عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف تتجلى أوجاع المرأة فى لوحات أردنية

بوابة الوفد الإلكترونية

ما يخشاه المبدع هو أن يشعر، في لحظة ما، أنه غير قادر على الكتابة والعزف والرسم. وما يخيفه أكثر، هو الإحساس المدمر بأنه لم ينجز شيئا. هذا القلق يراه رواد المعارض التشكيلية للفنانة الأردنية بسمة النمري لأول وهلة في لوحاتها، كانطباع أول، ويلمسه القراء في المجموعة القصصية "حجرة مظلمة" لأنها تتحدث بلسان أبطالها عن خريف الأحبة وجفاف العود ووجع اليباس.

ولكن كل هذه الهواجس تزول وتتلاشى عندما تقترب أكثر من الكاتبة الفنانة، أو تقرأ كل ما كتبت، أو تتوقف أمام لوحاتها التي تشي بعطاء إبداعي متواصل مسيج بربيع دائم،  وإذا كانت إبداعاتها موشحة بالقلق والحزن والانتظار، فلا خوف عليها من خطر الجفاف. ففي لوحاتها، كما قصصها، جمالية شاعرية وصلاة صامتة. وعندما تمسك بسمة ريشتها الناعمة لترسم لوحتها تشتاق إلى التكوين اللوني، كما الشاعر الذي يطلق القصيدة من أعماق ذاته، ولا يعجبها إلا ما يشبهها، لذلك جاءت تشكيلاتها أقرب إلى مناديل الليلك وقناديل البنفسج، المنحاز إلى الأحمر والأزرق .
أما ككاتبة فهي رائدة القصة اللمحة ذات الأسلوب المتميز، وقصصها بالغة الإيجاز لماحة، ومكثفة. والأديبة والفنانة بسمة النمري تكتب كما ترسم، أو ترسم كما تكتب، لذلك تقاسم الرسم والكتابة وقتها وعمرها باعتدال وعدالة وبلا انحياز فأبدعت رغم التباس الفكرة ومعاناة الخيال. ولكنها عندما تستيقظ في الصباح تجلس في خلوة مبكرة مع نسائها المعلقات على الجدران

داخل إطار اللون يراقبنها من بعيد وهي  تستقبل يومها الجديد بمنتهى التفاؤل، تحاكي كل لوحة بلغة العيون، فالعيون هي التشكيل البارز في تكوينها، لأن الفنانة تعتقد أن العيون هي النافذة المطلة على عمق الفنان وكاشفة أسراره، ولاعتبارها أن اللوحات كائن حي ينبض بالحياة ، يصاحبها التساؤل الدائم : هل الفنان يصنع اللوحة، أم اللوحة تصنع الفنان؟
باعتقاد الأديبة الفنانة أن اللوحة هي التي تصنع الفنان، وأنها علمتها الكثير، علمتها كيف تقبل نفسها بل كيف تحبها . لذلك تعلقت بلوحتها وتعاملت معها ككائن حي. وتروي بسمة كيف لاحقت  بطلة إحدى لوحاتها من شارع إلى شارع في تلك المدينة الماطرة إلى أن استوقفتها على ذلك الرصيف، وتجسدت في لوحة جديدة أخذت مكانها بهدوء وسكينة على الجدار، وبالقرب من الفنانة التي أرهقتها المخيلة الضاغطة على روحها المرهفة، وهي المؤمنة بأن لا حياة بلا فن ولا فن بلا كتابة.