عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«كرستينا فيرنديز» محامية حاربت الأمم المتحدة من أجل حقوق العالم الثالث

بوابة الوفد الإلكترونية

هى محامية من أسرة متوسطة، دفاعها عن حقوق المظلومين صعد لديها الطموح لتدافع عن حقوق كل المواطنين البسطاء والمطحونين فى بلدها، وأدركت أن الشباب هم الطريق الصحيح لتصويب المسار وضبط الإيقاع السياسى والاجتماعى وتحقيق عدالة الميزان الاقتصادى للجميع، فانضمت إلى الحركات الشبابية، وتصاعد طموحها إلى رئاسة البلاد، وساعدها فى هذا الرجل الذى تزوجته، والذى سبقها إلى سدة الحكم لرئاسة البلاد، ولأنها كانت قوية وجريئة لدرجة اتهامها الأمم المتحدة بانحيازها للغرب القوى على حساب دول العالم الثالث الضعيف، فقد حاربها الغرب وتآمر عليها، ومن خلال أعوانه من جواسيس المخابرات، لفقوا لها تهم الفساد لقتلها سياسياً وإبعادها تماماً عن الساحة، إنها رئيسة الأرجنتين السابقة كرستينا إليزابيث فيرنانديز.

ولدت كرستينا فى 19 فبراير 1953، نالت شهادة الحقوق من جامعة بوينس آيرس وامتهنت المحاماة، بدأت حياتها السياسية كعضوة فى حركة الشبيبة البيرونيين عام 1970، وتعرفت فى الجامعة على «نيستور كارلوس كيرشنر» – والذى أصبح رئيسا للأرجنتين فيما بعد، ثم تزوجته عام 1975، وأنجبا ماكسيمو عام 1977، وفلورانسيا عام 1980، وتدرجت فى المناصب الحزبية، إلى أن فازت فى انتخابات عام 1995 فى مجلس الشيوخ، ثم فازت بمقعد فى مجلس الشيوخ للمرة الثانية فى انتخابات 2005.

وحققت كريستينا نجاحاً سياسياً برفقة زوجها نيستور، الذى ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2003، فى ظل أزمة اقتصادية واجتماعية شهدتها الأرجنتين ونصب رئيساً للأرجنتين،

وواصلت تألقها السياسى خلال فترة حكم زوجها، وساهمت فى حشد الدعم له، وفى عام 2007، قرر زوجها عدم الترشح للانتخابات الرئاسية مرة أخرى، وأعلن دعمه لترشح زوجته كريستينا، وبالفعل فازت بالرئاسة، وتفوقت على منافسها الأول بفارق 22 % من الأصوات، واشتهر عنها أنها امرأة طموحة قوية الشخصية، وقالت فى إحدى كلماتها: «أعلم أن الأمر سيكون أكثر صعوبة بالنسبة إلى لأننى امرأة، فمن الممكن أن يكون الفرد عاملاً، ومهنياً وله مؤسسته، لكن بالنسبة لرئاسة البلاد فإن الأمر صعب دوماً، هذه هى قناعتى الكاملة، لكنى أعتقد أننى أملك القوة للقيام بذلك»، وأعيد انتخابها لفترة ثانية فى 2011، بفارق أكبر من أصوات الناخبين، الذين يبدو أنهم أحبوا برنامجها الاجتماعى، الذى رفع الرواتب وحسن رعاية الأطفال، وكرس السيادة الوطنية على الاقتصاد، ودعم الطبقة الوسطى فى المجتمع.

وعززت فى فترة حكمها، علاقات بلادها مع الحكومات اليسارية فى المنطقة مثل فنزويلا، وكذا مع الصين وإيران، مما ساعدها على إنعاش قيمة العملة الوطنية ألبيسو المتدهورة،

ولكنها دخلت فى مواجهة مع الصحافة المستقلة، عندما أممت

الصناعات الأساسية، وأثير ضدها عدد من الفضائح السياسية والمالية.

ولعل أكبر هذه التهم تلك التى وجهها النائب العام هى التآمر لعرقلة تحقيقه بشأن دور إيران فى التفجيرات الإرهابية التى شهدتها العاصمة الأرجنتينية عام 1994 ضد معبد يهودى، والتى أسفرت عن 85 قتيلاً، فيما نفت هى هذه التهم، وقال خبراء القانون فى البلاد إن أعضاء فاسدين فى جهاز المخابرات لفقوا لها هذه التهم، وساءت علاقة الأرجنتين خلال حكمها بالولايات المتحدة الأمريكية، واتهمت واشنطن بالوقوف وراء الأزمة المالية لبلادها، كما وجهت انتقادات لاذعة لبريطانيا بخصوص الخلاف بشأن جزر المالوين (الفوكلاند)، التى تعتبرها أرضاً أرجنتينية، وشنت هجوماً عنيفاً على الدول الغربية ومجلس الأمن فى الأمم المتحدة متهمة إياها «بخداع العالم وقلب الحقائق» فى الحرب على الإرهاب، كما اعترفت الأرجنتين إبان فترة حكمها بدولة فلسطين ودافعت عن حقوق شعبها فى أراضيه المحتلة مما أثار حفيظة إسرائيل، واشتهرت بخطاباتها النارية فى الأمم المتحدة، التى تنتقد فيها سياسات الدول الغربية تجاه العالم الثالث.

وفى ديسمبر 2011 أعلنت الحكومة عن إصابة كرستينا بسرطان الغدة الدرقية لكن هذا لم يمنعها من مواصلة دورها فى قيادة البلاد حتى عام 2015، ورغم تهم الفساد التى يحاول أعداؤها محاصرتها بها وسجنها، إلا أن تاريخ الأرجنتين لن ينسى لها انها أعادت الثقة لاقتصادها، وأنها كانت نعم العون لزوجها إبان رئاسته للبلاد، وأنها بكت لوفاته أمام العلن لكنها لم تتوان أيضاً عن الحفاظ على طبعها العنيد، ففتحت محاكمات للجرائم المرتكبة ضد الإنسانية فى عهد الديكتاتورية العسكرية، وفى عهدها أصبحت الأرجنتين فى مصاف دول أمريكا اللاتينية اليسارية ولها مقعد فى مجموعة العشرين.