عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أدوية الإيدز تحقق طفرة فى علاج فيروس الكبد B

بوابة الوفد الإلكترونية

يوصف التهاب الكبد المزمن لفيروس b بأنه الأكثر ضراوة وخطورة ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها: أن مضاعفات تليف الكبد وسرطان الكبد أعلى مائة ضعف في المرضى الحاملين لفيروس b، خاصة في حالة وجود التهاب كبدي مزمن من جراء الفيروس.

كما أن فيروس b هو الأكثر سهولة في سرعة العدوى عن طريق الدم ومشتقاته وأدوات الجراحة والأسنان وعن طريق المعاشرة الجنسية ومن الأم للجنين أثناء الحمل والولادة.
يقول الدكتور يحيى محمد الفقى، استشارى امراض الكبد والجهاز الهضمى وأستاذ محاضر أمراض الباطنة بالكلية الملكية البريطانية: تعتبر مشكلة فيروس b وما يسببه من التهاب كبدي المشكلة الصحية الأولى على مستوى العالم (350 مليون مريض) والمشكلة الصحية الكبدية الثانية في مصر (حوالي 4 ملايين مواطن مصري)، بعد فيروس C الذي ما زال يحتل المرتبة الأولى كمشكلة صحية في مصر (حوالي 15 مليون مواطن).
ورغم ضراوة الفيروس b وشدة خطورته على الكبد، إلا أن وجود التطعيم يمنع العدوى بنسبة تصل إلى 99% تجعل القلق من ظهور حالات جديدة أقل بكثير من الأخ الأكبر في مصر وهو الفيروس C الذي لا يوجد له تطعيم حتى الآن.
ويضيف الدكتور يحيى الفقى: مازالت المشكلة كبيرة وخطيرة، خاصة أن فيروس b شأنه شأن كل الفيروسات الكبدية المزمنة ليس له أعراض في أغلب المرضى والاكتشاف المفاجئ بمحض الصدفة هو الحال لأغلب المرضى عند السفر للخارج أو عند إجراء التحاليل الروتينية لسبب أو لآخر.
وهذا ما يجعل ظهور الكثير من الحالات في مراحل متأخرة من التليف الكبدي وتضرر وظائف الكبد ومضاعفات ذلك مثل تضخم الطحال ودوالي المريء واحتمالية حدوث سرطان الكبد مع فيروس b أكثر من أي فيروس آخر.
مراحل مرض الالتهاب الكبدي لفيروس b مختلفة ومتفاوتة الشدة حسب السن عند الإصابة، ففي الأطفال حديثي الولادة فإن العدوى من الأم تميل إلى أن تتحول إلى إصابة مزمنة في حالة عدم التشخيص والعلاج المبكر، والإصابة في العقد الثالث أو الرابع من العمر للأصحاء فلديهم نسبة شفاء تصل إلى 90%، خاصة في حالة حدوث التهاب حاد في بداية دخول الفيروس للجسم.
وتتوقف شدة الإصابة وقدرة الجسم على التخلص منها على عوامل أخرى كثيرة منها: كفاءة الكبد قبل الإصابة وكفاءة جهاز المناعة الطبيعي وعدم وجود أي ثغرات وراثية فيه قد تسمح بانتشار الفيروس من عدمه.
ويضيف الدكتور يحيى الفقى: يتبادر هذا السؤال يومياً على أذهان الكثير من المرضى بل والأطباء أيضاً الذين يتعاملون مع مشاكل أمراض الكبد في مصر هل هناك أمل فى الشفاء من الالتهاب الكبدى المزمن بفيروس b?
وللرد على هذا السؤال يجب أن نعرف أن المناعة الطبيعية للجسم عند البالغين (من فوق سن العشرين) لا تزال هي الأقدر على التخلص من فيروس b ويتمثل ذلك في حدوث التهاب حاد ورد فعل شديد من جهاز المناعة يقوم فيه بالتخلص من الفيروس بكل مكوناته بنسبة 90% وهو إعجاز رباني لا يماثله أي دواء خارجي نستخدمه حتى الآن.
أما العلاج الدوائي فالأدوية الفعالة المستخدمة مثل Lamuvidine والانترفيرون المحفز للمناعة الطبيعية فإن نسبة الشفاء الكامل محدودة وتقل عن 10%، وللأسف تتكون مناعة لعقار Lamuvidine في مدة تتراوح بين سنة وخمس سنوات من استخدامه وتوصي الدوريات العلمية باستخدامه طوال العمر حتى يحد فقط من انتشار الفيروس ومضاعفاته على الكبد.
ولكن مع كثرة الأدوية المستخدمة لعلاج مرضى فيروس الإيدز، خاصة الذين يعانون من فيروس b الكبدي معاً، فقد لوحظ أن لديهم استجابة رائعة في التخلص من الفيروس b رغم استمرار إصابتهم بالإيدز، وكان ذلك طرف الخيط الذي من خلاله بدأت الأبحاث العلمية تجربة أدوية فيروس الإيدز على مرضى الفيروس الكبدي b وكانت النتائج مبشرة جداً وأعطت بارقة أمل لمرضى الفيروس b غير المستجيبين للعلاج، والجرعات المستخدمة من هذه العقارات التي تستخدم لمرضى الإيدز فإننا نحتاج إليها بتركيزات أقل بكثير من مثيلاتها المستخدمة لعلاج مرضى الإيدز مما يجعلها بدون آثار جانبية تذكر، ومن أمثلة هذه الأدوية والتي حققت طفرة رائعة: Tenofovir - Adefovir - entecavir وأصبحت هذه الأدوية متوفرة على مستوى العالم ومصرح بها في مصر وقاربت نسب الشفاء الكامل من 40 و50%.. والأبحاث في السنوات القليلة القادمة تجري في عمل تراكيب من أكثر من دواء من هذه المجموعات الدوائية معاً وتبشر بنتائج أفضل وأفضل.