عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كيف تقى نفسك من الإصابة بالديدان؟

بوابة الوفد الإلكترونية

تم اكتشاف أول مومياء فرعونية بها تكلسات من ديدان البلهارسيا منذ ألف ومئتي وخمسين عاماً قبل الميلاد تم رصدها من مصارف الري والترع للزراعة تحمل معها سيركاريا (طور رفيع لا يري بالعين المجردة)

تخرج من قواقع مياه النيل وفروعه لتدخل أجساد الملايين من شعب مصر من الفلاحين ومن يستخدمون مياه الترع والمصارف بدلاً من المياه النقية في حياتهم اليومية، ويسجل التاريخ كثيراً من المشاهير مثل عبدالحليم حافظ وكثيراً آخرين ممن كانوا من أصول ريفية عند نشأتهم وتعرضوا للإصابة في مقتبل العمر وعانوا كثيراً من مضاعفاتها علي الكبد والجهاز الهضمي والمسالك البولية وللأسف فقدناهم في منتصف العمر؟
ورغم أن ثيودور بلهارس اكتشف أن وراء المرض المنتشر في أرياف مصر بين الفلاحين ويؤدي إلي دم بالبول والبراز هو دودة سميت باسمه عام 1851 ورغم أن اكتشاف أول دواء للقضاء عليها عام 1938 واكتشاف أول علاج بالأقراص جرعة واحدة في أوائل الثمانينات في القرن الماضي، إلا أن البلهارسيا ومعدل انتشارها الواسع النطاق ما زالت هي المشكلة الصحية والبيئية رقم واحد في الريف المصري شمالاً وجنوباً.
ولكن هل ديدان البلهارسيا هي الديدان الوحيدة التي تكبد بلادنا معاناة صحية وخسائر اقتصادية؟
يجيب الدكتور يحيى الفقى، استشارى أمراض الكبد والجهاز الهضمى: الحقيقة أن أنواع الديدان المنتشرة فى بلادنا وتصيب الملايين من أفراد الشعب المصري لها قائمة طويلة من الفصائل من الثلاث عائلات الكبرى للديدان.
وعائلات الديدان الرئيسية الثلاث هي:
«الديدان المفلطحة» ومنها في مصر البلهارسيا ودودة الفاشيولا الكبدية التي ظهرت منها حالات إصابة كثيرة في العشر سنوات الماضية وتأتي عدواها من الخضراوات النيئة غير المغسولة جيداً.
و«الديدان الشريطية» وتنتشر من هذه العائلة الكثير من الفصائل في مصر تسمي مجملاً الدودة الشريطية ولكن أنواعها مختلفة وكذلك طرق ومصادر العدوى.
و«الديدان الأسطوانية» ومنها الطويل مثل الإسكاريس والأنكيلستوما وسترونجلويدز والأوكزيورس الذي لا يزيد طولها علي 1 سم وتشبه دودة المش ومشهورة باسم الديدان الدبوسية وهناك بعض الأنواع النادرة.
وتتفاوت أعراض الإصابة بالديدان والفئات التي تنتشر بينها من بعض الفصائل التي لا تسبب أعراضاً إلي فصائل تسبب أعراضاً كثيرة علي حاملها مثل ضعف عام أو أنيميا وهزال وعسر هضم وفقدان للوزن وإسهال أو إمساك قد يصاحبه نزيف متقطع رغم وجود شهية جيدة للطعام ومثال ذلك الأنكيلستوما والإسكاريس، وهناك أنواع أخرى تسبب حكة جلدية في الجلد بصفة عامة وعند فتحة الشرج بصفة خاصة مثل ديدان الأوكسيوريس الشهيرة باسم الديدان الدبوسية التي تنتشر بين الأطفال، خاصة أثناء الدراسة لدرجة أن وجود مريض كبير بالسن يعاني من الأوكسيورس يدفعنا دائماً في العيادات إلي سؤاله عن وجود أطفال في نفس المنزل حيث تبدأ العدوي غالباً من الأطفال الكبار.
وقليل من الديدان هي التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة في البراز وأشهرها الأوكسيوريس التي تشبه ديدان المش وطولها حوالي 1 سم ولكن يمكن رؤية أنواع أخرى بالعين المجردة حية أو ميتة مثل الأنكليستوما والإسكاريس

وأنواع الديدان الشريطية وسترونجلويدز.
ولكن متي يشتبه الطبيب في أن مريضه مصاب بأحد انواع الديدان؟
يقول الدكتور يحيى الفقى: أول وأهم أسباب الاشتباه بإصابة دودية، خاصة بالأمعاء أن يكون المريض من منطقة ريفية حيث المعدلات الأعلي للانتشار دائماً في الريف المصري ثم في المناطق الحضرية الفقيرة التي تفتقر إلي مياه الشرب النقية ويوجد بها تلوث بيئي عال وعدم وجود وعي صحي بأهمية النظافة العامة والشخصية.
ويسترعي انتباه الطبيب أيضا وجود خلايا الحساسية بنسبة عالية أكثر من 4% في صورة الدم حيث يتعامل جهاز المناعة في جسم الإنسان مع الديدان وبويضاتها علي أنها جسم غريب يسبب حساسية متفاوتة الشدة من حكة جلدية في الجسم كله إلي ارتكارية حادة إلي مجرد وجود خلايا حساسة بالدم عالية النسبة مع عدم وجود مبرر آخر واضح في الفحص يبين سبب هذه الحساسية.
ويسترعي انتباء الأطباء لأعراض الديدان أيضاً وجود فقدان في الوزن وزيادة أو فقدان للشهية وعدم استجابة المريض للفيتامينات أو المقويات وهناك اعتقاد شائع بين الناس أن أهم أعراض الديدان المعوية هو المغص وآلام متفرقة بالبطن وعسر الهضم والانتفاخ، والحقيقة أن الأعراض المعوية هي الأكثر ندرة في إصابات الديدان، كما أن عدم رؤية الديدان بالعين المجردة أو في تحليل البراز العادي لا ينفي وجودها.
وعن كيفية الوقاية من الإصابة بالديدان، يشير الدكتور يحيى الفقى إلي أنه مازالت النصيحة الطبية رقم واحد هي غسل اليدين بكثرة يومياً وهي نصيحة تحمي من يتبعها من أكثر من 98% من الإصابات بأية أمراض معدية وليس الديدان فقط، ويلي ذلك النصح بغسل الخضراوات بعناية شديدة عدة مرات والطهي الجيد الكامل يقتل ما يتبقي من أي مصدر معدي في الطعام، وبالطبع فإن عدم التعرض المباشر بقدمين حافيتين لمياه الترع والمصارف باستخدام أحذية بلاستيك تصل إلي الركبة ربما لو اتبع من أيام الفراعنة لما سمعنا أو عرفنا شيئاً عن ديدان البلهارسيا الأخطر والأكثر انتشاراً في مصر.