عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ضياء الدين صبري: عرفات حكمة وحقيقة

ضياء الدين صبري،
ضياء الدين صبري، المدرس بقسم القانون العام بجامعة الأزهر ال

 قال الدكتور ضياء الدين صبري، المدرس بقسم القانون العام بجامعة الأزهر الشريف، إن أهم مناسك فريضة الحج، هو ركن الحج الأعظم (الوقوف على جبل عرفة)، أبرز شعار وأروع منسك من مناسك هذه الفريضة الذي تتجلى فيه روح العبودية لله، بربطه بهذا المكان الخاص وتحديده بزمانه المعلوم والمحدد.

 

أضاف "صبري" في تصريحه لـ"بوابة الوفد"، أن المرتكز في ذهن المسلم الواعي المؤمن بحكمة الله - تعالى -، أنه - سبحانه - لا يشرع أي حكم بدون حِكمة، كما لا يوجد أي مخلوق بدون هدف وغاية، وإن لم نعرف تلك الحكمة وهذه الغاية بصورتها التفصيلية، ولكن أغلب الناس لا يعلمون الكثير عن هذا الجبل المعظم، مثل سر تسميته بجبل عرفة أو عرفات، والحكمة من الوقوف عليه في وقت وزمن محددين، وكذلك سبب تفرد هذا المنسك في الحج عن غيره من المناسك، واعتباره أحد أهم أيام الحج على الإطلاق.

 

تابع: ولقد تداولت كتب التراث أسبابًا مختلفة حول سبب تسمية جبل عرفة، بهذا الاسم، ولكن معظمها أرجع ذلك الاسم إلى الجبل نفسه، والذي قيل: إنه "حينما هبط آدم وحواء (عليهما السلام) من الجنة إلى الأرض، نزلا في مكانين مختلفين، فالتقيا عند جبل عرفات، وتعرفا على بعضهما البعض"، ولكن رواية أخرى تشير إلى أنه سمي بهذا الاسم، لما ذكر عبد الله ابن عبّاس، أنّ سيدنا جبريل عليه السّلام عرَّف من على هذا الجبل سيدنا إبراهيم عليه السلام على بقاع مكّة ومشاهدها ، وكان يقول له: "يا إبراهيم هذا موضع كذا، وهذا موضع كذا، فيرد (عليه السلام) قد عرفت، قد عرفت".

 

أوضح عضو هيئة تدريس جامعة الأزهر، أن الوقوف على جبل عرفة يكون في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، يجتمع عليه الحجاج كل عام غير صائمين، على صعيد واحد ويذكروا إلها واحدا، توافدوا من كل فج عميق يرجون رحمة ربهم، ويخشون عذابه، ويكمن السر في الوقوف بعرفة في أنّ الحاجّ عندما يرى اجتماع الخلق على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وطوائفهم وسعيهم، يتذكر ازدحام الخلق يوم القيامة، فيخلص النيّة ويبتهل الى الله بقلب خاشع، ونفس خاضعة لله - تعالى -، والوقوف في عرفات نفسه إنما هو لتعظيم البيت الحرام؛ إذ إن ذلك الوقوف هو مركز التجمع الأهم للانطلاق نحو البيت الحرام. واسم عرفات من الأسماء المرتجلة، وهو ليس جمع عرفة كما يعتقد البعض، وإنما هو مفرد على صيغة جمع، ويطلق على الجبل أسماء متعددة منها: القرين، وجبل الرحمة وجبل الآل.

 

وذكر، أن جبل عرفات يتميز بأنه ذو موقع فريد، حيث يحيط بعرفات قوس من الجبال، ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو 22 كيلومترا، وعلى بعد 10 كيلومترات من مشعر منى و6 كيلومترات من المزدلفة، ومنطقة عرفات لا يوجد بها أي سكان محليين يقطنون هذا الجبل على الإطلاق، ولا يكتظ بالناس إلا

في أوقات الحج.

 

وعرفة هو المشعر الوحيد في الحج الموجود خارج الحرم المكي، لذلك له خصوصية فريدة لأنه المشعر الوحيد الذي يضطر فيه الحاج إلى الانتقال والسفر مسافة طويلة نسبيا.

 

أشار صبري، على أن الوقوف بعرفة هو المشعر الوحيد من مشاعر الحج، الذي ينبغي أن يتجمع فيه كل حجاج بيت الله الحرام في توقيت واحد وفي يوم واحد، بغض النظر عن مناصبهم ولا مواقعهم ولا أنسابهم، بخلاف باقي المشاعر المقدسة، التي يمكن للحاج أن يختصرها أو يقوم بها في توقيتات سريعة متتالية بحيث ينهي حجه في أقرب وقت ممكن.

 

وعن فضل هذا اليوم أوصانا رسول الله بالصيام والبعد عن الشهوات والذنوب، فعن أبي قَتادةَ قال: قال رسولُ الله، صيامُ يومِ عَرَفةَ، أحتسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَة التي قَبْلَه والسَّنةَ التي بَعْدَه، وقال " خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ ".

 

تابع: وعندما يقف الحجيج في عرفات ينتصب أمامهم مسجد "نَمرة"، و"نمرة" هو جبل نزل به النبي يوم عرفة في خيمة، ثم خطب في وادي عُرنة بعد زوال الشمس، وصلى الظهر والعصر قصرًا وجمعًا، جمع تقديم، وبعد غروب الشمس تحرك منها إلى مزدلفة، لكن ما لا يعرفه البعض أن مسجد "نمرة" هذا لم يتم بناؤه إلا في عهد الخلافة العباسية بمنتصف القرن الثاني الهجري، ومكان البناء في موضع خطبة الرسول في "حجة الوداع".

 

تبلغ مساحة مسجد "نمرة" حاليا 124 ألف متر مربع، ومؤلف من طابقين مجهزين بنظام للتبريد والمرافق الصحية ليتسع لأكثر من 300 ألف حاج.

 

واختتم قائلًا: يوجد في محيط جبل عرفات، عدد من الأماكن التاريخية التي تحمل آثار النبي محمد ولعل أبرزها ما توصف بـ"الصخرات" المحاطة بجدار قصير، والتي وقف عندها الرسول عشية عرفة وهو على ناقته، وأحيط هذا الموقف بجدار طوله من جهة القبلة 13.3متر، والجدار الذي على يمينه ويساره 8 أمتار، أما الجدار المقابل للقبلة فدائري غير مستقيم.