رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الغتري مندي والمسابقات الدينية.. احتفالات ماليزيا بشهر رمضان

مسجد السلطان صلاح
مسجد السلطان صلاح الدين عبدالعزيز في ماليزيا

 تتمتع ماليزيا بأجواء روحانية مميزة في شهر رمضان المبارك، حيث إنه من صفات الشعب الماليزي حرصهم على أداء فريضة الصوم على أكمل وجه والانتظام في صلاة التراويح وحفظ القرآن، فيستعد المسلمون الماليزيون لاستقبال شهر رمضان بتنظيف المساجد، فيحرص الماليزيون على تبخير المساجد يوميًا احتفاءً بشهر رمضان، وكذلك يقوم البعض برش العطور والروائح الزكية في المساجد تقديرًا منهم لمكانة هذا الشهر في نفوسهم.

 وفي ليلة الـ29 من شهر شعبان يقوم وزير الشؤون الدينية بنفسه بتحري رؤية هلال رمضان، وحالما يظهر الهلال يجري الإعلان الرسمي عبر وسائل الإعلام عن دخول شهر رمضان، فيخرج المسلمون إلى المساجد في جماعات، رجالاً ونساءً وشبابًا وأطفالاً لتأدية صلاة التراويح في جماعة، وبعدها يعود الجميع إلى بيوتهم لإعداد وجبات السحور الأولى.

 وتقوم البلديات برش الشوارع الرئيسة، وتنظيف الساحات العامة، وتزينها بالمصابيح الكهربائية المبهجة في الشوارع الرئيسة للبلد فور الإعلان عن دخول شهور رمضان، وتنتشر اللوحات التي تتزين بعبارات التهنئه وآيات القرآن على المحلات التجارية في الشوارع الرئيسة للبلد ،ويحتفل المسلمون في القرى بدخول الشهر الكريم بالتجمع في المساجد، وتهنئة بعضهم بعضاً، ويعلنون عن دخول شهر رمضان بقرع الطبول الكبيرة، وتسمى "الدوق".

 وتظل المساجد مفتوحة طول الشهر المبارك دون إغلاق ومع صلاة المغرب يبدأ الناس بجلب الأطعمة والتمر وفرش المفارش في الأروقة وتصبح دعوة عامة للجميع لا تميز بين فقير وغني.

 ويخرج الجميع لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد وعند الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح يجتمع المصلون مرة أخرى في المساجد لصلاة القيام، وقراءة ما تيسر من القرآن، ويتعاهد أفراد الأسرة الماليزية على قراءة القرآن كاملاً في البيوت خلال شهر رمضان.

 وتمتلئ المساجد الماليزية في هذا الشهر بالمصلين في جميع الصلوات، ولا سيما في صلاتي العشاء والفجر وعادة ما تقام الدروس الدينية والمواعظ عقب صلاة الفجر مباشرة، وتستمر تلك الدروس حتى الشروق، وتصلى صلاة التراويح 20 ركعة في أغلب المساجد، ويشترك في هذه الصلاة الجميع، كبارًا وصغارًا، ورجالاً ونساءً، وشيوخًا وشبابًا، ومع الانتهاء من صلاة التراويح تعقد مجالس العلم.

 وتنظم حلقات القرآن لسماع دروس العلم الشرعي من أهل العلم، وغالبًا ما تنتهي تلك الحلقات مع حلول منتصف الليل، ثم يغادر معظم المصلين إلى بيوتهم، بينما يظل البعض في المسجد لقراءة القرآن والعبادة،وتعقد المسابقات الدينية والتي يشارك فيها الجميع، ويتم توزيع الجوائز والهدايا في احتفال كبير تشرف على تنظيمه ورعايته وزارة الشؤون الدينية، ويعلن عن الفائز عبر وسائل الإعلام. 

 وبداية من شهر رمضان يحرص الصبية على ارتداء الملابس الوطنية، ويضعون على رؤوسهم القبعات المستطيلة الشكل وترتدي الفتيات الملابس الطويلة الفضفاضة، ويضعن على رؤوسهن الحجاب.

 وتقوم الإذاعة الدينية في ماليزيا بالإعداد لبرامج خاصة بشهر رمضان تهتم اهتمامًا خاصًا بالسيرة النبوية، وسير الصحابة الكرام، وأحكام الفقه، والتفسير، وتلاوة القرآن، إضافة إلى المسابقات الدينية.

 وما زال المسلمون في ماليزيا يحرصون على وجود "المسحراتي" فهو يجوب في العديد من القرى والمدن مع بداية رمضان، إلى نهايته لينبه الناس للاستيقاظ لتناول طعام السحور، وذلك قبل الفجر بساعة تقريبًا، ويتناول الماليزيون بعد السحور مشروب"الكولاك" وهو شراب يساعد على تحمل العطش في نهار رمضان، إضافة إلى  أنه يزود شاربه بالطاقة أثناء الصيام.

 وتتميز ماليزيا بمهرجانات للمأكولات والحلويات المتنوعة، يسمونها "بازار رمضان" وتقام هذه المهرجانات في كل مكان توجد فيه تجمعات سكنية، وقبل الغروب يذهب المسلمون إلى هذه المهرجانات لاختيار ما يحلو لهم من الأطعمة والمشروبات والحلويات، الجاهزة للأكل على الإفطار، وتتعدد الأطعمة التي لا تظهر إلا في شهر رمضان، وتجد الحلويات أيضًا ألوانًا وأشكالاً، ووجبات مطبوخة على طريقة الدول الأخرى ولكنها تقدم على الطريقة والذوق الماليزي.

 وتتعدد أنوع الأطباق المالزية في وجبة الإفطار، ويبقى الأرز هو الطبق الأساسي والأهم بين تلك الأطباق، ويكون إلى جانبه اللحم أو الدجاج، ويعد "الغتري مندي" وطبق "البادق" المصنوع من الدقيق، أشهر الأطباق على المائدة الماليزية في رمضان وأيضًا "بوبور لامبوك" وهو عبارة عن خليط من الأرز والروبيان واللحم والبطاطس والأعشاب الطبيعية، حتى أنها توضع في أكياس وتوزع مجاناً على المصلين فور آذان المغرب، و"كيتوبات" وهي معجنات تحتوي على أرز، وتلف كل واحدة بأوراق النخيل ثم توضع في الفرن حتى تنضج، وهي أشبه بالمحشي المعروف في بلادنا العربية مع اختلاف في طريقة الإعداد.

 وتحرص القناة الماليزية على نقل صلاة التراويح مباشرة من الحرم المكي يومياً ليعيش الشعب الماليزي لحظات إيمانية في رحاب المسجد الحرام.