رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رمضان.. بطعم التوانسة

400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم بمشاركة 15 دولة عربية وإسلامية

 

تنظيم حفلات الخطوبة فى النصف الأول وتقديم «الموسم» فى ليلة القدر

 

يستقبل التونسيون شهر رمضان الكريم قبل قدومه بأيام عديدة، لما له من مذاق خاص، وعادات فريدة، وأجواء روحانية جليلة، كما تتزين واجهات المقاهى وقاعات الشاي، وتتلألأ صوامع الجوامع فى كل المدن بالمصابيح.

ويحتل شهر رمضان مكانة روحية عميقة لدى التونسيين، حيث تمتلئ الجوامع فى كل محافظات البلاد بروادها الذين يفترشون الشوارع والأحياء التى تقع بالقرب من الجوامع، وتصدح المآذن بتلاوات خاشعة للقرآن يؤمنها أئمة من خريجى جامعة الزيتونة للعلوم الإسلامية.

ويتسابق التونسيون عقب إفطارهم إلى حضور صلاة التراويح، ومواكبة مجالس الذكر وحلقات الوعظ الدينى والمحاضرات والمسامرات الدينية، وتلاوة ما تيسر من القرآن إلى جانب عدد كبير من الأختام والإملاءات القرآنية، وحصص لختم الحديث النبوى الشريف.

وتنظم السلطات التونسية ما يزيد على الـ400 مسابقة لحفظ القرآن الكريم فى كافة مساجد البلاد، لعل أشهرها المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم، والتى تشهد مشاركة أكثر من 15 دولة عربية وإسلامية، حيث يتولى الرئيس التونسى فى ختامها تسليم جائزة رئيس الجمهورية الدولية للدراسات الإسلامية وتبلغ قيمتها 25 ألف دولار.

وتشهد الجوامع احتفالات دينية خاصة طوال شهر رمضان، وتتحول إلى قبلة لآلاف الزوار من دول عربية وإسلامية لاسيما فى الأيام العشر الأخيرة من الشهر، وليلة 27 التى تختم فيها تلاوة القرآن.

< التكافل="" الاجتماعى="">

ويمثل شهر رمضان مناسبة للتكافل الاجتماعي، ولتدعيم أواصل الأخوة للمجتمع التونسي، حيث تنتشر «موائد الرحمن» فى مختلف أنحاء البلاد، كما يتبارى الجميع فى تقديم المساعدات إلى الأسر الفقيرة، وفى تنظيم قوافل تضامنية تقدم هدايا ومبالغ من المال للمحتاجين.

ويتبرك الناس بشهر رمضان بربط العلاقات الزوجية، عبر تنظيم حفلات خطوبة الشباب الراغبين فى الزواج خلال النصف الأول من رمضان، فيما تخصص ليلة السابع والعشرين من رمضان، لتقديم ما يعرف بـ«الموسم» وهى عبارة عن هدايا يقدمها الخطيب إلى خطيبته عربون محبة وتوثيقا للصلة ووشائج القرابة فيما بين الأصهار.

ومن أهم سمات شهر رمضان فى تونس، أنه يمثل فرصة مثلى لتوطيد العلاقات الأسرية، حيث يأخذ التجمع حول مائدة الطعام طابع القداسة فلا يتخلف عن موعد الإفطار أى فرد من العائلة، كما يعتبر شهر رمضان شهرًا مُوحِّدًا لكل التونسيين مهما تباعدت مواقعهم او تباينت إمكانياتهم، إذ يشترك الجميع فى عادات غذائية موحدة، فلا تخلو مائدة من حبات «تمر» أو «دقلة» أسوة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) و«الحساء» أو «الشوربة» وهى الوجبة الأولى فى كل أنحاء البلاد لسهولة هضمها إضافة إلى «البريكة التونسية».

ومن الأطباق الأخرى الشعبية على مائدة الإفطار التونسية «الطواجن» بأنواعها المختلفة، والطاجن طبق شعبى متميز تختلف صناعته من منطقة لأخرى، وهو عبارة عن كيك مالح يُصنع من الجبن الرومى أو الموزاريلا مع البيض والبهارات وبعض الخضراوات ونوع من اللحوم، وتمتزج كل هذه الأنواع وتخبز فى الفرن.

أما السلطة على المائدة التونسية فلها أنواع كثيرة وتُقسّم إلى سلطة مشويّة وسلطة نيئة. والسلطة المشويّة هى القاسم المشترك فى كل البيوت التونسية، وتتكون من الفلفل والطماطم (البندورة) وفرمهما مع البصل والثوم والبهارات والنعناع الجاف، وتزيّن بالبيض المسلوق.

المعجنات أيضاً تنال اهتماماً كبيراً فى رمضان، مثل أشكال الخبز المحلَّى بحبات البسباس وحبة البركة.

ويكثر فى ليالى رمضان تبادل الزيارات بين الأقارب والأحباب التى تكون مناسبة لإقامة السهرات وإعداد الأصناف المتنوعة من الحلويات المتميزة لهذا الشهر، كلٌّ حسب عاداته وإمكانياته.

ويحلو فى مثل هذه السهرات تقديم أكواب الشاى بالصنوبر والشاى الأخضر المنعنع والقهوة المطحونة للشهر الكريم. وتختص الأحياء العريقة بباب المنارة وباب الجديد فى شهر رمضان ببيع نوع من الحلويات التقليدية التى تُعرف بها تونس ومنها «الزلابية» و«المخارق» وهى من مشتقات القمح والعسل، والجلجلان على شكل قطع مستديرة ومشبكة أو مستطيلة مع الاستدارة، وهى فى الأصل من منطقة الشمال الغربى لتونس، وما يزال سرّ صناعتها محفوظاً لدى

سكان المنطقة الذين يختصّون بها. ويُعدّ «المقروض» القيروانى و«البوظة» و«المهلبية» من أشهر الحلويات التقليدية، إلى جانب انتشار صنع القطائف التى استقدم التونسيون سرّ صناعتها من الشام وتركيا.

كما دأبت الأسر التونسية، منذ القدم، على ختان الأطفال فى ليلة السابع والعشرين من رمضان، عبر تنظيم سهرات دينية تحييها فرق الأناشيد الدينية التى يسميها التونسيون بـ «السلامية»، وهى فرق مختصة فى الإنشاد الديني، وتمجيد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وسط أجواء عائلية احتفالية.

< ليالى="" رمضان="">

وتشدو ليالى رمضان بالموسيقى والإنشاد الدينى والطرق الصوفية المنتشرة منذ القدم باعتبارها أحد الروافد البارزة للتراث الموسيقى التونسي. ويعد مهرجان الموسيقى الروحية من أهم التظاهرات الصوفية خلال رمضان، حيث يهدف المهرجان إلى مواكبة الأجواء الدينية الخاشعة التى ترافق هذا الشهر الكريم، وخلق تقاليد جديدة لدى الجمهور الذى يتابع عروضه عبر اكتشاف تجارب وأنماط موسيقية مختلفة من دول عدة هذا إلى جانب مزيد تحريك المشهد الثقافى التونسي.

ومن العادات البارزة خلال شهر رمضان تنويع أصناف وأشكال الخبز المحلى سواء من حيث الشكل أو المكونات، كما أن تطور النمط الغذائى للتونسيين لم يمنع من تزيين طاولات مائدة الإفطار بـ«الزلابية» و «المخارق» وهى حلويات تونسية يتم إعدادها وتناولها فى شهر الصيام.

ويحرص التونسيون خلال هذا الشهر المبارك على الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم فيسعون إلى تحضير أكلات وأطباق شعبية شهيرة، ويحرصون على توارثها جيلا عن جيل، ففى تونس العاصمة يهيأ عادة طبق «الرفيسة» المكون من الأرز المطبوخ بالتمر والزبيب، أما فى الشمال الغربى فتحضر العصيدة بالدقيق والعسل والسمن للسحور، ولا يترك أهل الجنوب فرصة هذا الشهر الكريم دون تحضير طبق «البركوكش» وهو دقيق يدمج مع الخضر.

< البريك="" والطواجن="">

ومن أبرز الأكلات التونسية التى لا تكاد تغيب عن مائدة الإفطار طوال شهر الصيام طبق «البريك»الذى يتصدر المائدة فى كل البيوت، وهو عبارة عن فطائر كبيرة الحجم تحشى بالدجاج أو اللحم مع إضافة البصل والبقدونس والبطاطا وتقلى بالزيت ومن ثمة يأتى دور الحساء وخاصة «حساء الفريك» باللحم أو الدجاج.

ومن الأطباق الأخرى الشعبية التى توجد على مائدة الإفطار التونسية «الطواجن» بأنواعها المختلفة، وهى من الأطباق الشعبية المميزة، وتختلف صناعته من منطقة لأخرى، وهو عبارة عن كيك مالح يصنع من الجبن الرومى أو الموزاريلا مع البيض والبهارات وبعض الخضراوات ونوع من اللحوم.

وفى «العشر الأواخر» من شهر رمضان تزدحم الشوارع والمقاهى والمحلات، إذ يصطحب أولياء الأمور أبناءهم لشراء مستلزمات العيد من ملابس وحلويات مختلفة فى حين تزدحم مطابخ المنازل هى الأخرى بالنساء اللاتى يقمن بإعداد الحلويات الخاصة بالعيد.