إيطاليا تحارب الحاكم الفاسد بـ "البرتقال"
يتدفق مئات الإيطاليين على بلدة إيفريا هذه الأيام، استعداداً لإحياء ذكرى حرب البرتقال التاريخية تلك التي شهدتها شمال البلاد، فهذه الحرب تعود إلى القرن الـ 12،
عندما رفضت ابنة طحان بالبلدة ممارسات ظالمة يجريها حاكم البلدة الفاسد، وهو ما دفعها إلى قطع رأسه وتحرير البلدة من طغيانه، فانقسم الإيطاليون بعد الإطاحة بالحاكم بين مؤيد لقتله وبين النبلاء الرافضين لهذا الأسلوب من تصفية الحاكم، واشتعلت الحرب بين الجانبين، وكان السلاح المستخدم فى هذا العصر هو البرتقال، الذى كان متوافراً بكثرة، فى حين لم تتوافر لهم أسلحة حقيقية، وقد أصبح البرتقال فيما بعد رمزاً لرأس الحاكم.
وتم استعادة هذه الفكرة في ثلاثينيات القرن الماضي، لتذكير الحكام فى العصور الحديثة بالمصير الذى يمكن أن يؤول إليه أى حاكم فاسد، ولكن بصور رمزية واحتفالية تثير المرح أكثر منها إثارة
وتستدعي هذه المعركة أحداث التمرُد والعصيان ضد الحاكم المستبد، إذْ ينقسم المشاركون إلى فريقين أحدهما يمثل طائفة النبلاء، والثانية تمثل عامة الشعب، فيما يمثل البرتقال رأس الحاكم المستبد، وقد اصبح هذا الاحتفال يقام سنويًا، ويشارك في الاحتفال حشود ترتدي أزياء القرون الوسطى، وينخرطون في قذف بعضهم البعض بنحو 500 طن من البرتقال الذي يحضرونه من جزيرة صقلية.