رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدالاى لاما أسطورة روحانية من نور يدافع عن الإسلام ويبرئه من العنف

بوابة الوفد الإلكترونية

هو تجسيد لأسطورة دينية وروحانية متوارثة على مر الأجيال فى موطنه، اسمه يعنى محيط الحكمة أو السيد الروحانى، كان عمره أربعة أعوام فقط عندما تم اختياره كرمز للقيادة الدينية، انطلاقاً من رؤيتهم ان جسده من نور وتمت استعادته من أرواح وأجساد سابقه لتعود اليه، ورغم أنه عانى فى سنوات الاحتلال لوطنه كأى شخص عادى ليس له معجزات أو كرامات، وذلك عندا تم نفيه على أيدى الاحتلال الصينى، إلا أنه رغم ذلك بقى رمزاً للقوة الروحانية والإرادة الدنيوية لمن يتبعوه من عشرات الالاف، وهو لا يعتنق أى من الأديان السماوية، وله عقيدة خاصة، لكنه يحترم كل هذه الأديان، ودافع كثيراً عن الإسلام، وهاجم الدواعش المتوشحين زوراً بالدين السمح مبرئاً الإسلام منهم، وهو من قال إن الكون للجميع، والعقيدة حرية خاصة وعلى الآخر احترامها، إنه دالاى لاما القائد الدينى للبوذيين فى إقليم التبت.

ولد الدالاى لاما فى 6 يوليو 1935، هو القائد الدينى الأعلى للبوذيين التبتيين، من مواليد شنغهاى، وكان فى الرابعة من عمره عندما اعتبره فريق من «اللامات» خليفة «دلاى لاما» الثالث عشر، وتم نقله إلى الدير، ولكن قبل هذا مر بزيارة بيوت الشعائر لكل الأديان، المسجد، الكنيسة، المعبد اليهودى ثم دير البوذيين، ثم نصّب عام 1940 باعتباره «بوذا الحى» ليمثل القيادتين الروحية والدنيوية فى إقليم التبت، ودالاى تعنى «المحيط» باللغة المغولية، أما لاما فتعنى «السيد الروحانى» ويمثل الدالى لاما مع الوصى على العرش والحكومة التبتية نظاما خاصا يحكم التبت منذ عام 1642، وفى عام 62 تم نفيه إلى الهند بيد الحكومة الصينية الشيوعية والتى كانت قد احتلت التبت عسكرياً.

البوذيون يعتبرون الدالاى لاما أسياد روحانيين من نور ولدوا للمرة الثانية، لما فيه خير جميع الكائنات الأخرى، ويتم اختياره منذ طفولته بعد رصدهم بعض الإشارات على هذا الطفل وفقاً لهم، ومن ثم يؤخذ ذلك الطفل إلى دير بوذى لكى يتلقى التعاليم البوذية، والتى تقوم على أن سعادة أى شخص لن تتحقق بتنفيذ رغباته غير المقيدة، بل بـ«راحة البال»، التى تتحقق بالتعاطف والرحمة والإيثار، ومن مبادئ الدالاى لاما أن الشخص الذى نشأ وتربى فى نظام قيم مادية، سيريد المزيد والمزيد من هذه المادية، وإن الرغبات غير القابلة للسيطرة تدمر الإنسان والبيئة، وهذا لا يجلب السعادة لأحد، حيث تأتى السعادة عندما يكون العقل فى سلام، وعندما يكون هناك سلام فى الروح، لذلك من المهم جداً تدريب العقل على هذا الأمر، ومن مبادئه أيضًا «الغضب والحسد وروح التنافس والخوف وغيرها من المشاعر والعواطف السلبية، تنطوى على معاناة لا حدود لها، لذا يجب التغلب عليها، والغضب يدمر النظام المناعى حرفيًا، فى حين أن الشفقة وراحة البال تقويانها، فإذا عالجت الآخرين بالتعاطف والإيثار، سيقل الخبث والحسد والتنافس فى داخلك، والغيرة فى قلوبنا، ويجب ألا نندفع إلى مثل هذه الأهداف ونخلق مثل هذه الأسباب التى ستودى بنا إلى طريق المعاناة، وليس إلى رحاب السعادة والطمأنينة وراحة البال.

ويرفض الدالاى لاما الزعيم الروحى للبوذيين فى منطقة التيبت الصينية، الثقافة الحديثة والنظام التعليمى ويرى أنهما «تدوران أساساً حول قيم مادية صرفة»، وفقاً له، ويقول: «هناك الكثير من الحسد، وروح المنافسة، ويقول الرحمة موجودة فى أساسيات الطبيعة البشرية، وبالتالى، فإنها تساعد فى العثور على السعادة إذا كنت تستمع إليها وتعمل بهديها».

بدون الحب والحنان لا يمكن الاعتماد على السلام الداخلى... وحتى يتسنى للسلام أن يسود فى العالم، فإنه من

الضرورى أن نجد أولاً السلام فى نفوسنا.

ووفقاً له، فإن جميع الأديان التقليدية «تحمل هذه الرسالة - الحب والحنان والصبر». وينصح الزعيم الروحى للبوذيين الجميع باتباع التقاليد الدينية لأسلافهم، واحترام الأديان الأخرى، وفى كلمة له فى ستراسبورج بفرنسا والتى توجد بها أعداد كبيرة من المسلمين، قال الدالاى لاما إنه على العالم أن يزيل الخلط بين الإسلام والإرهاب، وأن ندرك الروابطَ الوثيقةَ بين جميع الأديان، يجب علينا الآن أن نهتم بهذا الكوكب، بيتنا الوحيد، ومعًا يجب على السبعة مليارات من البشر أن يعملوا فى أسرةٍ واحدة، ونفس الأسرة البشرية. أمّا استخدام القوة فهو ينطبق على عصرٍ آخر.

وهو يرى ان مشاكل البيئة وعولمة الاقتصاد يؤكدان ضرورة ألا يفكر الإنسان فى عزلة، أو يركز على مصلحة شخصه أو بلده وحدهما، على غرار الجوع فى العالم فهو ليس حتمية وقدرًا محتوماً، بل هو مشكلةٌ خلقها الرجال، لذلك مسئوليتنا تكمن فى إصلاحها، فلا يكفى أن نسأل اللهَ أن يُصلِحَ أخطاءنا. يجب أن نعتبر كوكبنا كيانًا واحدًا وحيداً، وأن نواجه فيه واجباتنا. وليس أمام الشباب من خيارٍ آخر سوى تغيير الواقع، من أجل جرّ ثورة الوعى إلى وعى الايثار.

ورغم كل هذه الاعتبارات الروحانية الوجودية، ورفضه للعلمانية والعولمة، لكنه يرى إنه بفضل التكنولوجيات الجديدة المعروفة، يمكن تحويل الصحراء إلى حديقة قادرة على إطعام السكان الجوعى فى أفريقيا. وببساطة، عن طريق تجهيز هذه الصحراء بألواح شمسية لتوليد الطاقة اللازمة لتحلية مياه البحر ونقلها إلى الواحات.

ويرى تشابها بين كل الأديان وبين البوذية، ويقول: يرى البعض انى أصبحتُ داعيةً للإسلام، ولكن أرى أن من يرتكبون هجمات إرهابية فى بورما باسم بوذا، أو باسم نبى الإسلام فى بعض أنحاء العالم ليسوا ملتزمين وممارسين حقيقيين لدينهم، ولا علاقة لهم بأديانهم، المسلمون شعبٌ رائع، ممارسون حقيقيون للتسامح والكرم والاحترام والخشوع والتواضع، وخلافًا لِما يُقرأ أحيانًا فى بعض الصحف، فإنّ المسلمين يحترمون الآخرين ولا سيما النساء. كما أنّ كلمة جهاد قد حُرِّفت. الجهادُ الحقيقى هو النضال الداخلى ضد مشاعرنا السلبية، وليس ذلك الذى يدعو إليه الإرهابيون باسم الله. يجب أن يكون القرن الحالى قرنًا للحوار.

وعلى أولئك الذين يضطهدون المسلمين فى مينامار أن يتذكروا بوذا، فلو وُجد فى ظل هذه الظروف لكان ساعد المسلمين لا محالة.