رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

باسم يوسف.. صائد الأخطاء فى شباك الأعداء

بوابة الوفد الإلكترونية

اقتحم مجال الإعلام من باب تصيد أخطاء الآخرين وتسليط الضوء عليها بشكل ساخر، ما صنع له جماهيرية واسعة عبر برنامجه "البرنامج"، الأول من نوعه والأشهر فى العالم العربى، حتى صار المصرى باسم يوسف، الساخر الأول عربيًا.

سخرية وانتقادات الساخر الطبيب باسم يوسف اللاذعة صنعت له أيضًا ثأرًا مع قاعدة جماهيرية أخرى نالت منها سهام انتقاداته ذات يوم، ولم يتخيل أصحاب تلك الثارات أن باسم نفسه هو من سيهديهم فرصة الثأر منه فى "مقال من ذهب"، كما اعتبره منتقدوه.
فالمذيع الساخر نشر عبر إحدى الصحف الخاصة – الشروق -  مقالاً صحفيًا أمس الثلاثاء بعنوان "لماذا لا يهتم بوتين؟" لاقى قبولاً كبيرًا بين متابعيه وقرائه، إلا أن أحمد عبد الحميد، مدير قسم الترجمة والبحوث فى موقع "ساسة بوست" الإلكترونى، فجَّر مفاجأة من العيار الثقيل.
المفاجأة هى أن المقال عبارة عن نص مترجم بحذافيره من مقال منشور قبل عدة أيام على موقع "بوليتيكيو" الأمريكى، وترجمته للعربية بنصه الأصلى مختصرًا "ساسة بوست"، مع إشارة للمصدر قبل أسبوع، بحسب "ساسة بوست".
وتابع عبد الحميد، فى تدوينة له عبر صفحته على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعى، أن "باسم يوسف لم يكلف نفسه حتى عناء اختيار نهاية أخرى، كل ما أتعب نفسه فيه هو كتابة أفكار المقال كما هى، ربما أضاف عليها دخلة شيقة، ثم كتبها كلها بالعامية المصرية".
وساخرًا أضاف: "تعلمنا سابقًا أن تكتب مقالاً من مصدر واحد وتذكره فإنه اقتباس، وإن لم تذكره فإنها سرقة، أما قراءة وتلخيص من عدة مقالات اسمه بحث، ثم يظهر مجهود الباحث فى دمج الأفكار، أما أن تكتب مقالاً للرأى فى جريدة كبرى، وتقتبسه كله وتنسبه لنفسك، ثم يخرج ملايين من الناس يهتفون باسمك؛ تصبح باسم يوسف".
ونقل تدوينة عبد الحميد 5000 ناشط على "فيس بوك"، وأبدى إعجابه بها 3000 ناشط آخر حتى الساعة 20: 00 "ت.غ".
ومع إثارة الموضوع قام باسم يوسف بتحديث مقاله على موقع جريدة "الشروق" بإضافة سطر واحد هو: "لمحاولة فهم زاوية جديدة للصراع فى القرم استعنت بعدة مقالات من بن جوده فى موقع بوليتيكو، وتيموثى سنايدر فى نيويورك ريفيو، إلى جانب ما نقل من وكالات الأنباء".
وهنا كان لمترجم المقال الأصلى، عبد الحميد، جولة أخرى مع باسم يوسف؛ إذ رد عليه عبد الحميد بعمل تحديث لتدوينته الشهيرة التى انتقد فيها باسم بالقول: "النت بيشيل نسخة من كل حاجة يا معلم، ما حدش قالك ولا إيه؟".
وقام عبد الحميد بنشر نسخة من المقال قبل التعديل، ليثبت أن يوسف لم ينسب المقال لمصادره الحقيقية فى البداية، وأعقب هذه الخطوة بلفت النظر إلى تاريخ نشر المقال الذى لم يُحدث مع تحديث باسم يوسف، وظل كما هو فى آخر ساعات من يوم 18 مارس.
واعتبر عبد الحميد فى تدوينته أن "الجريمة ليست فى أن باسم يوسف مُصر على عدم الاعتذار

فقط، الجريمة فى إصراره على تبرئة نفسه من تهمة سرقة المقال"، على حد تعبيره، "رغم نشر الحقيقة لكل الناس ومعرفتهم بها، إلا أنه متمسك فى إصلاح الأمر دون اعتذار، وكأن شيئًا لم يكن."
وبعد ثبوت أن المقال الأصلى لباسم يوسف تم نشره دون توثيق مصدره الحقيقى اضطر باسم إلى الاعتذار عن عدم إضافة مصادره، وأقر بأن المصادر تمت إضافتها إلى المقال فى وقت متأخر، وأنه يتحمل المسئولية الكاملة عن ذلك عبر تغريدة له باللغة العربية، من خلال حسابه الشخصى على موقع "تويتر" للتدوينات القصيرة.
هنا دخل طرف جديد على خط اصطياد خطأ باسم يوسف كما يفعل الساخر الشهير مع من ينتقدهم، وهو الكاتب "Ben Judah" (بن جوده) صاحب المقال الأصلى.
حرص بن جوده على زيارة حساب باسم يوسف عبر "تويتر" ليدون له سؤالاً بالإنجليزية: "لماذا قمت بقص ولصق مقال لكاتب صهيوني؟"، كما وصف بن جوده نفسه.
ثم استدرك فى تغريدة أخرى : "لماذا نسخه (باسم)؟ لعله أعجب به؟ لا تفعل ذلك مجددًا.. هذا يعد اتصالاً مع الكيان الصهيونى".
هذه المرة رد باسم يوسف على الكاتب الإسرائيلى بتغريدة باللغة الإنجليزية جاء فيها: "لماذا لم يذكروا إشارتى إليك كمصدر فى آخر المقال؛ لأنه لا أحد يقرأ حتى النهاية".
التناقض الصارخ بين تغريدتى يوسف بالإنجليزية والعربية أشعل فتيل الأزمة مجددًا على مواقع التواصل الاجتماعى، ولم يخفف منها قيام باسم يوسف بنشر اعتذار رسمى على موقع جريدة "الشروق" صباح اليوم الأربعاء.
وفى الاعتذار أقر باسم بأنه أخطأ ومر عليه سهوًا ذكر "المصدر".
فيما دشن النشطاء أكثر من "هاشتاج" لتداول آرائهم بشأن تفاصيل الواقعة عليها وهى: #باسم_طلع_حرامى، #كسر الأصنام، #امسك حرامى.
وللمرة الأخيرة، دوّن أحمد عبد الحميد عن تلك الواقعة قائلاً: "فريد زكريا مذيع cnn الشهير والكاتب بجريدة التايم، نقل عنى مقالاً بعنوان «حق حمل السلاح» دون أن يشير إلىّ كمصدر؛ فكانت النتيجة هى إيقافه لمدة شهر رغم اعتذاره".