رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«شتاينماير» تخلى عن رئاسة الحزب الحاكم لرعاية زوجته المريضة

بوابة الوفد الإلكترونية

هو يقود واحدة من أكبر الدُّوَل الأوروبيّة، دولة غيرت خارطة العالم فى الأربعينات بتأجيجها الحرب العالمية الثانية، دراسته للقانون لم تكن تؤهله تماماً لدخول السلك السياسى، رغم ذلك حين دخل عالم السياسة، أثبت جدارة ملموسه، حتى كان نشاطه سبباً فى قيادته للحزب الأكثر شعبية فى حينه وهو الحِزب الديمقراطى الاشتراكى، لكنه فى لحظة فارقة بين اختياره للمناصب السياسية أو الإنسانية، اختار الأخيرة، وتنازل عن رئاسة الحزب ليتفرغ لمراعاة حالة زوجته الصحية التى ساءت، لاحتياجها إلى جراحة زرع كلى، فقرر ان يكون هو المتبرع لزوجته بكليته، فى وقت لم يكن فيه الطب قد تقدم إلى الحد الذى يضمن له النجاة، ولكن الجراحة نجحت ونجت زوجته، فعاد إلى عالم السياسة وكأن الله كافأه على تضحيته وإنسانيته، ليصبح رئيساً لألمانيا، إنه فرانك فالتر شتاينماير الرئيس الألمانى الحالى.

وُلِد شتاينماير فى 5 يناير عام 1956، فى منطقة دتمولد فى ألمانيا الغربيّة، نشأ فى أسرة بسيطة جداً، فقد كان أبوه نجّاراً، ثم عاملًا فى مصنع، رغم ذلك لم يستسلم لضغوط الفقر، وأصر على استكمال دراسته، من خلال العمل فى مساعدة والده لزيادة دخله، فدَرَس فى مدرسة ثانويّة فى مدينة بلومبرج، ثم دَرَس القانون فى جامعة جيسن، وحصل على شهادة فى القانون والسياسة عام 1980، وفى تلك الفترة كان نشاط الشباب متوجه إلى العمل من خلال الحِزب الديمقراطى الاشتراكى، فانضم إلى الحزب كعضو، ومن هنا كانت انطلاقته لعالم السياسة، والتى من أجلها غادر الأوساط الأكاديميّة، واتّجه إلى السياسة عام 1991.

ولفت نشاطه السياسى انظار النظام اليه، فتم اختياره ليشغل منصب فى قانون الإعلام وقِسم السياسة، وذلك فى مُستشاريّة ولاية ساكسونيا، ومن هذا المنصب كانت انطلاقته فى عالم المناصب، حيث تم اختياره رئيسًا لمكتب جيرهارد شرودر رئيس الوزراء السابق عام 1993، ثم وزيرا للخارجيّة، وفى عام 2017، انتُخِب رئيسًا لألمانيا.

ورغم ان شتاينماير تمتع بشعبيّة كبيرة خلال تولية المناصب السياسية المتدرجة، فإن العديد من الانتقادات وُجِّهت له، مثل انتهاك حقوق الإنسان؛ الأمر الذى أدّى إلى شكوك بعض الناس فى قدرته على إعادة تجديد الحِزب الديمقراطى الاجتماعى، وعلى الرغم من ذلك، فقد تمّ اختياره فى عام 2009م كرئيس للحِزب، وبعد فَوْز الحزب بمقاعد فى البرلمان فى عام 2010م، تنازَلَ عن منصبه ليبقى بجانب زوجته المريضة، والتى كانت تحتاج

إلى جراحة نقل كلية اليها وساءت حالتها الصحية، فكان هو المتبرع لزوجته بهذه الكلية، وبعد نجاح العمليّة عاد إلى مُمارَسة حياته السياسة، حيث أصبح وزيرًا للخارجيّة، وفى فبراير عام 2017، انتُخِب بأغلبيّة ساحقة، فتولَّى منصبه كرئيس، وذلك بعد أن أعلنَ الرئيس يواخيم غاوك فى حينه أنّه لن يترشَّحَ لفترة ثانية

شتاينماير ينتمى إلى الجناح الأيمن من الحزب الاشتراكى الديمقراطى، والمعروف باسم الإصلاحيين والمعتدلين، وكان المهندس الرئيسى لمشروع «آجندة 2010»، برنامج حكومة شرودر للإصلاحات المثير للجدل، وأدت سياساته المتساهلة نحو بلدان مثل روسيا والصين إلى إثارة النقد ضده سواء داخليا أو خارجيا، وشتاينماير ينتهج سياسة تهدف إلى دمج المسلمين فى المجتمع الألمانى، فهو من يوجه رسالة شكر وتحية للمسلمين فى الأعياد، وقال إن شهر رمضان وعيد الفطر صارا «جزءًا بديهيًا من تعايشنا فى ألمانيا»، كما شدد على أن ألمانيا لن تتسامح مع أى تمييز أو كراهية ضد المسلمين، ويدعو إلى الانفتاح على المسلمين ورفض كل أنواع الاضطهاد والإقصاء ضد المهاجرين المسلمين وغير المسلمين، وقال فى رسالته إن المسلمين، الذين يتناولون وجبات الإفطار مع أبناء ديانات أخرى يرسلون «رسالة بالغة الأهمية من أجل التعايش السلمى، من أجل التسامح والاحترام فى بلدنا».

وله مواقف مثيرة للجدل منها مهاجمته لأنجيلا ميركل المستشارة الألمانية السابقة بسبب لقائها عام 2007 مع الدالاى لاما، واتهمها بـ«اللعب على الرأى العام» دون الالتفات لتحسين الحقوق السياسية أو الدينية على أرض الواقع فى الصين «كما أنكر الاعتراف الألمانى بالإبادة الجماعية للأرمن حرصاً على علاقات ألمانيا مع تركيا».