عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إهمال سكر الحمل يعرض الأم للإجهاض وتشوهات الجنين

بوابة الوفد الإلكترونية

قد تفاجأ الأم الحامل أثناء متابعة الحمل أن نسبة السكر في الدم عندها أعلي من معدلاتها الطبيعية، وغالباً تكون أسرة هذه الأم لها تاريخ عائلي لمرض السكر، وتبدأ الأسئلة عن كيفية علاج السكر لدي الأم الحامل، وهل يستمر السكر بعد نهاية الحمل أم لا؟

يقول الدكتور صفا رفعت، أستاذ واستشاري الأمراض الباطنة والغدد الصماء والسكر: إن الخط العلاجي الأول لمرض السكر أثناء الحمل يكون بالتنظيم الغذائي الدقيق، ثم يأتي بعد ذلك استخدام الأنسولين، حيث يحظر علي الأم تناول أي أقراص مخفضة لنسبة السكر في الدم، ويتم تعديل جرعات الأنسولين بشكل منتظم بحيث لا ترتفع نسبة السكر في الدم علي 130 مجم، وبالنسبة لمريضة السكر التي كانت تعالج بالأقراص قبل الحمل فإنها أثناء الحمل تتوقف عن العلاج بالأقراص وتستخدم الأنسولين أثناء فترة الحمل والرضاعة، ثم تعود بعد ذلك لاستخدام الأقراص كما كانت من قبل، والمشكلة الأساسية لمرض السكر أثناء الحمل تكون في التليفات التي تحدث للأوعية الدموية التي تغذي المشيمة، وبذلك تقل كمية الغذاء والأكسجين التي تصل من الأم للجنين ما قد يعرضه للوفاة.
ويضيف الدكتور صفا رفعت: بالنسبة لمرحلة ما بعد الوضع للسيدة التي ظهر لديها مرض السكر لأول مرة أثناء الحمل فيكون بالمتابعة المستمرة بالتحليل، حيث إن معظم هذه الحالات يختفي منها مرض السكر بعد الولادة، إلا أن ظهور المرض أثناء الحمل يكون مؤشراً لإصابة هذه السيدة بمرض السكر في مرحلة عمرية تالية، أما بالنسبة للسيدات اللاتي تستمر نسبة السكر لديهن مرتفعة حتي بعد الولادة، فغالباً تنتقل من استخدام الأنسولين إلي استخدام الأقراص.
ويقول الدكتور شريف عبدالحميد، أستاذ أمراض النساء والتوليد والعقم بطب عين شمس: مرض السكر هو أحد أمراض الغدد الصماء ويرجع سببه إلي خلل في غدة البنكرياس التي تقوم بإفراز الأنسولين، وهناك العديد من أنواع مرض السكر، فقد يكون من النوع الأول الذي يحدث منذ الصغر ويكون في البنكرياس حيث يكون غير قادر تماماً علي إفراز أي كمية من الأنسولين في مواجهة ارتفاع السكر، ولذا يحتاج إلي العلاج بالأنسولين ولا يمكن علاجه بطريق آخر، أما النوع الثاني من السكر فيحدث في سن كبيرة وغالباً ما يكون هناك خلل في البنكرياس ولكن يمكن استثارة البنكرياس ببعض الأدوية لإفراز الأنسولين، وهنا يمكن علاج السكر بالعقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم، وقد يكون مرض السكر مرضاً ثانوياً لخلل بغدد أخري مثل الغدة الدرقية، وهناك آثار كبيرة للسكر علي الحمل، فالإصابة بمرض السكر أثناء الحمل قد تؤدي إلي حدوث إجهاض مبكر أو ولادة مبكرة أو تشوهات في الأجنة، خاصة في القلب والجهاز العصبي والكلي، وكذلك تؤدي الإصابة بمرض السكر إلي زيادة كمية السائل الإميوزي حول الجنين، وقد يتسبب مرض السكر في الإصابة بتسممات الحمل وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل، وقد يؤدي إلي الإصابة بالنزيف المفاجئ الحاد أثناء الحمل لانفصال المشيمة مبكراً عن موضعها في الرحم، وقد يؤدي إلي مضاعفات أخري

للجنين، يعد أبرزها الوفاة المفاجئة للجنين داخل الرحم، نظراً لاضطراب مستويات السكر والأجسام الكيتونية بالدم، ويؤدي كذلك الإصابة بمرض السكر إلي مضاعفات أثناء الولادة، حيث إن مريضات السكر يتميزن بتضخم هائل للجنين وزيادة وزنه عن المعدلات الطبيعية، ما يؤدي إلي تعثر الولادة وزيادة معدلات العمليات القيصرية وزيادة المضاعفات التي تحدث للأم والجنين أثناء الولادة.
ويضيف الدكتور شريف عبدالحميد: أما بالنسبة للجنين بعد الولادة فإنه يحتاج عادة إلي عناية خاصة، حيث أنه يعاني من نقص في نمو الرئة وبقية أعضاء جسمه بالرغم من اكتمال فترة الحمل، يتعرض كذلك إلي كل المضاعفات التي يعاني منها الأطفال المبتسرون رغم اكتمال عمره بالرحم، وهناك نوع من السكر يطلق عليه سكر الحمل وهو الذي ينتج من زيادة بعض أنواع الهرمونات التي تزيد سكر الدم أثناء الحمل حيث تعاني السيدة من مرض السكر فقط أثناء الحمل ويختفي تماماً بعد ذلك.
وينصح الدكتور شريف عبدالحميد السيدة الحامل بأنه يمكننا اكتشاف حالات السكر مع الحمل مبكراً عن طريق إجراء تحليل للسكر في أول زيارة للمريضة أثناء الحمل إلي اخصائي النساء والتوليد وإجراء منحني سكر وهو وسيلة أكثر تعقيداً لقياس استعداد السيدة الحامل للإصابة بالسكر، حيث يجري للسيدات اللائي يعانين من مخاطر للإصابة بالسكر أثناء الحمل مثل السيدات البدينات وما يطلق عليه السمنة المرضية أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكر أو ولادة أطفال كبيري الحجم، أو تعثر الولادة أو الإجهاض المتكرر أو الوفاة الجنينية مبكراً أو في أواخر الحمل، ويعتبر مرض السكر بالنسبة للسيدات المصابات به رفيق طريق، حيث إنه لا يوجد حتي الآن طريقة طبية للشفاء التام من مرض السكر ولكن عن طريق المتابعة الطبية والانتظام في العلاج فإننا نستطيع أن نتجنب جميع مضاعفات السكر ليس علي الأم والجنين فقط بل علي المرأة طوال حياتها، وتعتبر السيدة التي تتلقي رعاية طبية لمرض السكر كأنها غير مصابة به في حالة الالتزام بالعلاج ومتابعة الطبيب المختص.