطِبْ وَلَا أَرَاكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا فَجَعَلَ يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ فَجَاءَ وَقَدْ أَصَابَ عَشْرَةَ دَرَاهِمَ فَقَالَ اشْتَرِ بِبَعْضِهَا طَعَامًا وَبِبَعْضِهَا ثَوْبًا ثُمَّ قَالَ
التسول قضية خطيرة تعالج بالقسوة حتى لا تقضي على النظرة الحانية للفقراء
وأكد أن السؤال لا يكون إلا لمن يكون ذا فقر مدقع أو لذي لغرم مفظع أو لذو دم موجع، منوهًا إلى أن الرسول عالج ظاهرة التسول بالحس على العمل، مستشهدًا بحديث الرسول: "عن حكيم بن حزام، قال: سألت رسول الله ﷺ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو، فمن أخذه بسخاوة نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى".
ولفت إلى ان ظاهرة التسول أصبحت قضية تداهم الأمة كلها، من خلال مصادفتها في الطريق وإشارات المرور، مستطردًا: "على المجتمع أن ينظر لهؤلاء نظرة قاسية لأنهم يقضون على النظرة الحانية للفقراء واليتامى والمساكين والأرامل والمحتاجين".
اقرأ المزيد:
"لله يا محسنين".. كيفية القضاء على ظاهرة التسول