رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العيد يكمل بالشوي..عم جمعة أشهر صاحب محل لبيع الفحم في المدبح

عم جمعة
عم جمعة

على مشارف الطريق الصحراوي الواصل بين القاهرة والإسكندرية يقف الحاج "جمعة" صاحب أشهر محل لبيع الفحم في ضواحي السيدة زينب بصحبته عدد من أصدقائه استقبالًا لسيارات النقل التي تحمل أطلالًا كانت يومًا أشجار موالح قبل أن تضحى في لون أسفلت الطريق الذي تسير عليه السيارات.

يشير الحاج "محمد جمعة" صاحب محل إلى قائد السيارة ليوجهه بإشارة منه فيتبعه الأخير إلى حيث يقبع محله الصغير لبيع الفحم "جملة وقطاعي" بحي زينهم القريب من السيدة زينب، أسفل عقار متهالك من طابقين يغطي السخام المكان أكوام من أَشْوِلَة الفحم ترتفع حتى السقف داخل بقعة كالحة السواد لاتزيد مساحتها عن 4 أمتار هنا يرقد رأس مال الرجل الخمسيني ذا السمعة الطيبة، معبأ في أجولة.

كلوحة قاتمة انتزعت عن إحدى جدران المعارض الفنية ووضعت وسط صخب الحي القديم حيث يضحى للجلبة الكلمة الأولى وتتفرس أعين المارة شوادر اللحوم بحثًا عن ضالتها من أجود الذبائح وحلويات اللحوم وتضرب أقدام الرائح والغادي دهاليز المدبح القديم في مثل هذه الأيام من كل عام، يجلس "جمعة" على طاولة معدنية صغيرة برفقة صديقيه يحتسون "شاي في الخمسينة" منصتين في أنس إلى الست "أم كلثوم" تشدو بـ "ياليلة العيد" صادرة عن مذياع صغير وضع على مقعد متداعي بداخل المتجر.

تغلب الملامح الناعمة على زبائن عم "جمعة" الذي يكثر عليه المترددات من ربات البيوت في مثل هذا الموسم، فلا يتوانى وريث إحدى أشهر المهن العتيقة في مصر عن مساعدتهن في حمل الأكياس الثقيلة التي يتراوح

سعرها من 8 إلى 10 جنيهات للكيلو إلى أقرب "توكتوك" لكي لا ينتقل السخام إلى أيديهن أو ملابسهن، دين يود أن يرد إلى بناته "هدير" و"شهد" وشهامة تليق بابن حي "الطاهرة أم هاشم" الذي عقد العزم على ألا يمرر هذا الإرث الثقيل إلى وحيده "أحمد" راجيًا أن يبث الله فيه الروح لحين يراه في مكانة مرموقة.

تتراص أطنان الفحم في مستقرها الأخير داخل متجر عم جمعة قبل أن تلقى داخل الشوايات بالمنازل والمطاعم الفاخرة والبسيطة على حد سواء، بعد أن قطعت رحلة طويلة استهلها عشرات العمال من الحطابين الذين ينتقون بعناية الأشجار بعدد من المحافظات على رأسها الإسكندرية وكفر الشيخ بعد قطع أخشابها وتهذيبها لتأتي مرحلة الحرق داخل "مخافر" تحت سطح الأرض وفيها ترقد الأشجار حتى تأكلها النيران بدرجة معينة وتغطى بعناية قبل أن تستنشق الهواء من جديد والذي تترك به حتى تبارحها الحرارة وتعبأ داخل أشولة لتبدأ عملية التوزيع على الموردين ومنهم إلى الباعة والتجار بمختلف المحافظات.