رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنيسة العذراء مريم.. الملجأ الآمن للعائلة المقدسة من بطش قاتل الأطفال في بيت لحم هيردوس

الكنيسة
الكنيسة

نسيم مختلف، ليس كمثله في الأرض، ومناخ هادئ دافئ، ورائحة عطر لا توصف، خيال عاجز بأن يحمل بين ثناياه عبارات تليق بهذا الجمال، الطمأنينة تكسو كل ركن فيها، وكأنها برهان على ما مضى، إثبات وتفسير لماذا مر العابرون من هنا، وسكنوها، واتخذوا منها مخبئًا.

 

كنيسة العذراء في المعادي، تخطوها بأنين وحنين، وكأن بها مُخدر من الأمن والأمان، تسير قدمك بخطى ثابتة رقيقة، تخشى أن تصيب أرضها بألم لم تقصده، تغمر قلبك بالسعادة، وتتوه في جمالها، أجواء مختلفة، وعالم آخر غير الذي تركته خلفك وراء الباب الحديدي المنقوش هناك.

هنا.. فى ضاحية المعادى وعلى شاطئ نيل القاهرة مباشرة، تقع كنيسة السيدة العذراء مريم، بطرازها الأثرى المميز، شاهدة على رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، والتى اتخذ من سردابها مرفأ لعبور العائلة عبر النيل إلى الصعيد وتحديدًا إلى جبل قسقام بأسيوط حيث يقع دير المحرق.

 

هنا.. التاريخ والعبق، الذي يقول عنه راعى الكنيسة، إنه يعود إلى موسى النبى الذى ولد فى منطقة طرة، وحينما جاء فرعون وأراد قتل كل أطفال بنى إسرائيل، وضعته والدته فى "سبت" من البردى وألقت به فى النيل، وأخته سارة بجوار النيل تتابعه، حتى رأت ابنة فرعون "السبت" فى موضع منطقة كنيسة العذراء حاليًّا التى كانت تتخذها منطقة للاستحمام فى النيل وهى من أطلقت عليه اسم "موسى" وتعنى "ابن النيل"، واستُغل هذا المكان حتى مولد السيد المسيح حينما أمر "هيرودس" بقتل أطفال بيت لحم جميعهم، فهربت العذراء مريم ويوسف النجار ومعهم السيد المسيح.

 

سارت العائلة المقدسة فى طريق الهروب لمصر إلى كنيسة أبوسرجة بمصر القديمة قبل أن تصل إلى كنيسة العذراء بالمعادى ومكثوا فيها فى طريق الهروب لمدة 3 أيام أثناء توجههم إلى جبل قسقام بأسيوط (دير المحرق)، ومكثوا فيها أيضًا أثناء عودتهم إلى بيت لحم ولكن لم تُعرف المدة التى مكثوا فيها فى تلك المنطقة المعروفة بمنطقة "العدوية"، وهم من كانوا يمتلكون هذه الأرض فى هذا الوقت، لذا سميت بكنيسة ودير السيدة العذراء مريم بالعدوية.

مبارك شعب مصر:

الكنيسة تحتوى على 3 هياكل و3 قباب، وبها "بئر" كانت تشرب منها العائلة المقدسة، ولكن هذه البئر نظرًا لعدم تطهيرها خلال الفترة الأخيرة نضب بالماء، وكذلك تحتوي الكنيسة على أكفان بعض القديسين، وبها أيقونة تحكى قصة حياة العذراء مريم، وتضم الكتاب المقدس بالحجم الكبير منذ عام 1976 الذى وجده راعى الكنيسة ويدعى القس بشارة طافيًا على سطح النيل، ومشبعًا بالمياه ومفتوحًا على سفر أشعياء الأصحاح 19 الذى

توجد به آية تقول: "مبارك شعبى مصر".

هذا الكتاب الذي لا يعرف أحدهم شيئًا عن المادة الخام للورق أو الحبر الذي دونت به كلماته، لتظل محتفظة بأصلها حتى تصل إلى مستقرها ومستودعها دون أن تُمس بسوء.

السلم الأثري:

ليس سُلمًا عاديًا، فممر السلم الأثرى الذى يصل إلى قاع النيل والمقام عليه "قبة" وبه مذبح، وكانت المياه قبل بناء السد العالى تغرق السلم وتتدفق إلى داخل الكنيسة، ولكن بعد بناء السد العالى وبناء على طلب وزارة الرى والموارد المائية تم بناء رصيف أمام السلم لحماية المبانى أخفى بعض أدراجه ولكن ما زالت بعض الأدراج موجودة وتستخدم فى الصعود والنزول عليها.
 

أكد راعى الكنيسة، ليس هذا فحسب، لكن ثمة هناك سلم آخر يصل بسرداب مار أسفل الكنيسة ويصل حتى النيل، وترى فى نهاية هذا السرداب دير أبوسيفين فى الجهة المقابلة، وكان يستخدم السرداب فى نقل الأشخاص، وتمت إعادة ترميمه ووضعت فيه أيقونة للسيدة العذراء والسيد المسيح.

في هذا السرداب، الذي لا يتسع لفرد واحد أثناء السير، وتغرق ثيابك من غزارة العرق، لا ينضب الأكسجين إطلاقًا.. هناك ترك الآلاف رسائل إلى الرب والسيدة العذراء، وهناك دعا الجميع أن يحفظهم الله كما حفظ العائلة المُقدسة من المهالك، هناك يبحث الجميع عن الرجاء والطمأنينة، في الممر أكثر من تفريعة لتضليل العدو، وحماية العائلة من بطش هيردوس وجنوده.

الكنيسة أعيد ترميمها بالكامل فى سبعينات القرن الماضى، ولم يبق من الكنيسة الأثرية سوى 3 قباب و3 مذابح، ويأتى إلى الكنيسة سياح من كل مكان، وعقب قرار اعتماد مسار العائلة المقدسة فى مصر، هناك تنسيق بين وزارة السياحة والكنيسة لترتيب التعامل مع هذا الأمر.

شاهد الفيديو..