رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر خالية من فيروس سي.. قريبًا

 د. رضا الوكيل
د. رضا الوكيل

أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية أن مصر تستعد للحصول على الإشهار الدولى من منظمة الصحة العالمية كأول دولة فى العالم تستطيع القضاء على الفيروسات الكبدية وعلى رأسها فيروس «سى» المسبب لمرض التهاب الكبد الوبائى.

ويقول الدكتور رضا الوكيل، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب عين شمس، إن مصر كانت تعتبر من أعلى الدول فى العالم من حيث معدلات انتشار فيروس سى ومن حيث المضاعفات الخطيرة لهذا الفيروس وقد نبه أطباء الكبد والجهاز الهضمى لهذه المشكلة منذ اكتشاف الفيروس عام 1989 وتم تفسير ذلك وإرجاعه إلى استخدام حقن الطرطير ضمن برنامج حكومى فى الوحدات الصحية منذ ستينيات القرن الماضى وعليه فقد كان الاعتقاد السائد أن مصر بها أكثر من 10-12 مليون مريض بفيروس سى وفى بحث ديموغرافى أجرى عام 2008 وجد أن معدل انتشار الأجسام المضادة لفيروس سى يصل إلى نحو 15% طبقا لمعدل العمر ويزداد فوق سن 45 سنة ويقل تحت سن 15 سنة ونسبة وجود الفيروس نفسه نحو 10% مما يمثل عددا كبيرا من الحالات المطلوبة علاجها وما يمثله ذلك من عبء اقتصادى شديد من حيث تكلفة التشخيص والعلاج وانعكاس زيادة عدد المرضى على المستوى الاقتصادى من حيث عدم القدرة على الإنتاج وزيادة عدد ساعات التغيب عن العمل ومن هنا أدركت الدولة ضرورة مواجهة هذا الوضع الصحى الصعب فأنشات اللجنة القومية لعلاج الفيروسات الكبدية عام 2006 حيث افتتحت مراكز تشخيص وعلاج الفيروسات الكبدية B وc فى معظم محافظات الجمهورية وفى بعض مستشفيات القاهرة وتم وضع خطة حيث كان يستخدم عقار الانترفيرون فى ذلك الوقت فى العلاج ولكن الانترفيرون كان له عيوب أهمها انخفاض معدل نجاحه فى علاج الفيروس حيث كانت تقل عن 40% ويجب اختيار الحالات بحيث لا يكون لديها تليف فى الكبد ويتم استبعاد عدد كبير من المرضى لوجود موانع للاستعمال وظهور عدد من الأعراض والمضاعفات الخطيرة ما يستدعى إيقاف العلاج فضلاً عن أن العلاج كان يستخدم عن طريق الحقن وتم بهذه الطريقة علاج 150 ألف مصرى على مدى 10 سنوات ولكن تغير هذا الوضع تغيرا جذريا مع اكتشاف العلاج بالأقراص وهو ما يسمى بالعلاج المباشر المضاد للفيروس، حيث نجحت اللجنة القومية بالحصول على هذا العلاج بتكلفة تصل إلى 1% من سعره العالمى وتم بدء حملة شاملة للعلاج على مستوى الجمهورية وقد تبنى الرئيس عبدالفتاح السيسى من خلال مبادرته لعلاج فيروس سى حملة وزارة الصحة التى كانت تستهدف فحص 60 مليون مصرى وتشخيص المرضى منهم وتقديم العلاج لهم بالمجان فى أكبر حملة على مستوى العالم لعلاج فيروس سى لم تحدث فى أى نظام صحى على مستوى العالم وحتى أواخر عام 2019 نجحت هذه الحملة فى فحص أكثر من 50 مليون مصرى من الـ60 مليون المستهدفين وتم اكتشاف 2 مليون مريض مصاب بفيروس سى تم علاجهم منذ عام 2018 بنسبة نجاح 98% وهم يمثلون 50% من الذين تم

علاجهم على مستوى العالم مما دفع وزارة الصحة إلى إطلاق حملة أن تكون مصر خالية من فيروس سى فى عام 2020 ونتمنى لها النجاح فى ذلك، حيث إن هناك بعض قد يحدث فيها انتكاسة أو إعادة العدوى وبعض المرضى الذين تخلفوا عن الفحص فى الحملة السابقة إما لسفرهم خارج البلاد أو تواجدهم فى بعض المؤسسات العقابية أو عدم رغبتهم فى إجراء الفحص أو بعض مدمنى المخدرات عن طريق الحقن حتى يتحقق الهدف المرجو من جعل مصر خالية من فيروس سى.

وينبه الدكتور رضا الوكيل إلى أن علاج فيروس سى واختفاء الفيروس من الدم تحليل pcr لا يعنى اختفاء الأجسام المضادة للفيروس من الدم حيث يستمر الجسم فى تكوينها لسنوات طويلة بعد اختفاء الفيروس وأن المرضى الذين لديهم تليف فى الكبد وتم علاجهم من فيروس سى يجب عليهم متابعة حالة الكبد بعمل فحص بالموجات فوق الصوتية كل ستة أشهر للتأكد من عدم وجود بؤر سرطانية بالكبد ويجب عمل منظار استكشافى للمرىء والمعدة كل عامين للتأكد من عدم وجود دوالى فى المرئ لأن وجودها يؤدى إلى حدوث نوبات نزيف فى الجهاز الهضمى ما يؤدى إلى خطورة على حياة المريض واختلال فى وظائف الكبد وحدوث استسقاء بالبطن ونوبات الغيبوبة الكبدية.

ويشير الدكتور رضا الوكيل إلى أن علاج هذا العدد الكبير فى هذه الحملة الموسعة والذى أشادت به منظمة الصحة العالمية والمنظمات الأخرى قد رفع العبء الاقتصادى لهذا المرض الخطير عن كاهل الدولة ورفع إنتاجية المواطن المصرى الذى تم شفاؤه وحماه من حدوث المضاعفات الخطيرة التى كان من الممكن أن تحدث له لولا علاجه وأهمها تليف الكبد ودوالى المرىء ونزيفها وسرطان الكبد واستسقاء البطن والغيبوبة الكبدية حيث إن المرضى الذين تم علاجهم مبكرا أثناء المرض تم تفادى حدوث هذه المضاعفات تماما وحتى الذين تم علاجهم فى المراحل المبكرة من تليف الكبد قد تحسنت حالتهم أيضا حيث منع العلاج تدهور حالة المريض.