الصمم الوراثي أهم أسباب فقدان السمع في مصر
أكدت منظمة الصحة العالمية أن عددا كبيرا من الأشخاص يعانون من فقدان السمع، حيث يوجد أكثر من 360 مليون شخص حول العالم مصابون بفقدان السمع، وشخص من بين كل ثلاثة فوق سن 65 سنة.
ويقول الدكتور أحمد الموصلي استشاري الأنف والأذن والحنجرة تطالعنا كل فترة إحصائية عن زيادة نسبة ضعاف السمع والمصابين بالصمم بأنواعه المختلفة، وعلاج الصمم يعتمد أساسا على فهم دور الأذن في السمع وطريقة حدوث السمع ثم طريقة الوقاية والعلاج والصمم هو ضعف السمع الشديد ويمكن تقسيمه الى نوعين أساسيين، صمم توصيلي نتيجة مشاكل أو أمراض في الأذن الخارجية أو الوسطى، والنوع الثاني صمم حسي عصبي نتيجة أمراض بالقوقعة أو عصب السمع، كما يمكن تقسيم الصمم حسب سببه إلى أسباب خلقية يولد بها الشخص او نتيجة التهابات بكتيرية أو فيروسية، وأهم أسباب الصمم في مصر هي الصمم الوراثي حيث يولد أحيانا اطفال يعانون من عيوب خلقية بعضها يكون ظاهرا مثل تشوهات الأذن الخارجية وبعضها-وهو الأخطر- لا يكون ظاهرا مثل ضمور أو تشوه في القوقعة، والسبب الرئيسي في ذلك يعود إما إلى زواج الأقارب وهي عادة لا تزال منتشر بقوة في الريف أو نتيجة تعرض المرأة الحامل لأمراض مثل الحصبة الألماني أو تناولها بعض الأدوية الممنوعة للحوامل، ويزيد من مشكلة الصمم الوراثي صعوبة اكتشافه حتى سن متأخرة، وحسب شدة الحالة يكون العلاج هو استخدام سماعة طبية على ناحية واحدة أو على الناحيتين، أما في حالات الصمم الشديد فالحل هو زرع قوقعة وهي جراحة معقدة ومكلفة جدا، ويلاحظ ان زرع القوقعة ليست الزرع المعروف كما يتبادر إلى الأذهان أي لا نقوم بنقل قوقعة من شخص لآخر، بل هي عبارة عن تدخل جراحي لزرع اقطاب كهربائية دقيقة جدا داخل القوقعة نفسها والميكرفون الخاص بها يزرع في فروة الرأس بجوار صوان الأذن ثم يحتاج المريض لجلسات تأهيل لاستيعاب هذا الجهاز وفهم الإشارات، والسبب الثاني الصمم نتيجة التهابات حيث توجد بعض الأمراض الفيروسية الشهيرة مثل الحصبة –الغدة النكافية- الجديري وأحيانا الانفلونزا قد يحدث عنها مضاعفات خطيرة، ومن هذه المضاعفات حدوث التهاب ثم تدمير العصب بالأذن وهو يحدث عادة على ناحية واحدة وينتج عنه صمم كامل على أحد الجانبين العلاج في هذه الحالة يعتمد على الوقاية وسرعة ودقة العلاج للمرض الأصلي، والالتهاب البكتيري للاذن الوسطى وهو أشد سبب للصمم في مصر، فالغالبية العظمى من الأطفال يعانون منه على الأقل في طفولتهم من التهاب بالأذن الوسطى وهذا الالتهاب يبدأ بنزلة برد عادية تتحول الى التهاب في الأذن الوسطى خاصة لو كان الطفل يعاني من تضخم في اللوزتين واللحمية، أو لوكانت الأم ترضع طفلها وهو نائم في وضع أنفي وليس نصف جالس كما هو مفروض، ويبدأ الطفل في المعاناة من كتمة بالأذن ثم الم يزداد تدريجيا ويمنعه من النوم وتنتفخ طبلة الأذن حتى تتمزق ويحدث ثقب بها تخرج منه إفرازات مخاطية صديدية، وللأسف بعض الأمهات تعتقد مع هذه الإفرازات الصديدية الخارجة من قناة الأذن أنها إفرازات شبه طبيعية لا ضرر منها طالما ان الطفل لا يبكي ولا يعاني من ارتفاع الحرارة، والتهابات الأذن الوسطى مرض يسهل علاجه ولكن الإهمال في العلاج يؤدي لحدوث ثقب في طبلة الأذن، ويلاحظ انه حتى هذه المرحلة ومع العلاج السليم يمكن شفاء الطفل والتئام طبلة الأذن الوسطى وخروج الصديد من قناة الأذن الخارجية ومع تكرار هذه الالتهابات يزداد اتساع الثقب وقد يحدث تآكل في عظيمات الأذن مما يزيد من شدة الصمم .
ويضيف الدكتور أحمد الموصلي والسبب الثالث للصمم نتيجة تليف أو التصاقات داخل الأذن الوسطى