عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«جونسون».. طردته الصحافة بتهمة الاقتباس فأصبح رئيساً للوزراء

بوابة الوفد الإلكترونية

هو مثير للجدل بكل عمق، بدءاً من مظهره ذى الشعر الأصفر الكثيف، مرورا بأصوله المتعددة والمتنوعة بين إنجليزية مسيحية، وتركية مسلمة، ويهودية شرق أوروبية، فجد جده لأمه كان حاخاما أرثوذكسيا ليتوانيا، وجده جده لأبيه كان تركيا مسلما، كذلك مهنته مثيرة أيضا للجدل، فقد بدأ حياته العملية صحفياً وطرد من الجريدة التى كان يعمل بها، لكنه لم ييأس، ودخل عالم السياسة حتى وصل إلى أعلى منصب فى وطنه، ودخل قصر باكنجهام متوجا بالنجاح والشعبية، إنه رئيس الوزراء البريطانى الحالى بوريس جونسون.

ولد وبوريس جونسون 19 يونيو عام 1964، فى مدينة نيويورك الأمريكية، لذلك كان يحمل الجنسية الأمريكية قبل أن يتنازل عنها، والديه بريطانيين هما ستانلى وشارلوت، وكان والده يدرس درجة الماجستير فى الاقتصاد الزراعى وقد عمل فى البنك العالمى فى واشنطن ثم طرد منه، لأنه أراد أن يمازح رؤساءه بكذبة أبريل فاقترح عليهم إقراض مصر 100 مليون دولار لمساعدتها فى بناء 3 أهرامات وأبوالهول من أجل مساعدتها على جذب السياح، لكن المزحة لم تعجب أحداً، فتم طرده من عمله.

الجد الأكبر لجونسون لأبيه تركى وهو على كمال بك، ويبدو أنه ورث عن هذا الجد أمرين، هما القلم والطموح السياسى، فقد كان الجد صحفيا وشاعرا وروائيا، كما أنه كان سياسيا ليبراليا، عمل على ابعاد بلاده عن الشرق والتقارب مع الغرب، تماما كما يسعى جونسون الأن للنأى ببلاده عن شرق أوروبا متجها غربا نحو الولايات المتحدة الأمريكية، وربما يتفاخر جونسون بجده الأكبر التركى، لكنه بالتأكيد سيعمل على تفادى مصيره..الموت ضربا على أيدى الجنود الأتراك، إذ يُنظر لهذا الجدة فى تركيا على أنه إما خائن أو قديس، فقد قضى الجد فترة من شبابه خارج تركيا للدراسة فى باريس، حيث انضم لجماعة من الشباب التركى من الطبقة المتوسطة الذين يسعون لتغيير النظام العثمانى، واستبعدته الجماعة عندما اكتشفت قيامه سرا بكتابة رسائل للسلطان عبدالحميد الثانى، وتقلبت الأحوال بالجد بين الولاء لتركيا ومعاداتها، حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

وتزوج الجد الأكبر لرئيس وزراء بريطانيا الحالى من سيدتين، الأولى إنجليزية، والثانية تركية والدها وزير، وأنجب من البريطانية عثمان وسلمى اللذين لم يريا والدهما منذ عودته لتركيا، وقد غيّر عثمان اسمه إلى ويلفريد، ثم اختار اسم جدته لأمه لقبا له - وهو جونسون - وصار إنجليزيا وتزوج بإيرين، وكان والدها بريطانيا وأمها أميرة ألمانية، وقد أنجبا ستانلى والد بوريس جونسون، بينما كانت نهاية الجد الأكبر على كمال بك مأساوية، فقد تم اختطافه من عند الحلاق، وانهال عليه مجموعة من الجنود بالهراوات والمطارق ليحطموا جسده ولقى حتفه فى 6 نوفمبر عام 1922.

وعلى خطى الجد الأكبر، سار بوريس جونسون، فدرس الأدب والفلسفة والكلاسيكيات اليونانية واللاتينية فى جامعة أكسفورد واصدر فى عام 2007 كتاباً حول الإمبراطورية الرومانية بعنوان :«حلم روما»، إذ يرى أن الإمبراطورية الرومانية كانت ناجحة خلافا للنموذج الفاشل للاتحاد الأوروبى، وبدأ حياته

العملية كصحفى الصحافة، لكنه اقيل من جريدة «التايمز» بسبب قيامه بـ «اقتباس» موضوعات وأفكار من صحف أخرى، ونتيجة لـ «استخدام مفردات فى مقالاته تنطوى على عنصرية»، ودخل عالم السياسة كعضو فى حزب المحافظين، وتدرج حتى اعتلى قيادة الحزب العريق، ومن خلال الحزب تم اختياره كعمدة للعاصمة لندن، وانتخب كنائب برلمانى، ثم شغل منصب وزير الخارجية، رغم ذلك لم يتخلى تماما عن الكتابة، فألف كتبا ورواية شهير اسمها «72 عذراء» وبلغت مبيعاتها نحو 50 ألف نسخة نتيجة لأسلوبه الجذاب للقارئ، وفى عام 2015 اصدر بوريس جونسون كتابا حول شخصية تشرشل الذى يبدو معجبا به بشدة، وبلغت مبيعاته نحو ربع مليون نسخة.

ويوصف بوريس جونسون الذى يحظى بتأييد من شرائح فى الطبقة العليا للمجتمع البريطانى بأنه ينتمى لتيار «يمين الوسط»، وعرف نفس الوقت كصحفى صاحب اتجاهات مناوئة للاتحاد الأوروبى وأفكار الوحدة الأوروبية، ويرى المعجبون به انه «يتمتع بروح الدعابة وسحر الشخصية ناهيك عن مهارته كسياسى، كما يوصف بأنه «صاحب قدرة مدهشة على الانتقال فى عالم السياسة من النقيض إلى النقيض وله مواقف زئبقية»، يتميز فى الواقع «بنزعة ميكيافيلية» يراها البعض ضرورية فى عالم السياسة، اما فى عالم الصحافة فقد برهن على قدرته على تجاوز الصدمات وتحويل الفشل لنجاح كما حدث عندما وجد نفسه مطرودا من جريدة التايمز لينهض من جديد ويبدأ رحلة جديدة فى صحف ومجلات جديدة.

ومع دخول بوريس جونسون المقر الشهير لرئيس الحكومة البريطانية فى «10 داونينج ستريت» خلفا لتيريزا ماى، كانت العلاقة بين بلاده والاتحاد الأوروبى «على المحك»، وهو مؤيدة بشدة لخروج بريطانيا من هذا الاتحاد، فى سياق ما عرف «بالبريكست»، ويتوجه رئيس الوزراء البريطانى بقوة إلى أمريكا، حتى أصبحت كيمياء العلاقة الوثيقة بين ترامب وجونسون موضع اهتمام وتعليقات شتى فى الصحافة الثقافية الغربية ككل، وباتت هذه العلاقة مثيرة لقلق كل دول الاتحاد الأوروبى التى حاولت دوما الفكاك من براثن أمريكا.