رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشهيد عبدالمنعم رياض.. القائد الرمز

الشهيد عبدالمنعم
الشهيد عبدالمنعم رياض

يتزامن احتفال مصر والقوات المسلحة بيوم الشهيد مع  ذكرى استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة عام 1969 خلال معارك الاستنزاف، الذى ضرب المثل لشجاعة القائد وجسارته من أجل تحقيق الواجب الوطنى، حيث توجه الى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج القتال.


النشأة وسنوات التكوين

ولد الفريق أول عبدالمنعم رياض فى 22 أكتوبر عام 1919 فى قرية «سبرباى»، إحدى قرى مدينة طنطا بمحافظة الغربية، ويعود نسبه لأصول عريقة، فوالده "محمد رياض" واحد من رعيل العسكريين المصريين القدامى الذى اشتهر عنه الانضباط والأصاله العسكرية.

مراحل التعليم
كان عبدالمنعم رياض طفلاً ذكيًا نشيطًا لماحًا، يمتاز بحب الاستطلاع والاكتشاف مما جعله يسبق أقرانه فى تفوقه العمرى بمراحل، وكان والده يتنبأ له بمستقبل باهر، وكان يوجه أسئلة كثيرة لأبيه عن عمله وعن حياته العسكرية.
كان "عبدالمنعم" يذهب للكُتاب، ويحفظ أجزاء من القرآن، وقد حصل على الشهادة الابتدائية عام 1931من مدرسة الرمل بالإسكندرية، وتوفى والده وهو مازال فى الثانية عشرة من عمره، وتولى مسئولية رعاية والدته.
وفى المرحلة الثانوية بدأت تتشكل شخصيته ويتحدد هدفه، وكان له اهتمامات أخرى بالرياضة والكشافة والبلاغة، وعرف عنه حبه للزعامة وقدرته على احتواء زملائه، ثم  التحق بالكلية الحربية فى 1936، وحقق حلمه، وتفوق على ذاته، وكان يحيا بفكر ضابط وعقلية عالم، وكان دائمًا صاحب فكر ورأى مؤثر فى الأحداث، ولم يكن يرضى بالظلم أو الإهانة؛ مما جعله مشهورا فى كليته بعزة النفس والدفاع عن حقوقه وحقوق زملائه بكل أدب وشجاعة وكرامة.

رأيه فى العدو الإسرائيلى
كان يرى أن القوات الإسرائيلية مجرد برواز ساطع ولامع، ولكننا بمجرد أن نخترق البرواز لا نجد بداخله تفاصيل صورة حقيقية؛ فليس داخل البرواز اللامع شىء غير الفراغ.


مواقف إنسانية مع الجنود
فى إحدى زياراته للجبهة، وخلال مقابلة مع الجنود  فى إحدى الليالى الباردة، شاهد جنديًا يقف فى حراسته وهو يرتعد من البرد؛ فتوجه اليه وسأله عن معطفه؟ فأجابه الجندى قائلاً: لقد أعرته لزميل خرج فى مأمورية، فما كان من الفريق رياض إلا أن خلع معطفه وأعطاه للجندى ليرتديه، ووجه إليه كلامه قائلاً: فى الصباح لا تنسى أن تعيده إلىّ.

مشاعر الفريق نحو مصر
قال ذات مره لصديقه فكرى مكرم عبيد: "عايزين ننمّى فى أنفسنا حاسة الإحساس بالواجب، عارف لو كان كل واحد فى البلد عرف واجبه وحرص على تأديته بدوافع ذاتيه وبغير خوف من العقاب أو طمع فى الثواب، مفيش قوة فى العالم تقدر تقهرك يا مصر".

الساعات الأخيرة قبل استشهاده
قبل استشهاده بأسبوعين طلب من سكرتيره استمارة المعاش الخاصة به من شئون الضباط، والتى  بمقتضاها يصرف الورثة معاشه ومنحه 3 شهور، بالإضافة إلى مصاريف الجنازة، حيث تذكر الفريق  أنه لم يملأ هذة الاستمارة فى ملفه العسكرى، وقد عقد لسان سكرتيره وتساءل: هل يمكن أن يكون هناك ضابط بالجيش لم يملأ استمارة المعاش التى يتم ملؤها فور تثبيت الضابط برتبة الملازم؟!
ويذهب السكرتير والحيره والتشاؤم يملكانه إلى شئون الضباط لتنفيذ الأوامر، ويندهش الضابط المسئول عندما يكتشف أثناء مراجعته لملف رئيس الأركان أنه لم يملأ استماره معاشه بالفعل، وتملأ الاستمارة، ويحدد  فيها اسم شقيقته الدكتورة زاكية، وتوضع الاستماره  فى ملفه يوم الخميس 6 مارس، قبيل استشهاده بـ72 ساعة فقط!

يوم استشهاده
فى صباح يوم 9 مارس اختار رئيس أركان حرب القوات المسلحة عبدالمنعم رياض موقع نمرة 6 بالإسماعيلية الذى لا يبعد سوى 250 مترًا عن موقع العدو بالبر ليتوجه إليه؛ وذلك ليرى بنفسه تنفيذ خطة تدمير خط بارليف والتى بدأت بالفعل فى اليوم السابق، وفى عملية خسيسة مخالفة لكل الأعراف والقوانين الدولية انطلقت نيران العدو على موقع الفريق عبدالمنعم رياض، واستمرت المعركة التى قادها أكثر من ساعة ونصف، ولكن شاء القدر أن تسقط إحدى الدانات بالقرب من الحفرة التى قاد منها البطل المعركة ليستشهد القائد وسط جنوده، ويختم بذلك الفريق عبدالمنعم رياض حياة مليئة بالبطولات والإنجازات التى حققها هذا القائد على الصعيد العسكرى التى جعلت أساتذة الأكاديمية العليا للاتحاد السوفيتى يطلقون عليه «الجنرال الذهبى».

أقوال مأثورة للقائد الذهبى
• كن دائمًا بين جنودك فى السلم، ومعهم فى الصفوف الأمامية فى الحرب.
• كن قدوة صادقة لجنودك.
• لا تجعل جنودك، حتى فى أحلك الظروف واللحظات، يرون عليك علامات القلق والارتباك.
وقال أيضًا: "أخطاء الصغار صغيرة ويمكن معالجتها مادامت بغير قصد، وحتى فى حدود ممارستهم لحق التجربة والخطأ، أما أخطاء الكبار فإنها دائمًا كبيرة".
قال ذلك عندما كان ينتقد بعض القادة، وخاصة بعد هزيمة يونيو 1967م.

من تحذيراته
فى محاضرة ألقاها قبل عدوان يونيو 1967 بشهر واحد قال فيها "لن تكتفى إسرائيل برقعتها الحالية، إن الخطوة التالية عندها هى الاستيلاء على الضفة الغربية وجنوب لبنان، ولها تطلعات فى الإقليمين السورى والمصرى، تسعى إسرائيل الى التفوق النووى حتى تتغلب على وحدة العرب، وتعوض – عن طريق الرعب النووى –التفوق العربى الاقتصادى والبشرى".