عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الفرنسيون يعاينون أثر"شيخ العرب" فى قنا

عاين وفد المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، الأطلال الأثرية المبنية من الطوب اللبن، المنسوبة للأمير همّام بن يوسف المعروف بشيخ العرب، بقرية "العركي" جنوب غرب مركز فرشوط شمال محافظة قنا، تمهيدًا لبدء عمل البعثة الفرنسية ـ المصرية المشتركة فى الموقع خلال الشهور القادمة.

 

وضم وفد المعهد الفرنسي الذي أجري المعاينة،  لوران كولون مدير المعهد، الحاصل على درجة الدكتوراه فى الآثار المصرية من جامعة السوربون والرئيس السابق للجمعية الفرنسية للآثار، وفريدريك أبيكاسيس مدير الدراسات بالمعهد، جولي مونشان أخصائية فخار، دنيقولا ميشيل متخصص التاريخ العثماني، والأثريتان جيزال حاجي ميناغلو ومارجو ليجالوا،  والأثري محمد إبراهيم، والمهندس محمد جابر للعمل المساحي، وحامد يوسف أمين الحفائر، من الجانب المصري.

 

وحسب مصادر بالوزارة فأن وفد المعهد، أبدي إعجابه بالموقع الأثري خلال المعاينة، كما استطلع حجم النفقات المستقبلية خلال عمل البعثة، ومقر الإقامة فى قرية «العركي».

 

كانت اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، بوزارة السياحة والآثار، وافقت فى 30 أكتوبر الماضي، على طلب المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، بإيفاد بعثة مصرية ـ فرنسية للموقع المنسوب للأمير همام بن يوسف، وشمل القرار أيضا إنشاء مدرسة للحفائر لتدريب مفتشي الآثار على أعمال الحفائر وبينهما التوثيق والرسم والحفر والتنظيف وصيانة المواقع الأثرية.

 

والأطلال المبنية من الطوب اللبن بقرية «العركي» التاريخية، والمنسوبة للأمير همام بن يوسف، تم تسجيلها أثرًا بقرار رئيس الوزراء رقم 1562 لسنة 1998، وتبلغ مساحتها 18 فدانًا و6 قراريط.

 

وتتمثل أهمية البعثة المصرية ـ الفرنسية، والتي قد يمتد عملها لـ 6 سنوات مقبلة، كونها أول حفائر علمية ستجري بالموقع الأثري، الذي عاني خلال الفترة الأخيرة من الإهمال والتعديات وعوامل الإتلاف البشري والطبيعي لصعوبة بناء سور بسبب اتساع المساحة ـ 18 فدانًا، وهو ما قد يؤدي بالضرورة إلى نتائج علمية جديدة ربما تتوصل لماهية هذه الأطلال المطمورة أجزاءً كبيرة منها تحت الأرض، ومن ثم وضع الموقع على الخريطة السياحية مستقبلًا.

 

وحسب قرار اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، فأن البعثة المشتركة، سيشمل برنامجها، أعمال تنظيف وطبع طبوغرافي وأوتوغرافي وهندسي وتوثيق أثري، ورفع الأتربة والرمال

عن الأجزاء المطمورة، وأعمال حفائر للكشف عن بقايا المباني التي مازالت تحت الرمال، وتطوير الموقع كأحد المواقع التراثية المهمة فى قطاع الآثار الإسلامية بصعيد مصر.

 

وقبل 2010 كانت آثار شيخ العرب همام وسيرته ودوره فى الحياة السياسية والاقتصادية فى الصعيد، لا تحظي بضوء كاف، إلا بين أحفاده «الهمامية» وهم يعيشون بعدة مناطق وقري فى محافظة قنا، إلى أن تم عرض المسلسل الشهير عن حياته، وكتبه السيناريست عبد الرحيم كمال، وأدي بطولته يحي الفخراني وكوكبة من الفنانين، وكان العمل الدرامي سببًا فى تسليط الضوء والاهتمام بآثار وسيرة شيخ العرب.

 

والأمير همام بن يوسف المولود فى فرشوط فى تاريخ غير معلّوم، ويذهب بعض الرّحالة فى كتاباتهم عن هذه الفترة، أنه ولد 1709 ميلادية، ونشا فى بيت معروفًا بثرائه وكان والده الشيخ أحمد محمد همام زعيمًا لقبيلة الهوّارة، وورث شيخ العرب عن أجداده الزعامة والملكية الزراعية الواسعة فى بلدان الصعيد وتمكن فى سنة 1767 ميلادية من السيطرة على أراضي زراعية من محافظة المنيا إلى أسوان ـ حسب مراجع تاريخية.

 

ودخل الأمير همام بن يوسف فى صراع مع علي بك الكبير، وقائده محمد بك أبو الذهب، فى القرن الثامن عشر الميلّادي/ الثاني عشر بالتقويم الهجري، فى عصر الحكم العثماني المملوكي لمصر، وانتهي بهزيمة الأمير همام واستيلاء المماليك على أملّاكه، وتوفي فى نوفمبر 1769 ميلادية.