عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فؤش ورامز.. مسلسل الاستخفاف بالعقول

بوابة الوفد الإلكترونية

في الماضي كان الهزار عندما يزداد علي الحد نطلق عليه «لعب عيال» وربما ينقلب اللعب إلي معركة يسقط نتيجتها ضحايا.

الآن لعب العيال تحول إلي برامج تافهة وهايفة، لكن النهاية دائماً سعيدة وتنقلب إلي الضحك والقفشات بين مقدم البرنامج وضيفه، والسبب أن الضيف التي ذهبت كرامته أدراج الرياح يحصل علي المقابل المادي المناسب لثمن كرامته طبقاً للسعر الذي وضعه، هذا هو حال برامج رمضان ليس هذا العام فقط، ولكن هذا الأمر يتكرر منذ سنوات طويلة.
أول هذه البرامج «رامز قرش البحر»، وهو برنامج يتضمن استضافة أحد الفنانين ويفاجأ الفنان وهو في وسط البحر الأحمر بغرق المركب ومحاصرة أسماك القرش له، ومع مزيد من الإثارة يفاجأ الضيف بغرق المذيعة التي اصطحبته ثم ظهور بقعة من الدم، ويدها وسط المياه، وهنا يطلق الضيف صراخه، وبعضهم ينطق الشهادة، ثم ينتهي الأمر بظهور رامز يخرج من إحدي أسماك القرش، وهنا تبدأ وصلة الشتائم من الضيف في اتجاه فريق العمل وأولهم أبودم خفيف رامز جلال.
وبعيداً عن وجود اتفاق بين مقدم البرنامج وضيفه، لكن المشهد نفسه، وظهور الضيف في هذا الموقف فهو أمر لا يليق بأي فنان أن يظهر وهو في هذه الحالة الهستيرية سواء كان الأمر تمثيل في تمثيل أو حقيقة، فالفنان يمكن أن يحصل علي هذا الأجر وأكثر من خلال برامج تمنحه قدراً من الاحترام الذي يليق بكونه فناناً له جماهيرية كبيرة في الوطن العربي.
كنا نتمني أن نري أحمد السقا أو حمادة هلال أو حتي فيفي عبده في برامج جادة تعطي للمشاهد انطباعاً جيداً عنهم، حتي إن ظهور السقا وهلال في دور المضحين بنفسيهما من أجل المذيعة التي تتعرض للغرق ثم الالتهام عن طريق قرش البحر.
وبما أن برامج رامز أصبحت موضة فوجئنا بالمطرب محمد فؤاد الذي تعودنا منه تقديم الغناء الجاد، يتحول أيضاً إلي مهرج ويقوم بنفس «الفورم» الخاص برامز، ويقدم برنامج اسمه «فؤش في المعسكر» حيث يوهم الضيف بأنه وقع فريسة لجنود الاحتلال الإسرائيلي بعد أن يقوموا باختطاف اليخت، ويوضع الضيف تحت ضغط التحقيق من قبل الإسرائيليين ورغم أن أغلب الضيوف مثل خالد سليم وهاني رمزي أبديا بطولة وشجاعة، ولكن ما قيمة عمل بهذا الشكل ونحن نري العلم الإسرائيلي يرفرف علي أرض مصرية من أجل لعبة سخيفة، وأتصور أن محمد فؤاد ضحي بالكثير من شعبيته وجماهيريته التي حققها عن طريق الغناء ببرنامج ممسوخ من رامز جلال، والحقيقة أن سقوط فؤاد في هذا الفخ يرجع إلي أن فؤاد عرف عنه تقديم أغان لها خصوصية يغنيها الناس في الشوارع منذ

منتصف الثمانينيات من القرن الماضي، وحققت نجاحات علي مستوي العالم العربي عكس رامز الذي لم يكن يوماً نجماً في عالم التمثيل، بل أنه استمد نجوميته، وشعبيته من هذه النوعية من البرامج، وبالتالي كانت خسائر فؤش أكبر من مكاسبه، وبما أن فؤاد كان قد قرر دخول عالم البرامج فكان يستطيع أن يفعل ذلك ببرنامج يليق به، وبنجوميته، وتركيبة شخصية فؤاد تتحمل أن يقدم برنامجاً إنسانياً أو حتي توك شو والأجمل لو ظهر في برنامج غنائي يعطي الشباب والمواهب الجديدة جرعات من خبرته، وهذا هو دور الفنان الحقيقي بعد أن يصل إلي مرتبة معينة، أن يقدم خلاصة تجاربه للشباب، وفؤاد من الفنانين الذين نحتوا في الصخر حتي يصلوا لتلك المكانة التي وصلوا إليها، بدأ من الصفر حتي أصبح نموذجاً للمطرب الناجح، وزاحم كبار نجوم الغناء في مصر والعالم العربي، وكان ينظر له في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي علي أنه مستقبل الغناء، لأنه المطرب الوحيد في جيله الذي جمع بين فئات جماهيرية مختلفة من الشعب المصري والعربي علي عكس مطربين آخرين من نفس جيله كانوا يلعبون علي شريحة واحدة.. لذلك محمد فؤاد ربما يحتاج لفترة كي يعالج خطأ تقديم هذا البرنامج، في ظل ردود الأفعال السلبية التي حققها، والغريب أن يعرض «فؤش في المعسكر» في الوقت الذي كان فيه فؤاد عائداً من دبي بعد تعيينه سفيراً للنوايا الحسنة.
هذه البرامج التي تعتمد علي المقالب تدخل بيوت كل المصريين وبالتالي فالأطفال والكبار يشاهدونها والأغلبية شعروا بحالة من الاستفزاز منها، وأتمني أن يعود رمز وفؤاد إلي مواقع التواصل والناس في الشارع لمعرفة رأيهم، وعليهما ألا ينصطا لرأي الشلة المحيطة بهما، فالشارع له رأي آخر.