مجدى يعقوب «شرقاوى جدع» .. ترك المجد العالمى لينقذ قلوب المصريين
يعرفه كل المصريين تقريباً، كما تعرفه أمريكا وكل دول العالم، ليس من منطلق مهارته العلمية والطبية فى إنقاذ قلوب البشر والتفرد فى إجراء أدق جراحات القلب، ولكن أيضًا لإنسانيته المفرطة التى أشاعت حب الخير حوله وفى كل مكان يحل به، فقد تخلى بكل بساطة وتضحية نادرة عن مجد صنعه بيده وعلمه فى أمريكا، وتنازل عن ثروات طائلة يجنيها هناك، وفضل أن يعود إلى أبناء بلده، ليهدى إليهم علمه، وينقذ قلوب عشرات الآلاف من المرضى المصريين مجاناً، فاستحق الحصول على قلادة النيل لى، وتحول إلى رمز وأيقونة للخير، لأنه بالأصل شرقاوى كريم وجدع، فكرس لدينا كل من نعرفه عن كرم الشرقاوية، إنه الطبيب المصرى العالمى المتميز جداً فى جراحات القلب دكتور مجدى يعقوب.
وُلد مجدى حبيب يعقوب فى قرية بلبيس بمحافظة الشرقية فى 16 نوفمبر 1935، كان والده جراحاً، فاختار بالتالى الابن دراسة الطب، وكانت وفاة عمته وهى لا تزال فى العشرين من عمرها بمرض القلب، سر اختياره التخصص فى جراحة القلب بجامعة القاهرة، حصل على إجازة فى الطب من الجامعة، لينتقل بعدها إلى ولاية شيكاغو الأمريكية حيث أتم اختصاصه، بعدها حط رحاله فى بريطانيا.
وتحت قيادته، بدأ برنامجاً لزراعة الأعضاء فى مستشفى هارفيلد عام 1980، وبحلول نهاية العقد، كان قد تمكن هو وفريقه من تنفيذ 1000 عملية، ليصبح مستشفى هارفيلد بسببه المركز الرئيسى لزرع الأعضاء فى بريطانيا، وكان يعقوب يسافر آلاف الأميال سنويًا فى طائراتٍ صغيرةٍ أو هليكوبتر حاملاً قلوب المتبرعين إلى الأشخاص التى سيتم زراعتها بهم، فتراجعت معدلات الوفيات وزادت نسب الشفاء بين المرضى، فاستحق الحصول على لقب «سير» وهو أعلى الألقاب البريطانية شأنًا ومكانة، وتمنحه ملكة بريطانيا للشخصيات المهمة، عندئذ أسس السير مجدى يعقوب «سلسلة الأمل» فى المملكة المتحدة البريطانية عام 1995، وهى مؤسسةٌ طبيةٌ خيرية تهدف إلى مساعدة الأطفال من مرضى القلب، لأنه فى طفولته شاهد أطفالًا يعانون من أمراضٍ قلبية تهدد حياتهم وأوجاعٍ هائلة يعانون منها، عندها قرر بأن يصبح هو أملٌ لهؤلاء الأطفال عن طريق تأسيس سلسلة الأمل سواء فى بريطانيا أو فى الدول النامية، كما اصبح للسير مجدى المئات من الأوراق البحثية المنشورة عن أبحاثه الخاصة، فأسس معهد مجدى يعقوب فى لندن وميدلسكى.
فى عام 1983 قام بعملية
السير مجدى يعقوب كان متزوجاً من طبيبة ألمانية كانت زميلة له بعد أن ارتبط معها بقصة حب، توفيت عام 2012، وله منها ثلاثة أبناء هم أندرو وصوفى وليزا، واندروا يعمل طياراً، وليزا إخصائية اجتماعية، أما صوفى الوحيدة التى اختارت مجال الطب كوالدها، وتعمل فى مكافحة الملاريا فى العالم بصورة خيرية وتعمل حالياً فى فيتنام، وتنافس والدها فى أعمال الخير والإنسانية لإنقاذ المرضى، وحصل السير مجدى يعقوب على العشرات من التكريمات والجوائز والأوسمة العلمية والإنسانية العالمية.
أجرى يعقوب آلاف الجراحات المجانية للمرضى الفقراء بمصر، كما أسس مركزًا لأمراض القلب يقدم خدماته مجانًا فى أسوان، كما أنشأ مؤسسة مجدى يعقوب فى مصر وأسوان، ولها فرع فى الإسكندرية، يعمل فى صمت فى مجال الأبحاث بالتعاون مع جامعات القاهرة والإسكندرية، اهدافه النبيلة وعمله الخيرى لإنقاذ قلوب الفقراء مجاناً، جعلته أيقونة للخير يلتف حولها كل طوائف الشعب المصرى المختلفة.