رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مـحتالو الإنترنت يسبقون الدراسات فى حيل الإقناع

بوابة الوفد الإلكترونية

أصبح مجرمو الاحتيال يتسلحون بحيل نفسية غاية فى الدهاء والتطور كى يجعلون أيا كان عرضة لخداعهم بحسب ديفيد موديتش الذى يعمل مع باحثين لكشف الأشخاص الأكثر عرضة للاحتيال عبر الإنترنت مثل العازبين والعازبات الساعين وراء شريك العمر، بل حتى الأكاديميين وأصحاب الخبرة ممن وقعوا ضحايا للاحتيال عبر الإنترنت.


ويؤكد فرانك ستاجانو وهو باحث يدرس الخصوصية والأمن فى جامعة كامبريدج على خطورة حيل الاحتيال بقوله:" أتفاجأ ببراعة المحتالين الذين اكتشفوا مبادئ الإقناع بدون دراسات علمية بل أعتقد أنهم يعتمدون شبكات تواصل فيما بينهم لتبادل الخدع الفعالة فى الإيقاع بالضحايا.
تشير بى بى سى إلى أبحاث فى جامعة كامبريدج حول ضحايا الاحتيال عبر الإنترنت، لتوضح إنه من السهل الاعتقاد أن ضحية الاحتيال عبر الإنترنت هو مجرد شخص أمى سهل الانقياد إلا أن الأدلة تشير إلى أن الضحايا من كل فئات المجتمع من أميين ومتعلمين بل حتى الأكاديميين.

خذ مثلا بول فرامبتون وهو خريج جامعة أكسبريدح وبرفسور فيزياء فى جامعة نورث كارولينا وقد حكم عليه بالسجن 5 سنوات لتهريب المخدرات فى الأرجنتين بعد وقوعه ضحية لمواقع الزواج والمواعدة، كذلك حال جون ورلى وهو طبيب نفسى يعد من أكثر الناس دراية بنوائب الحياة لكنه حوكم عام 2005 بتهم احتيال مصرفى وتبييض أموال بعد وقوعه ضحية لرسائل الاحتيال النيجيرية المعروفة.

حيث اتصل به شخص يزعم أنه مسئول نيجيرى يستنجد طلبا للمساعدة فى نقل أموال طائلة خارج البلاد ويلزمه مبلغ بسيط لذلك يتبعه كالعادة طلب مبلغ بسيط آخر وهكذا دواليك. لكن وورلى أدين بتهمة محاولة تبييض أموال وحكم عليه بالسجن سنتين.
ويثبت ذلك أنه لا الذكاء ولا الخبرة يحصنان بحماية كافية فى وجه المحتالين، حيث وجد الباحث أن كبار السن من ذوى الخبرة الكبيرة وكذلك المتعلمين كانوا من ضحايا الاحتيال عبر الإنترنت.

بعض الخصال التى تجعلك عرضة للاحتيال عبر الإنترنت، بحسب الاستقصاء الذى أجرته الجامعة هناك كل من ضعف ضبط النفس وهو جانب خطير، لكن الصفات الأخرى تتضمن مثلا الثقة بطرف فى موضع مسئولية والرغبة بتقليد الآخرين من الأصدقاء أو الميول للتصرف بنمط

متسق.

يكسب المحتال أحيانا ثقة ضحيته حين يزعم أنه لديه صديق مشترك معك وأحيانا ينتحل شخصية مسئولة- طبيب أو محام ليبدو مقنعا أكثر. هناك خدع تمهيدية لا تتضمن سرقة المال فى البداية بل ترسيخ تصرف ما ليتم لاحقا استغلال هذا التصرف إزاء النقود مثل ألعاب البطاقات، التى تولِّد الاستعداد للوقوع ضحية خدع محددة، وتشبه أساليب الاحتيال طرق التسويق والإقناع المعروفة بل أن بعضها يتفوق فى الإقناع.

هناك أسلوب التسويق الذى يعتمد على الوقت والذى يدعو الضحية للتصرف بسرعة (ألا تبدو عبارة التسويق "سارع بالشراء قبل نفاد الكمية- أو الكمية محدودة" مألوفة لديك؟) وطلب الاستعجال يهدف لمنع الضحية من التفكير مليا بما يقدم عليه ومنعه من ممارسة ضبط النفس.

ثم يعمد المحتالون أحيانا لمبدأ الإقناع الذى يستند للحجة أى الأشخاص الذين يمكن أن تثق بهم، طبيب أو محام أو شخصية معروفة، أو مبدأ "القطيع" أى الاندفاع لتقليد الآخرين والأصدقاء.

كما تزخر جعبة المحتالين بحيل جديدة مثل الإلهاء بصورة جذابة، لمنع الضحية من التفكير بعقلانية كما هو الحال فى مواقع الزواج. بل يتلاعب المحتالون بإثارة الجشع وميول الإجرام فى سبيله بجعل الضحية يقدم على تصرفات إجرامية مثل قبول تهريب الأموال وتبييضها ضمن حيل البريد النيجيرى المألوفة.

وأحيانا يعتمد "فنانو" الاحتيال على المشاعر النبيلة لدى الضحية فى أعقاب حدوث كارثة إنسانية بإرسال طلب مساعدة وإرسال أموال لإنقاذ ضحايا الكوارث.