البروستاتا مرض يهدد الشباب

أمراض البروستاتا من أهم الأمراض التى تؤثر على مسيرة البول أثناء التبول، أما باقى الأمراض التى يمكنها التأثير فى هذا المجال فهى التهابات المثانة أو حصاويها حتى لو لم تكن مصحوبة بالتهابات أو ورم المثانة سواء كانت هذه الأمراض حميدة أو خبيثة وكذلك نفس هذه الظواهر إذا حدثت فى مجرى البول بدلاً من المثانة تؤثر على مسيرة البول.

يقول الدكتور عادل أبوطالب، أستاذ جراحة المسالك البولية بطب بنها: من أشهر الأمراض التى تصيب البروستاتا الالتهابات التى قد تعتريها فى السن الصغيرة بدءا من المراهقة وحتى سن الأربعين أو الخمس وأربعين وكذلك التضخم أو كبر الحجم الذى قد يلم بها فى المرضى الذين يبلغون سناً تجاوز هذه السن إلى التسعينات فما فوق وقد وجد إحصائياً أن تضخم البروستاتا هو أكثر الامراض التى تؤدى الى متاعب البول اثناء التبول والتى تعرف بمتاعب الجزء الأسفل من الجهاز البولى والغريب أن هذه البروستاتا رغما عن أنها عضو أساسى فى الجهاز التناسلى إلا أن تأثيرها على البول لا يستهان به حيث إنها أولاً تحيط بمجرى البول من كل جانب فتؤثر على مسيرة البول فى هذا المجرى بأشكال مختلفة كصعوبة فى مرور هذا البول أو كتقطيع البول أثناء هذا المرور وذلك بالسماح لجزء منه بالمرور ثم ايقافه ثم معاودة السماح مرة أخرى طوال فترة التبول وقد يصل الأمر أحياناً إلى انسداد البول بالكامل وعدم قدرته على الخروج من المثانة إلى الخارج، أما تأثيرها الثانى فيأتى من ملامستها للمثانة من أسفلها فتؤثر عليها سواء على جدارها من الخارج او على غشائها من الداخل اذن كبر حجم البروستاتا يدعو الى تداخل جزء منها الى داخل هذه المثانة مما ينشأ عنه زيادة حساسية المثانة واضطراب عضلاتها فلا تستطيع الاحتفاظ بكمية كبيرة من البول ويضطر المريض الى تفريغ البول بأسرع ما يمكن مهما كانت الكمية الموجودة قليلة.

ويضيف الدكتور عادل أبوطالب رغم هذه الاعراض المقلقة الناشئة من تضخم البروستاتا فقد تمكنا من السيطرة عليها بالأدوية فى كثير من الاحوال باعطاء المريض الأدوية التى تفتح عنق المثانة وتسهل خروج البول وفى نفس الوقت الأدوية التى تهديء البروستاتا وخلاياها وتزيل الكثير من تأثيرها على المثانة او مجرى البول ولقد كنا فى الماضى نلجأ للهرمونات فى العلاج لمعرفتنا ان تضخم البروستاتا هذا ناشئ من تأثير التسترون والاستروجين «الهرمون الذكورى والانثوي» على كبر الحجم وما نعرفه أن هذه الهرمونات هى التى  تؤثر فى خلايا البروستاتا وتعمل على تكاثرها وزيادة حجم انسجتها وفى نفس الوقت تعمل على بقاء الخلايا القديمة وعدم فنائها او اختفائها من الوجود.

ويشير الدكتور عادل أبوطالب إلى أن التدخلات الجراحية بإزالة الجزء الزائد من البروستاتا سواء بالعمليات الجراحية «التى لم يعد لها مجال هذه الأيام» أو باقتطاعها بواسطة لولب كهربى عن طريق منظار يدخل فى مجرى البول أو البخر الذى يعتمد على تسليط طاقة الليزر تجاه الهيموجلوبين الموجود فى دماء البروستاتا بحيث يولد طاقة تميت ما حولها من خلايا فإننا لا نلجأ لهذه التدخلات إلا إذا زادت أعراض التضخم زيادة غير محتملة أو إذا استمرت دون تهدئة رغم العلاج لمدة طويلة أو حدث انسداد كامل للبول أكثر من مرتين.