رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل ينتهج بايدن أسلوبًا مرنًا مع إيران؟

بوابة الوفد الإلكترونية

منذ أن استلم جو بايدن مهامه كرئيس للولايات المتحدة في يناير الماضي، كانت أهم التغييرات التي لوحظت في البيت الأبيض السياسة في الشرق الأوسطفقد رأى الكثير من الملاحظين أن الإدارة الجديدة قد اتخذت خطوات تتمثل في التخلي عن الحلفاء التقليديين والتقرب من الدول ذات الوضع السياسي غير المستقر في المنطقة.

 

في أحد حواراته التلفزيونية الأولى منذ قدوم بايدن إلى البيت الأبيض أعرب جايسون جرينبلات، المبعوث السابق للبيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، عن قلقه حيال توجهات الإدارة الجديدة.

 

حيث قال جرينبلات في لقاء تلفزيوني بداية هذا الأسبوع أنه "قلق كثيرًابشأن استراتيجيات إدارة بايدن في الشرق الأوسط وخاصة موقفها تجاه إيران والمملكة العربية السعودية.

 

كما أشار جرينبلات، فإن بايدن بدأ في إرسال "رسائل مختلطةحول خططه في التعامل مع نظام الخمينيوبعد مرور أشهر منذ توليه الرئاسة، ما يزال بايدن يخفي رغبته في إعادة الشراكة مع النظام الإيراني ويرفض العقوبات المفروضة عليها في السنوات الماضية.

 

هذه السياسة مغايرة لما أعرب عنه بايدن في حملته الرئاسية حين أكدّ رفضه الواضح لسياسات ترامب المتوترة في تجاه طهران بما في ذلك التزامه بالعمل مع الحكومة الإيرانية على اتفاق نووي جديدة لتعويض الاتفاق الذي تراجع عنه سَلَفُهوبما أن الاتفاق النووي الجديد قد يتأخر في القدوم، إلا أن جرينبلات ما يزال يرى أن العديد من التوجهات التي تنتهجها الإدارة الجديدة تقوِّض مصالح الولايات المتحدة بشكل مباشر.

 

حسب المبعوث السابق فإن أكبر خطأ ارتكبه بايدن هو إبعاد المملكة العربية السعودية بهدف استرضاء الإيرانيين حيث وصف السعودية بالدولة "المنبوذةالتي "لا تمنح مواطنيها تعويضات اجتماعية قيّمة." كما كانت أولى قرارات بايدن كرئيس للولايات المتحدة وقف الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية في اليمن مُنهيا بذلك سنواتٍ من التدخل الأمريكي في ذلك الصراع بصفة مفاجئةسبّب هذا التوجه عواقب وخيمة على السعوديين حيث قوّض مساعيهم في القضاء على القوات المتمردة في اليمن وهدّد الاستقرار الداخلي للسعوديةشنّت الميليشيات الحوثية التي تقاتل من أجل السيطرة على اليمن والمدعومة من إيران هجومات عديدة على الأراضي السعودية خلال السنوات الأخيرة كان آخرها الهجوم بطائرة مُسيّرة مُحمّلة بالمتفجرات وصاروخ باليستي على منشآت نفطية سعودية في موقعين تشرف عليهما إدارة الموارد النفطية في المملكة السعودية في 8 مارس الأخير.

 

كما شكّل التقرير الصادر في فبراير الأخير من الأجهزة الاستخباراتية لإدارة بايدن الذي يلوم فيه ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في مقتل صحفي سعودي سنة 2018 منعرجًا آخر في التعامل مع الرياضوفي إدانة لاذعة للزعيم الفعلي للمملكة، أفاد التقرير بأن ولي العهد "وافق على عملية تمت في اسطنبول بتركيا للقبض على الصحفي السعودي جمال خاشقجي أو قتله".

 

استند التقرير في هذا التقييم إلى "سيطرة بن سلمان على صناعة القرار في المملكة والمشاركة المباشرة لأحد مستشاريه المباشرين وأعضاء من فرقة حماية محمد بن سلمان في العملية ودعم ولي العهد لاستخدام التدابير العنيفة لإسكات المعارضين في الخارج بما فيهم خاشقجي ". أرسل قرار بايدن في رفع السرية عن التقرير رسالةً واضحةً للحكومة السعودية، وفقًا لجرينبلات فإن هذه التحركات المحسوبة لا تروّج لاستراتيجية قابلة للتطبيق حيث لا تزال المملكة العربية السعودية تشكل رصيدًا حيويًا للولايات المتحدة ودرعًا ضد استراتيجية الهلال الشيعي الإيرانية العدوانية التي تروج لها عبر المنطقة بدعم من مجموعة من الميليشيات المسلحة في العراق وكتائب مقاتلي حزب الله في لبنان وسوريا.

 

بالإضافة إلى تصرفات بايدن التي تُقوض مساعي السعوديين فقد فشل الرئيس في الاعتراف بالتقدم الحاصل في البلاد منذ صعود ولي العهد في ظل رؤية المملكة 2030 التي تشهد بفضلها جميع جوانب الحياة الوطنية السعودية من الاقتصادية إلى الاجتماعية قفزات نوعية.

 

يعتبر هذا التوجه أحد أعراض مشكلة أكثر خطورة داخل الإدارة وهي استراتيجية الاسترضاء التي ينتهجها بايدن وفريقه تجاه إيران التي يصفها جرينبلات بـ "دبلوماسية النعامالتي يتظاهر فيها بأن إيران ليست دولة تدعم الإرهابإن تجنب المملكة العربية السعودية وعدم الاعتراف بإنجازاتها على مدى السنوات العشر الماضية هو في الأساس محاولة لتهدئة الإيرانيين وجعلهم أكثر مرونة في التعاون مع الولايات المتحدة كما أن دعم اتفاقيات التطبيع في الشرق الأوسط يعتبر خطأً جسيمًا.