رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مانديلا.. قصة كفاح ضد العنصرية

بوابة الوفد الإلكترونية

 

تحل اليوم ذكرى الإفراج عن زعيم المؤتمر الوطني الأفريقي نيلسون مانديلا بعد سجن استمر 27 عامًا من قبل سلطة جنوب أفريقيا العنصرية.

وكان مانديلاً سياسيًا محنكًا، واشتهر بمناهضته لنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، وتقلد منصب رئيس جمهورية جنوب أفريقيا ليُصبح أول رئيس أسود لها، عقب فوزه في أول انتخابات متعددة وممثلة لكل الأعراق.

وركزت حكومته على تفكيك إرث نظام الفصل العنصري من خلال التصدي للعنصرية المؤسساتية، والفقر، وعدم المساواة، وتعزيز المصالحة العرقية.

ميلاد مانديلا ونشأته:

ولد مانديلا في قبيلة الطهوسا فى 18 يوليو 1918، للعائلة المالكة تهمبو، ودرس القانون في جامعة فورت هير، وجامعة ويتواترسراند، وعاش في جوهانسبورغ وانخرط في السياسة المناهضة للاستعمار.

نشاط مانديلا السياسى:

انضم مانديلا إلى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي عام 1942، الذي كان يدعو للدفاع عن حقوق الأغلبية السوداء في جنوب إفريقيا، وأصبح عضوًا مؤسسًا لعصبة الشبيبة التابعة للحزب.

برز مانديلا على الساحة  السياسية في عام 1952 في حملة تحدِ من حزب المؤتمر الوطني الأفريقي، وانتخب رئيس لفرع حزب المؤتمر الوطني بترانسفال، وأشرف على الكونجرس الشعبي لعام 1955.

عمل مانديلا كمحامِ، وكان يحث على الاحتجاجات غير العنيفة، وبالتعاون مع الحزب الشيوعي في جنوب أفريقيا، وشارك في تأسيس منظمة رمح الأمة المتشددة وفي تلك الفترة أصبح مانديلا قائدًا لحملات المعارضة والمقاومة.

ودعا مانديلا في البداية للمقاومة غير المسلحة ضد سياسات التمييز العنصري، لكن بعد إطلاق النار على متظاهرين عزل في عام 1960، قرر مانديلا وزعماء المجلس الإفريقي القومي فتح باب المقاومة المسلحة.

اعتقال نيلسون مانديلا وسجنه:

في عام 1961 أصبح نيلسون مانديلا رئيسًا للجناح العسكري للمؤتمر الوطني الأفريقي،  وفي أغسطس 1962 تم اعتقاله وحُكم عليه لمدة 5 سنوات بتهمة السفر غير القانوني، والتدبير للإضراب.

وفي عام1964، حكم عليه مرة أخرى بالسجن مدى الحياة لتهمة التخطيط لعمل مسلح، ولكنه مكث فى السجن 27عامًا، أولاً في جزيرة روبن آيلاند، ثم في سجن بولسمور، وسجن فيكتور فيرستر.

خلال سنوات سجن مانديلا  الـ27، أصبح النداء بتحريره رمزًا لرفض سياسة التمييز العنصري، وفي 10 يونيو 1980 تم نشر رسالة استطاع مانديلا إرسالها للمجلس الإفريقي القومي قال فيه"اتحدوا.. وجهزوا.. وحاربوا.. إذ ما بين سندين التحرك الشعبي، ومطرقة المقاومة المسلحة، سنسحق الفصل العنصري".

قامت حرب أهلية طاحنة بين البيض والسود، وفي عام 1985 عُرض على مانديلا إطلاق السراح مقابل إعلان وقف المقاومة المسلحة، إلا أنه رفض العرض، وبقي في السجن حتى 11فبراير 1990، ليتم إطلاق سراحه عقب نجاح الضغوط والمطالبات الدولية بالإفراج عنه ومثابرة المجلس الإفريقي القومي، وسط

حرب أهلية متصاعدة.

أصبح مانديلا رئيسًا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي ونشر سيرته الذاتية، وقاد المفاوضات مع الرئيس دي كليرك لإلغاء الفصل العنصري، وإقامة انتخابات متعددة الأعراق في عام 1994 قادت حزب المؤتمر إلى الفوز.

رئاسة مانديلا لجنوب إفريقيا:

وأصبح مانديلا أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا فى مايو 1994 وخلال فترة حكمه شهدت جنوب إفريقيا انتقالًا كبيرًا من حكم الأقلية إلى حكم الأغلبية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في محاولة لنزع فتيل التوترات العرقي.

وأسس مانديلا  دستورًا جديدًا، ولجنة للحقيقة والمصالحة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في الماضي، واستمر شكل السياسة الاقتصادية الليبرالية للحكومة، وعرضت إدارته تدابير لتشجيع الإصلاح الزراعي ومكافحة الفقر وتوسيع نطاق خدمات الرعاية الصحية.

وبعد انتصار المشروع الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا مع مطلع التسعينيات توقع كثير من المراقبين أن يحل الصراع الدموي بين"الزولو" و"المؤتمر" محل الصراع السابق بين السود عمومًا والبيض، ولكن مانديلا، خيب جميع تلك التوقعات، حيث دمج "الزولو" ضمن المشروع الوطني الأفريقي، ورسخ دعائم مجتمع الديمقراطية والمساواة.

مانديلا بعد الرئاسة:

وامتنع مانديلا عن الترشح لولاية ثانية، وخلفه نائبه تابو إيمبيكي، ليُصبح فيما بعد رجلاً من حكماء الدولة، ركز على العمل الخيري في مجال مكافحة الفقر وانتشار الإيدز من خلال مؤسسة نيلسون مانديلا.

وأثارت فترات حياته كثيرًا من الجدل، شجبه اليمينيون وانتقدوا تعاطفه مع الإرهاب والشيوعية، كما تلقى كثيرًا من الإشادات الدولية لموقفه المناهض للاستعمار وللفصل العنصري.

وحصل مانديلا على  أكثر من 250 جائزة، منها نوبل للسلام 1993، و ميدالية الرئاسة الأمريكية للحرية، ووسام لينين من النظام السوفييتي، ليتحول مانديلا إلى أيقونة إنسانية ضد التفرقة العنصرية، حازت على الاحترام العميق في بلدان العالم أجمع وفي جنوب أفريقيا خاصة.