عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نجت من قنبلة على فراشها لتصبح مستشارة مشهورة فى أمريكا

بوابة الوفد الإلكترونية

هى واحدة من الشخصيات المالية ذات الخبرة الدولية الواسعة، أثبتت وجودها ونجاحها فى أمريكا بلد الرأسمالية والمستشارين العظام، لتثبت أقدامها ووجودها كسيّدة مصرية مكافحة وأعلت اسم مصر عالياً، بعد أن هربت أو نجت من الموت بأعجوبة، عندما سقطت قنبلة على فراشها فى منزلها بالسويس لتدمره، إنها المستشارة المالية المصرية فى امريكا ليلى ابراهيم.

فى هذا اليوم عندما كان عمرها 12 عاماً، هرعت ليلى وعائلتها للاحتماء بمنزلهم القريب من قناة السويس، عندما بدأت القنابل تتساقط على المدينة عام 1967، إبان اندلاع حرب الأيام الستة بين مصر وإسرائيل، كانت تعيش «حياة هانئة» قبل الحرب وفى «منزل جميل جداً»، ولكن بينما كانت العائلة على مائدة الافطار سمع أفرادها صوت صفارة الإنذار تُحذر من بدء غارة جوية، فسارعت العائلة إلى الهرب بسرعة وقنبلة تسقط فى غرفتها على سريرها لتدمر المنزل، بينما نجت هى والعائلة فى اللحظات الأخيرة.

غادرت ليلى السويس مع والديها وأخواتها الثلاث إلى القاهرة، لكنهم وجدوا أنها مدينة مزدحمة ومن الصعب عليهم تدبير حياتهم فيها، وأدرك والدها أنهم بحاجة إلى بداية جديدة تماما، لذا قرروا الهجرة إلى أمريكا، كان عمل والدها فى القطاع المصرفى ولديه زملاء وأصدقاء فى نيويورك، لذا تقدم بطلب للهجرة هناك، ولكن قبيل شهر من السفر أصيب والدها بكسر فى ساقه، فقررت العائلة سفر ليلى ووالدتها وحدهما قبل الجميع، خوفاً من أن تنتهى فترة تأشيرة الدخول الممنوحة لهما قبل أن يشفى الوالد، والذى تمكن فى النهاية من الالتحاق بهما بعد عام ونصف، بينما قررت أخواتها الثلاث الأخريات الأكبر عمرا البقاء فى مصر.

عانت ليلى كثيرا فى شتاء نيويورك القارس، فلم تكن معتادة على بردها، وواجهت مع امها تحديات لم تكونا تتخيلانها، وتقول: «لقد كان وقتا عصيبا حقا» فلم تكن هى أو أمها تتحدثان أى كلمة بالإنجليزية، ولم يكن معهما ما يكفى من المال فاضطرتا إلى العيش فى غرفة واحدة مع عائلة من بورتوريك، وكانت تمشى طويلا لتصل إلى مدرستها فى البرد، وتقول: لن أنسى ذلك أبدا، كنت لا أشعر بأذنى أو أصابعى.

وفى المدرسة، بنت ليلى علاقة صداقة مع فتاة مصرية أخرى كانت فى فصلها، وقد ساعدتها زميلتها تلك فى إيجاد عمل بعد دوام المدرسة لبيع « السجق» فى عبّارة بجزيرة ستاتن، وكانت العبّارات البحرية تنقل العاملين من جزيرة ستاتن عبر ميناء نيويورك إلى أماكن عملهم فى وول ستريت ومناطق منهاتن الأخرى، ثم تعيدهم فى نهاية اليوم، وكانت تحصل على ثلاثة دولارات فى الساعة، استخدمت اجرها لمساعدة عائلتها

فى دفع إيجار السكن

وتقول:«علمتنى التجربة كيف أخدم (الزبائن) وما الذى ينبغى على فعله بعد ذلك، وبعد أن أكملت ليلى دراستها الثانوية، انتقلت لتدرس الاقتصاد فى جامعة كاليفورنيا، وعملت فى تلك الفترة فى مقهى لتغطى نفقات دراستها، وبدأت بتعلم أسس التخطيط المالى، وفى السنة الأخيرة من دراستها الجامعية، وجدت أول زبائنها وهى امرأة أعطتها مبلغ 20 ألف دولار لاستثماره.

وتصف ليلى تلك اللحظة «كنت سعيدة جداً ولم أستطع النوم فى تلك الليلة» وتضيف: «لم أكن أصدق أن شخصا ما سيعطينى ثقته ويقدم لى 20 ألف دولار من مال كسبه بعرق جبينه»، ولم يكن قد مضى عليها سوى 8 سنوات فى أمريكا، وواصلت عملها فى المجالات المالية لتصبح اليوم صاحبة شركة للاستشارات المالية، تقدر قيمتها بعدة مليارات من الدولارات، ومقرها قرب لوس أنجلس، وترى أن هذا الرعب الذى عاشته فى وقت مبكر من حياتها كان دافعا لها للنجاح فى حياتها المقبلة، لأنه غذى شجاعتها وجعلها لا تخاف من شىء وتقول «عندما تفقد كل شىء لا يعود ثمة ما تخاف عليه.

تزوجت ليلى بعد إكمال دراستها الجامعية من رجل يدعى درايدن بَنس، وأسسا معا فى عام 1980 شركتهما لتقديم خدمات الاستشارات المالية، وتقول إنه كان لديها القوة الكافية لمواجهة واقع التمييز ضدها كامرأة، وأنها كانت قوية بما يكفى لتجاهل كل النزعات الشوفينية التى واجهتها، وعلى الرغم من أنها تعيش حياة مرفهة فى جنوب كاليفورنيا، إلا أنها ما زالت تزور مصر كما تتبرع لعدد من المنظمات الخيرية المصرى، وتم تكريمها قبل سنتين بمنحها جائزة عن مجمل إنجازات حياتها المهنية عند حضورها مؤتمرا فى القاهرة لبحث سبل تمكين المرأة المصرية ودعمها.