رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عيد الحب نافذة أمل لاستبدال الرصاص بالزهور

بوابة الوفد الإلكترونية

دق عيد الحب ( الفالنتين ) اليوم أبواب البشر فى جميع أنحاء العالم من شرقه لغربه ، باعتباره مناسبة ونافذة أمل للجميع لنفض همومهم وآلامهم ولو ليوم واحد ، متغلبين على معاناتهم واشتراكهم في تسديد فاتورة الإرهاب ، وشعارهم " لنستبدل رصاص الغدر بزهرة حمراء".

وتضامنا مع العالم انتقلت انتفاضة الحب لمصر ودق نبضها الشرايين ، ورغم ما يعانيه المصريون من حزن وأزمات طاحنة ، وحرب ضروس ضد الإرهاب والخونة والإخوان ، إلا أن مزاجهم العام ساده اليوم روح التفاؤل ، وساعد الشتاء ببردة القارص الشديد على لمة الأسرة والأصدقاء والمحبين فأعطى إحساسا بدفء المشاعر ودفء الأماكن .
هدايا الفالنتين قاومت الحزن فى الأحياء الشعبية والغنية على ضحايا حادثة العريش وأستاد الدفاع الجوى والمختطفين فى ليبيا وشهداء الشرطة والجيش والقنابل المتفجرة هنا وهناك ، كما قاومت الأرواح المختنقة بغبار يحجب عنها وجه المستقبل ، ومحال الهدايا أكتظت بالدباديب والقلوب الحمراء والشيكولاتة والزهور .
أروع ما فى هذا اليوم أنه يذكر الإنسان بوجود قوة آلهية اسمها "الحب " ، فدموع أهالي المختطفين فى ليبيا هى على غموض مصير محبيهم ، ودموع الأمهات والأرامل والمكلومين على فراق الحبيب الذى استشهد برصاص الغدر ، ودموع الآباء والأبناء ورفاق الدرب الصادقين فوق أجساد الراحلين حزنا على فراق الحبايب .
الحب إشارات يرسلها المخ الى القلب فينبض بلحن ينير الظلمات ، تلك المشاعر وهذا والنبض الذى لا يخلوا من المرور على قلوب العاشقين محمولا باجنحة السعادة التى تغمرنا فى أحضان أمهاتنا وآبائنا وا بنائنا والأخوة والمقربين .
اليوم تلونت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي باللون الاحمر "احتفالا بعيد الحب " ، وانتشرت عبر صفحاتها عبارات التهنئة وصور الورود الحمراء والتعليقات المليئة بالتفاؤل ، واعتمد المحبون على استخدام عدد من التطبيقات الالكترونية لتهنئة من يحبونهم واشهرها التطبيق الشهير بتبادل الصور والذكريات الجميلة التى لاتنسى .
ليس من شك فى أن الفعل هو الذى يحدد للكلمة مدلولها وقيمتها وان الممارسة هى التى تحسم فى النهاية صواب أو خطأ صياغة النظرية ، وهذا ما حدث بالفعل بالنسبة لعيد الحب

، فبعد مايزيد على 1700 عام يبقى اسم القديس فالنتين ايقونة الحب والسلام ورمزا لهما ، وتبقى ذكرى وفاته عيدا تحتفل فيه كل شعوب الارض .
فكانت أول بطاقة كتبت للحب كتبها فالتين فى الليلة السابقة لإعدامه ، وكانت لابنه سجانه الذى وقع فى غرامها بعد أن عالجها من العمى ، أما الشباب فهم من تحمل من اجلهم الصعاب ودفع حياته ثمنا لتزويجهم ضاربا عرض الحائط باوامر الإمبراطور "كلوديوس الثانى " بمنعهم الزواج بهدف دعم جيشه بعدد كبير منهم لمحاربة الديانة المسيحية التى استشرت فى أوصال امبراطوريته الوثنية .
سرا قام الكاهن المسيحى فالنتينوس بدعوة الشباب الرومانى الى الزواج طبقا لتعاليم الديانة المسيحية ، وعندما علم الإمبراطور بتحركاته امر باحضاره ليستجوبه ، ورغم محاولاته رفض الكاهن التحول الى الوثنية ورفض الإمبراطور اعتناق المسيحية ، وأمر بسجن فالتين ، ومع استمرار دعواته من داخل محبسه بزواج الشباب ، لم يجد كلوديوس حلا إلا بقطع راس الكاهن وكان ذلك فى الرابع عشر من شهر فبراير عام 269 .
وتخليدا لذكراه فقد جعلت الكنيسة الكاثوليكية هذا اليوم عيدا للحب والمحبين ، وأصبحت تضحية القديس فالتين طريقا يسير عليه العالم اجمع ، وبقى اسمه رمزا للحب والسلام ، وذكرى وفاته عيدا تحتفل فيه كل شعوب الأرض باظهار مشاعر الحب ، ومازال قبره حتى يشهد على شجاعته وعنوانا للإيمان والحب الطاهر.